مجلة (العربي) توثق اختيار العالم للكويت مركزا للعمل الإنساني

11:58 صباحًا الثلاثاء 28 أكتوبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يوثق العدد الجديد من مجلة (العربي) للمناسبة التاريخية بإعلان منظمة الأمم المتحدة دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني العالمي، وتكريم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، قائدا ورائدا للعطاء الإنساني، وذلك في احتفال نظمته المؤسسة الأممية، في التاسع من شهر سبتمبر 2014،

يكتب رئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبد الجادر في حديثه الشهري “قائدٌ إنساني يحقق أحلام الإنسانية” عن سيرة استثنائية لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، وكيف تعامل سموه بضمير إنساني وحس عربي ومنظور وطني، لتصبح دولة الكويت وطن السلم والأمان، تدعو إلى السلام العالمي وحقوق الإنسان في كل مكان، حتى أصبحت اليوم، وبإقرار دول العالم جميعا، “مركزًا إنسانيا”، مضيفا: “وقف الحرب … نبذ الاعتداء … العيش بأمان وسلام، مطلب عام وحق لكل إنسان، يراه البعض حُلمًا، كأنه صرح من أماني .. والبعض الآخر يجد ويعمل لتحقيق حلم الإنسان .. بهذا صار قادنا أميرا دولة الكويت “قائدًا إنسانيا” … وهكذا أصبحت دولة الكويت “مركزا إنسانيا”.

 وفي ملف خاص يستهله السفير عبدالله يعقوب بشارة بمقاله “أمير الإنسانية” يروي فيه رحلة سمو الأمير منذ خطابه الأول, من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حين وضع حجر الدبلوماسية الحميدة التي تتبعها دولة الكويت، وسائلها هي الآليات الناعمة في علاقات متميزة في نقاوة نواياها, وفي المشاركة في المشاريع التنموية, وفي المساعي المخلصة لحل المشكلات العالقة بين الدول عبر وساطات الخير، ولاسيما في قضايا سجلها التاريخ في اليمن والبحرين وموريتانيا ولبنان وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية, والسجل واسع، تنقل خلالها سمو الأمير بين العواصم في مأمورية تاريخية لتجاوز العقبات, تقبلها بروح المؤمن لاعباً دائماً لتسهيل المهمات. ومع الممارسة صار نهج الكويت معروفاً لدى أوساط الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة التي عملت فيها مندوباً دائماً ومثلت الكويت خلالها في مجلس الأمن مستندة إلى قاعدة من التجارب وحزمة من المبادئ بناها سمو الأمير في رحلته الطويلة في الشأن الخارجي.

ويتحدث د. عبدالله يوسف الغنيم عن العطاء الوطني والقومي والإنساني لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، منذ بواكير العمل الاجتماعي والسياسي في منطقة الخليج، مع رئاسته للجنة الدائمة لمساعدة الخليج العربي، هذه اللجنة التي أُسست بمرسوم أميري عام 1962 وحددت طبيعة عملها في شكل منح دون مقابل، ولا يترتب على منحها أي شروط سياسية أو اقتصادية.

 وقد استطاع سموه بعد توليه رئاسة اللجنة تعزيز المبالغ المخصصة لها نتيجة التوسع في تقديم هذه المساعدات حتى امتد نشاطها من إمارات الخليج العربي إلى كل من اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان، كما حرص سموه على تنقية الأجواء العربية والتأكيد على موقف الكويت الثابت في العمل على إيجاد حلول للمشكلات العربية انطلاقًا من الحرص على المصلحة القومية، حيث كان للوساطات الكويتية بين الأشقاء دور مميّز في حل كثير من الخلافات، عربيا وعالميا، لتقدم الكويت نموذجًا مثاليًا لما يمكن للدول الصغيرة أن تتخذه من سياسة خارجية تستطيع بوساطتها أن تكون مؤثرة في الساحة الدولية، مع الاهتمام بقضايا السلام والاستقرار والتضامن العربي.

 وقد سجل د. عدنان أحمد شهاب الدين، المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، في هذا الملف الخاص الذي قدمته (العربي) بصماتٍ في سجلَّ العملِ الإنساني لدولةِ الكويتِ وأميرِها، حيث كان ذلك العطاء الإنساني نهجًا ثابتًا ومبدأ راسخًا في رؤية الكويت للتعاون بين الأمم، والتي تمثلت دومًا في استشراف سمو أمير البلاد للعلاقات التي يجب أن تسود بين الشعوب، وفي الرؤية السديدة التي تشمل تقديم العون والمساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة، بعيدًا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية، انطلاقًا من عقيدة الكويت وإيمانها بوحدة الإنسانية، وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية، بهدف المحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة، وهي النفس البشرية.

فهرس العدد

ولا تحاول مجلة “العربي” بما ضمنته في ملفها من صفحات الإحاطة بمسيرة كرم ، وسيرة مُكرَّم، وإنما ـ كما عبر رئيس التحرير في حديثه الشهري ـ توثق المناسبة، لتجذر المفاهيم، تلك التي ارتبطت بالعرب كراما، فاستوصى برعاية تلك القيم قائدٌ كرس حياته لخدمة الإنسان. والإنسانُ هو محور هذا العدد الجديد من “العربي”، في تجلياتٍ عدة، فهذا التكريم كما يقول حضرة صاحب السمو “هو تكريم لأهل الكويت، وتقديرٌ لمسيرتهم”، فمثلما أظهرت دولة الكويت كرمًا استثنائيا تحت قيادة أميرها، كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة، فقد بات جليا أن تكريم الإنسان، هو تكريم لقيم الإنسانية، ومعانيها النبيلة.

فهناك الإنسان المتشبث بأرضه الناجية من الشتات والغرق، في استطلاع رياض توفيق بأرض النوبة جنوب مصر، حيث يحاول أن يجدد حضوره في المستقبل، بعد أن كتب وجوده في التاريخ، وهناك الإنسانُ الراحل عن وطنه ليؤسس وطنا جديدا، يمثل فسيفساء من كل القارات، كما تكتشف رحلة “العربي” بقلم ماجدة الجندي إلى مدينة نيويورك، حيث يحاول كل من تعسر حلمه وراء ظهره أن يبني حلمًا جديدًا. وهناك الإنسان السائل، المستفسر، الباحث، كما يعبر عنه آخر ما كتب المفكر الراحل هاني فحص، وخص به العربي، حيث يرصد هوية متأرجحة بين العولمة والدين.

وتظل “العربي” ديوان الإنسان، المبدع والمفكر والفنان، كما في تناولها لسيرة السيناريست فريد رمضان، والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي، والشاعر محمد الماغوط، والمؤرخ صالح أحمد العلي، والمفكر محمد دكروب، وغيرهم من أعلام الشرق والغرب، على صفحات هذا العدد التذكاري.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات