الكويت تستضيف يوم الشعر العربي في إيران

07:33 صباحًا الخميس 27 مارس 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي الايراني يلقي كلمة ترحيبية

في اطار الموسم السابع لمهرجان ربيع الشعر العربي الذي تقيمه مؤسسة جائزة عبدالعزيزسعود البابطين للأبداع الشعري أقيمت احتفالية يوم الشعر العربي في ايران بحضور كوكبة من ادباء و شعراء العالم العربي و الإسلامي الذين احتضنهم مسرح مكتبة البابطين للشعر العربي .

انطلق الاحتفال بندوة تحت عنوان ( الشعر العربي المعاصر في ايران .. اتجاهات و نماذج) أدارها الاستاذ سمير ارشدي أستاذ اللغة الفارسية بجامعة الكويت و قدمها الدكتور عبدالرضا عطاش رئيس جامعة عبادان الإسلامية .

سمير ارشدي أستاذ اللغة الفارسية بجامعة الكويت

قدم ارشدي كلمة شكر باسم الشعراء المشاركين في المهرجان و قال :

يزدحم شهر مارس بالاعياد بحيث تحسده عليه بقية الشهور فعيد النوروز و الربيع و عيد الأم و عيد الشعر العالمي و كأنما لاحياة بلا ربيع و لاحياة بلا أم و لاحياة بلا شعر .

شرح ارشدي في كلمته مدى التمازج بين الأدبين العربي و الإيراني على مر الزمن قائلا: حكاية الشعر العربي في إيران قديمة قدم الزمان، فالأدب الإيراني ما برح يرفد الحضارة البشرية والتراث الإنساني بحكمه وحكاياته المفعمة بنفحات روحانية وعرفانية تمثل قمة الأدب الإنساني بمغزاها وفحواها،

ورغم العلاقة القوية بين الأمتين العربية والفارسية والتي تعود إلى حضارات ما قبل الميلاد فإن التعاطي والتواصل بينهما خلال العصر الحديث لا يزال دون مستوى الطموح ويكاد يكون في حدوده الدنيا.

و أضاف هذا الباحث الإيراني :إن نظرة عابرة لمسيرة التثاقف بين إيران والعرب تبين أن التلاقح الفكري سبق الإسلام حيث كانت الحيرة عاصمة المناذرة بوابة التبادل الثقافي واللغوي العربي والفارسي، وقد ازدهرت تأثيرات هذا التعايش الأخوي تحت ظل الدين الإسلامي الحنيف حيث أنشد المتنبي أجمل قصائده في بساتين شيراز التي تحتضن «شعب بوان» إحدى جنان الدنيا الأربع لكثرة الشجر وتنوع الأطيار وتدفق المياه قائلًا:

مغاني الشعب طيبًا في المغاني

بمنزلة الربيع من الزمانِ
وهذا أبوتمام سيد شعراء العربية كتب خمسة من أهم مؤلفاته في مدينة همدان وبعد عودته من خراسان منها كتابا «الحماسة» و«الوحشيات»، أما شعراء الفارسية فحكايتهم مع الشعر العربي ذات شؤون وشجون؛ فهذا سعدي الشيرازي نظم شعره باللغتين الفارسية والعربية وصاغ من ثقافته الإسلامية شعرًا معبّرًا وبليغًا حيث ينشد حين عودته إلى شيراز وبعد تنقله بين العواصم الإسلامية أبياتًا بالعربية .
وأكد أن العلاقة بين الشعوب والثقافات تحتاج إلى جهد ومثابرة، فليس هناك من علاقة ولدت مصادفة وحتى وإن ولدت فلن تكتب لها الحياة إذا لم تولى الرعاية والعناية الكافيتين، وهذا هو حال التلاقح الفكري والأدبي العربي الإيراني الذي امتد عبر القرون ومن خلاله ازدهرت الحضارة الإسلامية وحلّقت بجناحين إيراني وعربي، وما أحوجنا اليوم لأن نولي اهتمامًا حقيقيًّا يعيد لنا تلك العصور الذهبية وهي مسؤولية ملقاة على أدبائنا وشعرائنا ليبرهنوا بأن الشعر هو مفتاح السلام والتآخي والتواصل.

جانب من الحضور

ثم القى عبدالرضا عطاش ورقته البحثية تناول خلالها المسيرة التطورية للشعر العربي في ايران قبل و بعد الإسلام و أهم الاتجاهات التي يتناولها من المديح و الرثاء و الاخوانيات و الغديريات حيث قال :دولة الأدب متی ما أتصلت بمحیط الجمهور و بیَّنت أحاسیسه وهواجسه وأشارت إلی دربه الذی لا بد أن یسیر علیه فإنَّها لا تهزم فالأدب هو الشَّمس المضیئة التی لا تقف أمامه السُّحب و إن تراکمت وکل عنصر منه هو قمر یسطع نوره فی اللیالی الظلماء والشعراء و الکتاب والخطباء والفنانون هم النجوم اللامعة فی سماء الأدب وهم النبراس والکانون الواقد لمن ینشد ضالته فی عالم الإحساس والبیان فالشعر من الآثار الخالدة التی تبقی عبر الأزمنة والدهور للمجتمعات البشریِّة فعواصف الزمن لا تستطیع أن تغیر علی سور الشعراء مهما کانت لها من قوة وشدة فها هی المعلقات و عیون القصائد العربیِّة فإنَّها نشلت قائلیها من الضَّیاع وجعلت أسمائهم حیَّة علی جبین الدَّهر نعم فالشِّعر هو المرآة المصقولة الَّتی یعکس فیها الشاعر الآلام والآمال الَّتی یتطلع إلیها بنو الإنسان فلهذا السَّبب البسیط تقدس المجتعات البشریِّة الشُّعراء وتحیی ذکراهم وتطبع نتاجاتهم بأحسن حلة فالشعراء هم من کوکبة العباقرة وأفضل عبارة حول الشعر هی العبارة الَّتی أطلقها رسول الله (ص) :إنَّ من الشِّعر لحکمة و إنَّ من البیان لسحرا…

أمسية يوم الشعرالعربي في ايران أدارها الأديب عبدالله خلف امين عام رابطة الأدباء الكويتيين السابق حيث تناول تاريخ الصلات الثقافية و الأدبية بين البلدين و أهمية تعزيز العلاقات الفكرية و الجامعية بين البلدين الجارين .

ثم ألقى الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي الايراني كلمة ترحيبية قال فيها :

يحتل الشاعر في المجتمع الإيراني ماضيًا وحاضرًا مكانة سامية وراقية لا ينافسه فيها أحد، ولا تحتاج هذه المقولة إلى دليل أو برهان حيث إن زيارة خاطفة لمثوى الصاحب بن عباد في أصفهان أو (عمر الخيام) في نيسابور أو أبي القاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة في مدينة طوس بخراسان أو بابا طاهر العريان في همدان أو الشيرازيين سعدي وحافظ في شيراز تكفي لمعرفة مدى اهتمام الشعب الإيراني بالشعراء وحبه بل وتقديسه للشعر الملتزم والهادف.
و أضاف خامه يار : لقد عاش الأدب الإيراني المعاصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة فترة ازدهار ورُقي لا سيما في أدب المقاومة وبين جيل الشعراء الشباب الذين قدموا قصائد تستحق الرصد والدراسة، وبسبب اهتمام الدولة بتدريس لغة القرآن الكريم في مختلف المراحل الدراسية وفقًا للدستور الإيراني، فقد برز جيل من الشعراء الذين ينظمون قصائدهم بالعربية حيث يقدم الكتاب نبذة من أعمالهم المختارة.
ولا شك بأن الخريطة الشعرية الإيرانية ثرية وزاخرة بالشعراء، ولا يقتصر العدد على الشعراء الذين اشتمل عليهم هذا الكتاب حيث إن إيران من الناحية التاريخية والحضارية هي امتداد للمحيط العربي الزاخر بالشعراء وإبداعاتهم، وأن المشروع الحالي هو محاولة لجمع ما تبعثر من نتاج الناظمين بالعربية في إيران ووضعه بين دفتي كتاب بمنهجية تشجع كل باحث وقارئ ومهتم بالأدب الإيراني الحديث للاطلاع على هذه الثروة الإبداعية لكل ناطق بالضاد.
وتمنى المستشار الايراني من الأدباء العرب الذي يتقنون الفارسية أن يتحفونا بقصائدهم ليكون التواصل من جانبين مشيراً إلى أهم الأدباء الذين تأثروا بالأدب الفارسي أمثال أحمد فارس الشدياق والمصلح الكبير عبدالرحمن الكواكبي والشاعر محمود سامي البارودي والشاعرة المصرية عائشة التيمورية ، وكذلك الشاعر الكويتي عبدالعزيز العندليب لنظمه قصائد رنانة بالفارسية.

الشعر سفيرا للثقافة الإيرانية

ثم بدأ الشعراء الايرانيون بقراءة قصائدهم و هم د .محمد خاقاني اصفهاني و د . فضل الله مير قادري و علي رضا خاجه بور و عباس الحزباوي و د.عباس العباسي الطائي ومهدي الساري و مرتضى حيدري حيث أنشد الخاقاني قصيدة الشعر ديوان العرب :
الشعر نبراس النُهی

الشعر متراس التُقی
الشعر وحي من إلا

ه الحبّ حبّاً للوری
الشعر کالماء الزلا

ل يفور من نبع الصفا
الشعر ديوان العرو

بة والمروءة والوفا
ليلي بشعری مقمر

والشعر بدر في الدجی
يومي بشعري مشمس

والشعر شمس في الضحی
بالشعر أمضي ليلتي

أسري وإن طال السری
وبه أروّي غلّتي

وبه أفرّ من اللظی
الشعر قد يعلو إلی

روض الجنان مکلّلا
لکنه قد ينحني

نحو الجحيم مکبّلا
في الشعر آلاف غووا

وهووا إلی درک الردی
لا هم غووا بل قد غوی

أتباعهم شرّ الغوی
غاوون في أهوائهم

باغين منه المبتغی
قالوا بما لم يفعلوا

لا اليوم لا في ما مضی

الكاتب الكويتي عبد الله خلف يستمع إلى الشاعرة الايرانية فائزة جمالي

اما الشاعرة الايرانية فائزة جمالي فأنشدت القصيدة التالية :

ٍ روحي صحن لاقط
كصحون سطوح طهران المتلصصة
تقعد صوب السماء
و تبحث عن ذبذبات تعجبها..
لا شيء سوى صمت الليل
و خرير المطر على السطوح
يوقظ في شاشاتها
أنين نجمة تروي وحدتها في زحمة السماء
و حزن كروان أضاع صوته إثر أنفولونزا الطيور..
قبل كأس
همست بأذن صديقتي السماء
التي لا ترسو على ضفاف لون من الصباح الى المساء:
أنظري
السمك يهيم في الصحاري
والطيور تسبح في المستنقعات
حتى الزهور خلّفت عروقها و سرت في الأرض
و البشر دبّت عروقهم و زرعوا كفزّاعة طيور!
آه!
الحجر في مكانه قنطار
أحتاج لأسبوع فقط
كي أرتّب العالم
و أضع كل شيء مكانه.. و إلى الأبد.
الشاعر الدكتور عباس العباسي الطائي أنشد قصيدة للشهيد الفلسطيني محمد الدرة قال فيها:

موجٌ من الوجدِ في فيض‌ٍ‌‌من الوجل‌ِ
تفـجرا في عروق الشّــوق و المُقَل‌ِ
في كلّ جارحــة تهــتاج عاصفـــةٌ
من رغبة الوصل‌ِأوْ مِنْ رهبة الفشل‌ِ
كَمْ بتٌ ارقُبُ فجـراً طال موعــده
فيه مـن الوجد ما يشـفى من العـلل‌ِ
لامسـتُهُ بشعــوري كلّما وَمضَتْ
بوارقُ الشوق‌ِ في رأسي من الأمـل‌ِ
كم حاولتْ جثّتي ترقـى لـمنـزلكم
لكنّـها مُنــيَتْ بالبـــؤْس و الشّــلل‌ِ
و كنتُ رغم النّوى و البعدِ منتشقاً
عبّاقـة النصــر في الأرجاء و السّبل‌ِ
* * *
و هبّت الريحُ من حيفاءَ و انتشرت
أنبـاءُ ثورتكم في السّــهل و الجبــل
هبّت فلسطين في وجه العدا و مشت
تقــارع المــوت إيمـــاناً بــلا كلـل
كما قدم قصيدة لعميد الدب العربي طه حسين يقول فيها :

أرْسلْ يراعكَ تسرِالروحُ في الكلم‌ِ دعـها تجلـجلُ بالالحان و النَّغــم‌ِ
شابَتْ ذوائبها في خدرها و ذوتْ تبكي على سالفاتِ المجدِ و الرّمم‌ِ
إنَّ اللغاتَ كما الانسـانْ يغـمرها عَبْرَ السنينَ غبارُ الشيب و الهَـرَم
أنطقتها بلسان العصر وانبجَستْ منها المعارفُ كالبركانِ في القِمـَم‌ِ
فجَّرت منـها عيــوناً مِن تدفِقــها يجري الحديثُ بِعـذبٍ سائـــــغ‌ٍ شبم‌ِ
لو لا وقوفك في وجه الجمود لَما كانت تدوي لها الأصـداءُ في شَمم‌
الشاعر علي رضا خاجه بور القى القصيدة التالية :
إسكبي الراح و املئي الأقداحا
علَّ ننسى بها العنى و الجراحا
ناوليني بكفـك الرخـص كـأسـاً
يُكسب النفـس بهجـة و ارتياحا
و امزجيه مــن وجنتيك ضيــاء
يجعـل الليل من سناه الصباحا
صدقيني و الصدق يا (ميُّ) طبعي
و شعــار تخذتـه لـي وشاحــا
داهمتنـي قــوى هــواك حتــى
صــار قلبي لجندهــا مستباحا
و ملكتـي مشــاعــري بجمــال
فقت فيه حســانهـا و الملاحـا
فاتركي اللـوم و اغفري لمسيء
أفســد الحب رشــده و الصلاحا
والقى بقية الشعراء قصائد حول القضية الفلسطينية و الصحوة الاسلامية و الغزليات نالت استحسان الحضور .

ِ

One Response to الكويت تستضيف يوم الشعر العربي في إيران

  1. Hakko رد

    3 أبريل, 2014 at 10:05 ص

    Such an imsirpseve answer! You’ve beaten us all with that!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات