رحل صديقي منذ عقود “جاكوب لولوش” صاحب أشهر مطاعم حلق الواد “مامي ليلي” و رئيس جمعية ” دار الذكرى” لحفظ التراث اليهودي التونسي

 .. كان
جاكوب لولوش أحد أشهر نجوم ضاحية حلق الوداي فاكهة الضاحية الشمالية بتونس العاصمة و كم من مرة إستقبل أصدقائنا القادمين من أي مكان بتوصية منا خاصة من مصر و أكرم وفادتهم .. و كم من مرة استضافنا واستضافتنا والدته الفاتنة الحسناء الإيطالية الأصل وكنت أداعبهما بأنني سأتقدم لخطبتها وندخل جميعا في نوبة ضحك وفي الخلفية يصدح صوت “إديث.بياف” التي كانت تحب سماع صوتها خلال تناولها العشاء في السابعة و النصف مساء قبل أن تصعد إلى الدور العلوي من الفيلا التي يشغل المطعم دورها الأرضي وحديقتها لتخلد إلى النوم ..

كانت والدة “جاكوب” آنذاك تقترب من التسعين عاما لكن روحها ظلت شابة، و قد كانت روح “جاكوب” كأمه لكنه للأسف لم يكن مثلها في طول العمر .. – و كان من حسن حظي أن قمت بإعداد حلقة من برنامج “الحقيقة” الذي كان يقدمه أخي العزيز الراحل المرحوم “وائل الإبراشي” في ربيع 2011 (مايو) حيث استضافنا “جاكوب” في مطعمه الشهير بحضور عدد من الأصدقاء أذكر منهم الفنانة “إيمان الخياطي” صديقتنا المشتركة ..

أغلق “جاكوب” مطعمه و محل سكنه و غادر حلق الوادي التي عاش فيها عمرا كاملا بعد تلقيه تهديدات إرهابية، ورغم إنتقاله إلى مكان آخر يعد قريبا نسبيا في الضاحية الشمالية إلا أن لقاءتنا تباعدت بعد إغلاق المطعم الذي كان يجمعنا و يتيح لنا لقاءات أكثر أريحية .. إختلف “جاكوب.لولوش” نسبيا بعد مغادرة ضاحية حلق الوادي كما إختلفت هي بعد مغادرته ..، و اليوم غادرنا جاكوب لولوش فجأة ودون وداع تاركا كنزا من التراث اليهودي في تونس قام ” جاكوب لولوش” بتسجيله و حفظه في مقدمته الأكلات اليهودية التونسية، ومنها أكلات و حلويات مسجلة دوليا بأسم ” جاكوب لولوش” ضمنها “الجلاس ..الأيس كريم ” بطعم السمسم و الحلاوة الطحينية (الشامية بالتونسي ..  

.. كان ” جاكوب” يحرص على ترك باب مطبخه مفتوحا لكي يرى رواد مطعمه ما يعد لهم بأعينهم وكان يسمح لهم بالتجول في أنحائه لو أرادوا .. كان “جاكوب لولوش” فريدا في كل شئ و مختلفا مثلما كان معلما من معالم ضاحية حلق الواد في عصره، و أظن أن حلق الواد و الضاحية الشمالية ستختلف كثيرا بعد رحيل “جاكوب لولوش” تغمده

Tweet