تواصل محاولات إنقاذ ركاب تيتانيك الكورية

قامت حكومة كوريا الجنوبية بتشغيل الفريق المركزي للكوارث والأمن للتعامل مع حادثة غرق سفينة ركاب وقعت صباح اليوم في المياه جنوب البلاد .ويرأس وزير الإدارة العامة والأمن الوطني الفريق الذي يتم تشكيله لمواجهة الكوارث الكبيرة على مستوى الحكومة.

هذا وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي مين كيونغ أوك إن الرئيسة بارك كون هيه أمرت بعد تلقيها تقريرا عن الحادثة، المستشار الرئاسي للامن الوطني كيم جانغ سو، ببذل كل الجهود لانقاذ الركاب بنشر جميع القوى البشرية والوسائل الممكنة والبحث في جميع أجزاء السفينة حتى لا يكون هناك ضحايا بقدر الامكان .

وجرت عملية إنقاذ الركاب مع نشر 13 سفينة حربية وطائرة مروحية للقوات البحرية و6 طائرات مروحية للمطافئ بالإضافة إلى سفن مدنية لصيد الأسماك .

وكانت سفينة سيوال للركاب التي تزن حوالي 7 أطنان قد غرقت وعلى متنها حوالي 450 راكب من ضمنهم منهم 324 طالبا وطالبة من مدرسة ثانوية و14 معلما و150 سيارة .وقع الحادث في مياه تبعد حوالي 20 كلم من جزيرة جودو في بلدة جيندو ، إقليم جولا الجنوبي في غضون الساعة 8:58 صباح اليوم ، وكانت السفينة قد غادرت ميناء انتشون غرب سيئول ليلة أمس في طريقها إلى جزيرة جيجو.

ومال جسم السفينة بنحو 90 درجة ، وتجري الشرطة البحرية عملية إنقاذ الركاب بنشر طائرة مروحية وسفن دورية .كما أعلن خفر السواحل الكورية أن العملية تمت بنجاح وإنقاذ جميع الركاب ، وبينما غرقت السفينة تحت المياه بصورة كاملة.. يبدو أن مجموعات من الركاب تمكنوا من الخروج من السفينة

وقام الغواصون التابعين للجيش بالبحث داخل السفينة التي غرقت قبالة الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية يوم الاربعاء في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا الحادث الى اربعة وسط مخاوف من أن يكون العديد من المفقودين الـ 291 محاصرين في الداخل.

وجابت أكثر من 100 مركبة تابعة لسلاح البحرية وخفر السواحل و السفن والطائرات الأخرى المنطقة بحثا عن المفقودين في ما قد يكون واحدا من أعنف الحوادث البحرية في التاريخ الحديث لكوريا الجنوبية .

وتمكن فريق من غواصي البحرية من الوصول الى داخل السفينة الغارقة رغم ضعف الرؤية تحت الماء و التيارات القوية، وفتشوا 3 حجرات من دون أن يجدوا أية جثث، وفقا لما قاله مسؤولو البحرية.

وقال مسؤولون ان فريقا ثان من الغواصين من المخطط أن ينزل تحت الماء قريبا.

ووقع الحادث صباح يوم الاربعاء عندما غرقت السفينة سيوول البالغ حجمها 6,325 طن وعلى متنها 459 شخصا، بينهم 325 طالبا من مدرسة ثانوية في آنسان، الواقعة جنوب سيئول. وأرسلت السفينة اشارة استغاثة في حدود الساعة08:58 صباحا على بعد 20 كيلومترا من جزيرة بيونغ بونغ.

وقد تم انقاذ 164 من الركاب بينما لقي 4 حتفهم و لايزال 291 في عداد المفقودين.

ومع مرور أكثر من تسع ساعات على الحادث نمت مخاوف من أن يكون العديد من المفقودين محاصرين داخل السفينة الغارقة. وقال مسؤولون أن درجات حرارة المياه المنخفضة تجعل الوضع أسوأ بالنسبة لأي ناجين محتملين .

من بين الضحايا الأربعة امرأة تبلغ 27 عاما وقد كانت أحد أفراد الطاقم عثر على جثتها على متن السفينة، بالإضافة إلى طالب في المدرسة الثانوية توفي بعد أن تم انقاذه. و أُكدت الوفاة الثالثة في وقت لاحق اليوم بعد أن تم العثور على جثة رجل يعتقد أنه طالب. بينما لم تعط أي معلومات مفصلة عن الضحية الرابعة .

ونقل عشرات آخرين إلى المستشفيات مع كسور في العظام وحروق وإصابات أخرى.

وقد بدأت بعد الحادث عملية انقاذ واسعة النطاق شملت حوالي 40 مركبة تابعة لخفر السواحل و السفن الحربية و الطائرات العسكرية والعشرات من طائرات الهليكوبتر. وقالت وزارة الدفاع أنها جندت نحو 200 من القوات الخاصة البحرية و الغواصين أيضا للبحث في السفينة الغارقة.

وقال مسؤول في الوزارة ان الغواصين دخلوا السفينة الغارقة ابتداء من الساعة 5 مساء في جهود للعثور على الركاب المفقودين. وتقبع السفينة على عمق 30 مترا تحت رحمة تيارات المحيط التي تتدفق بسرعة 8 كم في الساعة.

وقالت البحرية أن سفنا وقوات إضافية في طريقها إلى المنطقة.

وقال الأسطول السابع الأمريكي أن سفينة هجومية برمائية تابعة للبحرية الامريكية مجهزة باثنين من طائرات الهليكوبتر، والتي كانت في دورية روتينية في البحر الغربي، توجهت هي الأخرى الى مكان الحادث للمساعدة في عمليات الانقاذ .

يذكر أن السفينة انقلب تماما و غرقت في ظرف ساعتين.

ولايزال سبب الحادث غير معروف، على الرغم من أن الناجين قالوا إنهم سمعوا فجأة دويا قبل غرق السفينة. وبرزت تكهنات مفادها أن السفينة قد اصطدمت بصخور تحت الماء أو بسفينة اخرى .

وقالت إحدى الناجيات “كان هناك دوي و ثم مالت السفينة فجأة “.

وأكدت الحكومة ان الاولوية هي لعمليات الانقاذ.

وقال النائب الثاني لوزير الشؤون الداخلية لي كيونغ أوغ خلال مؤتمر صحفي في سيئول ” سوف نحاول تحديد سبب وقوع الحادث بعد عمليات الإنقاذ ” .

وخرجت السفينة من ميناء إنتشون مساء يوم الثلاثاء متأخرة بسبب الضباب الكثيف، و كان مخطط وصولها إلى منتجع جزيرة جيجو في وقت لاحق من يوم الاربعاء. وكان الطلاب في طريقهم الى جيجو ضمن رحلة مدرسية لمدة أربعة أيام .

وتم بناء السفينة التي تبحر بين إنتشون و جيجو مرتين في الأسبوع، في اليابان عام 1994، ويبلغ طولها 146 مترا وعرضها 22 مترا، ولها القدرة على نقل 921 شخصا، 180 مركبة و 152 حاوية شحن في نفس الوقت .