“بالنسبة للاجئين، يصبح للعشاء معان كثيرة. بسبب شوق اللاجيء إلى عائلته المنفصلة عنه وتوقه إلى مسقط رأسه، فهو يضع كل جوارحه في الطهي، حتى لو كانت المكوناتُ قليلة. دعيت إلى مائدة العشاء التي استغرقت ساعتين لإكمالها. قدم كل من حول المائدة أنفسهم على أنهم أكراد من أصل تركي ومنفيون سياسيون. <تصوير لي شين سيوك>

قد لا نجد أبًا روحيًّا للاجئي العالم يشبه لي شين – سيوك Lee Shin-seok (صحافي THE AsiaN الكوري في مناطق النزاع) الذي سجل أصدق روايات شهود عيان عن مناطق الصراع في العالم – خاصة تلك الموجودة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وجنوب غرب آسيا منذ العام 2005 ؛ وقد انضم لفريق العمل معنا منذ عام 2013 ليكون محررا من قلب الصراعات.

ومع ذلك، فقد مر بالعديد من المواقف التي هددت حياته. فعلى سبيل المثال، تم اعتقاله من قبل السلطات ووضعه في الحبس غير القانوني عندما أرسل تقريرا عن مخيمات اللاجئين في المنطقة الشرقية من تركيا وساحل البحر الأبيض المتوسط.

بسبب التأثير الدائم لـ COVID-19، أصبح الوصول إلى مناطق الصراع أمرًا مستحيلًا. عوضا عن ذلك، أنشأ لي شين – سيوك Lee Shin-seok عددا من حسابات شبكات التواصل الاجتماعية مثل Facebook وبدأ في دعم اللاجئين في جميع أنحاء العالم من خلال أنشطة مختلفة.

على الرغم من أنه لم يكن صحفيًا في البداية، إلا أنه غطى العديد من الروايات المؤلمة للاجئين في مناطق النزاع أثناء إدارته لوكالة سفر، مثل هذه الحكاية :

 هناك تعبير يسمى “أزمة اللاجئين الأوروبية” أو “أزمة اللاجئين”. ستمثل أزمة لأوروبا، التي يجب أن تستوعب تدفق اللاجئين من سورية أو إفريقيا إلى أوروبا.

ومع ذلك، قد يمثل ذلك الموقف الأوروبي وحسب حتى النهاية. إذ تتعامل وسائل الإعلام الغربية مع العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والدولية التي سببتها أزمة اللاجئين، وأحيانًا تختبر جدية مخيمات اللاجئين وأنشطة المنظمات غير الحكومية.

موقع تغطية المراسل لي شين سيوك والفترة

هناك عدد قليل من وسائل الإعلام التي تمثلهم، وهم الذين ليس لديهم خيار سوى اختيار مسار اللاجئين حين يغادرون مكان إقامتهم، ثم يعيشون يومًا بعد يوم بمستقبل مجهول.

لذلك، لا يمكنني أن أبدأ بتركيا أو سوريا، لكنني أردت أن أكون عيون وآذان وأقدام العديد من اللاجئين الذين يتحركون على طول طريق البلقان، والذي لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

جويزم ( Guisem (39، (وهو اسم مستعار) لمحاربة كردية، أعطتني سوارًا يقول إنه صنع بين عشية وضحاها. في فيلم “طائر الشهر” للكاتب هوانغ سيوك يونغ، قامت Mija، فتاة من Gijichon، بإلقاء القبض على Ottogi، والشخصية الرئيسية (I) ترميها بعيدًا في بحر الصين الجنوبي متجهة إلى فيتنام. هل حقيقة أن السوار الذي صنعته يتداخل بين عشية وضحاها هو أنني ما زلت غير ناضج؟ بالعودة إلى كوريا، خلعت سواري وارتديت قناعًا. <تصوير لي شين سيوك>

على طريق البلقان، الذي يبدو أنه مغلق رسميًا، التقينا بلاجئين ما زالوا يخاطرون في طريقهم عبر الحدود إلى أوروبا. كما التقيت باللاجئين الذين يعيشون في ظروف قاسية يصعب رؤيتها في مخيمات اللاجئين المشبعة بالفعل أثناء سفره حول الجزر اليونانية.

لم يكن هناك مكان للترحيب بهم. كان مستقبلهم غير مرئي. كانت الحياة اليومية بائسة. لا تفتح أوروبا الباب بسهولة للاجئين الذين هدفهم الوحيد هو دخول أوروبا. يأتي اللاجئون اليوم إلى الجزر اليونانية على أمل أن يجدوا طريقًا إلى أوروبا.

لا يبدو من السهل حل المشاكل التي تواجه اللاجئين والسكان المحليين الذين يعانون من مضايقات وصراعات غير متوقعة من قبلهم. لن يتم حلها من خلال انفتاح وجهود دولة أو دولتين. كما أنها ليست مشكلة يمكن حلها بإغلاق الحدود باسم حماية المواطنين.

يبدو أنه لا توجد طريقة أخرى سوى للأشخاص في نفس القارب، والأرض، لتقديم تنازلات صغيرة معًا وإطلاق سراحهم واحدًا تلو الآخر.

ومع ذلك، وجدت الكثير من الأمل خلال شهر ونصف من المقابلات. عيون الأطفال تتألق حين ترى الملابس القديمة والوجوه الملطخة بالأوساخ، والأكتاف القوية للمتطوعين الذين يركضون من مختلف البلدان ويعملون بصمت، وأفواه الشباب الصامتة الذين اختاروا طريق اللجوء ولكنهم لم يتخلوا عن معتقداتهم الراسخة .. .

وأعتقد أن أولئك الذين يرسلون دعمهم ودعمهم من جميع أنحاء العالم لا يطفئون شعلة الأمل.

كان جي-جيم (اسم مستعار، مغطى الوجه الأيمن)، الذي تلقى الزهور خلال مقابلة في الكافيتريا، سعيدًا في البداية، ولكن بعد ذلك أصبح تعبيره مأساويا. لابد أن الأم البالغة من العمر 39 عامًا والتي تركت أطفالها الأربعة في تركيا حزينة. <تصوير لي شين سيوك>

أخيرًا، سمح لي لم الشمل مع امرأتين كرديتين قابلتهما في لابريو بالتخلص من ألمي الشخصي الذي كنت أخفيه طوال السنوات الأربع الماضية. ذكريات الاعتقال القسري أثناء تغطية لـ Gizre، تركيا في عام 2016 تحولت أحيانًا إلى كوابيس وتركت ندوبًا. ومع ذلك، في هذا الاجتماع غير المتوقع، اعتقدت أن هذا لم يكن مصادفة، بل حتمي.

لقد قضى لم الشمل على المصاعب التي عانيت منها أثناء زيارتي خلال تغطية مناطق النزاع ومخيمات اللاجئين كمراسل متخصص في مناطق الصراع لـ <آسيا إن>. أنا حقًا سعيد وممتن وسعيد لهذه الهدية الرائعة.