محادثة | ماريانا برتزليان غازاريان

01:12 مساءً الثلاثاء 11 أبريل 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في دروب الروح أحاول التغلغل في اعماقك لأسال عن احوالك فهل حاولت البحث عني و هل تتذكرني.

كنت كريمة في الضيافة رغم كونك مصابة و منغمة في الدفاء اتخيلك دائماً بملابسك المزخرفة مزينة بالحلي .

إنني اتجنب ذكر اخطائك و عيوبك مع أن الأخطاء طبيعية كطبيعة الليل والنهار.

انت موطن ولادة اولادي و اّبائي و احبائي انت موطن احلامي و طموحاتي.

انت موطن اجدادي اللذين لجأوا إليك فمددت يدك الحنون لتغطي بها خيمهم الباردة هذه الخيم كانت مكاناً رأينا من خلالها النور.

انت موطن احفاد الملك ديكران الكبير اللذين نزحوا إليك ليجدونك مثل كنز شرقي بسحرك الليلي و طابعك الصحراوي. فمن داس ارضك لم يغادرك ابداً.

اقرأ على جدران قلعة حلب كلمات تملأ قلبي بالفرح والاعتزاز و النصر الأكيد.

و لكن للأسف الشديد فإن احفاد الملك ديكران الكبير يحملون عصاهم و يغادرون ارضك دون الالتفاف إلى الخلف ولكنني أتمنى ان يستقروا في جوارنا في ارض اجدادهم ارض ديكران الكبير ولا يبتعدون كثيراُ لمسافات بعيدة إلى ما وراء المحيطات.

فما زال هناك رفات كأس داوود النبي الذهبي السحري تتلألأ و تنشر نورها على الطرقات  صوته يخترق سمعي دون استئذان.

و أجواء بلادي مغمورة بهمسات الأساطير الجميلة تنقل إلينا ذكريات جميلة من خلال مياه انهارك العذبة.

فأمد رأسي المتعب من نافذة غرفتي لأرى حكايات و صور مرت خلال هذا الجدول الشقي.

و تندمج أضواء مصابيح الليل الضئيلة مع الضباب الكثيف. فنرى أشياء لا يمكننا روئيتها في ضوء النهار .

أرى أسماء ملوك وعظماء و أمم عاشت و انتشرت على هذه الأرض الطيبة. إنها تنقل إلينا كل لحظة رزمة من الأخبار والمبادئ والقيم.

ولا يبتعد كثيراً مكان ولادتي و ولادة اولادي عن مكان ولادة اجدادي فكلا البلادين ترويها نفس الأنهار.

وبما تحتاج مياهك المقدسة التي كانت تمنحك القدرة على شفاء الأمراض و الأوجاع لأبناء شعبك الأبي ومع وصول صوت الجدول الاّتي من بعيد يحمل إلينا روح نهر الفرات العذب.                  لهفة الجميل و على يميني اسمع صوت نهر القويق الجاري  انهما أصوات محبة وسلام.

وتمر مياهك عبر مساحات مشمسة مزودة بقوة الصليب المقدس تاركة خلفها الأحزان و الدماء  الذكية و يبدو لنا وكأنه لم يحدث هنا أي معارك  ولم يرى اي دخان  واي بكاء. اليس الصليب يحمل القوة ليقوم بالمعجزات ويقضي على المسيئين و لينقي المياه.

والان تسلك المياه درباً جديداً بأحلام وردية و لقمر الدماء من جديد.

إنها تصرخ لنسمع صوتها العذب ونبعث الاطمئنان للملوك. و تسمعنا صوت التعبير والحب والولادة الجديدة وتصادف العقبات ويسمع صداها لأسئلة غير المستجابة و تنقل إلينا قصص و اعترافات منسية محتفظة بصمت و حلة عصور قديمة.

وتمر عبر محطات مختلفة تدور بمحبة مزينة بنور الشمس الساطع و يتبلور قصص حب العشاق  فوق شواطئها الصخرية لتذوب و تصب في البحر.

فتتكلم المياه و تسأل المارة هل تسمعني و نسمع بكائي انها تتقاسم حبها مع أوراق الأشجار الكثيفة و تدور كالبراعم عند بزوغ الشمس و تتقاسم اسرارها على الملأ.

وأفكر طويلاً و أقول لنفسي لماذا لم اتناول العشاء على ضفافك. هناك الكثير من الأحاديث لنتقاسمها سوية.و لكننا لم نستطع حتى تبادل بضع كلمات.

وكانت الساعة تمر كدقيقة و يبدو الحزن على وجوهنا المبتسمة. فكانت ابتسامة مواساة كابتسامة مدينة مدمرة.

كانت اصابعك باردة من الحزن الشديد من الألم من الاضطراب باردة مثل أيام مدينة نائمة,                    ,أغلقت نوافذ غرفتي بحذر لأقوم بجهد اخير لأستدرك معنى وجودي , و فهمت أنني لن استطيع العيش دونك.

والان لا أريد أن افكر عن أمور حزينة لأن الحياة علمتني انه يتحقق دوماً كل ما نفكر به و نتمنى بكل صدق.

فلنفكر في امور جميلة ونبيلة. لأنه لا يتحقق إلا ما هو نبيل وما نتمناه من قلوبنا.

وعند بزوغ فجر جديد يدخل ضوء الشمس سطوح المنازل والساحات وعبر نوافذ البيوت. فحلمت المياه بدفئ الشمس ونوره ونسجت حكاية مضيئة بنور الشمس.

بقلم الكاتبة الاديبة ماريانا برتزليان غازاريان

ترجمة سيتا زاريكيان

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات