طواحين قمح وفراشات … أحدث إصدارات الشاعرة منيرة مصباح

09:28 مساءً الخميس 8 يوليو 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

صدر للشاعرة والكاتبة منيرة مصباح ديوانها السابع الذي حمل عنوان “طواحين قمح وفراشات” عن المؤسسة العربية في بيروت.

وقد تضمن الديوان 3 فصول كل منها حمل موضوعا متكاملا مع نصوص شعرية نثرية، صممت الغلاف الفنانة اللبنانية رشا الحلاب.

الشاعرة منيرة مصباح فلسطينية من مواليد بيروت لام لبنانية واب فلسطيني، وهي مقيمة في الولايات المتحدة. عملت بالتدريس في جامعة شيكاغو في قسم اللغة العربية.

الشاعرة منيرة مصباح في ديوانها الجديد تتابع منهجها واسلوبها في كتابة قصيدة الحداثة وما بعدها مع تطورها المستمر في سياقها الشعري، فالقصيدة لديها تحمل تفاصيل الحياة وما يحيطها في هذا الكون الشاسع، الى جانب معرفتها الواسعة في قضايا الشعر المعاصر. فالقصيدة الحديثة لديها تنبع من جماليات الشعر وانطلاق اللغة من مكامنها غير المحدودة الى وجود نلمسه بتفاصيله. فالعنوان يحمل شقين من هذا الكون، القمح الذي يعطي حياة معيشية للإنسان على مدار وجوده، وبالتالي يشبه الانسان في تحولاته، بينما الفراشات تعبر عن الشفافية والحرية وقوة الحب في هذا الكون. يقول دكتور عبده بدوي رئيس تحرير مجلة شعر المصرية سابقا وأستاذ الادب العربي في جامعة الكويت، عن شعرها في دراسة موسعة أقتطف هذا الجزء منها:

“نرى في شعر منيرة مصباح جمالا من نوع جديد القوة والانكسار، جمال الرحيل والقلق والغربة، لكنها تبقى مرفوعة الرأس، فنرى في شعرها جمالا عنيدا صامدا وثوريا. وفي ضوء هذه الرؤية رأينا الشاعرة لا تحاكي ولا تعبر، لكن تخلق أشياء جديدة أو تعيد خلق الأشياء، فهي توظف مفرداتها الحياتية ذات الدلالة الحركية باقتدار”.

أما الروائي الكبير والناقد الفني جبرا إبراهيم جبرا فيقول في هذا المقطع من كتابته عن شعرها:

“تدهشني قصائد منيرة مصباح، هذه الشاعرة المتجهة دوما صوب عيون تشرق فيها شمس الأرض التي تعشقها، هذه القصائد الململمة رموزها من روابي التربة الحمراء، وفضاءات النوارس الحاملات فيض النور، تدهشني هذه القصائد المنطلقة من سراديب الألم والتوق لكيما تورق الصحراء ويضمحل اثم الزمن المحفور في الوجوه والاجساد. ان شاعرية منيرة مصباح تلتقي في بؤرة واحدة تجذبها ثم تطلقها، انها الحب، فالحب هو النابض الكوني ابدا في وجود عاشقة الوطن هذه. وتأتي قصائدها غابات مظلمة ومشتعلة معا، مظلمة بكثافاتها ومشتعلة كالحرائق بتحرقاتها”.

هذه قصيدة من الديوان الأخير الصادر حديثا:

                  قمح وفراشات

  انها تشف دون تعب،

حتى لم تعد تحتمل الهواء

وتستسلم للريح أن أوصدي الكتاب،

فلا صوت والسكون غابة…

رأتها حين أمطرت أو حين أثلجت

أو حين كانت اللغة الأخرى حديقة…

هي.. تحاول جمع لغة برئتيها

تشكل عطرها من سراب الجلوس في العزلة

أمام حاسوبها تهمس للنسيم المتمايل بين البيادر

كلاما تصفّى، بلا حرف.. بلا جذر.. بلا بدء..

قالت الفراشات وهي ترفرف فوق البيدر..

سأروي للنور قصة طواحين القمح

والاوكسيجين المغادر ماءه في الولادة النارية،

لكن الفراشات جمعت الماء وسألته،

هل انت مقيم في البحر أم في الأرض،

أجابها كطائر مقيم، لم أجد الا جسرا واحدا للعبور..

وما رأت الفراشات إلّا قمرا يتجول بين المدن

يلمس بيديه طواحين القمح،

ويشهد على أقنعة الوجوه..

الفراشات الى الان لا تروي ولا ترتوي

تعبر نور “يوهان غوتيه” تشفُّ.. وتحترق..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات