الثورة فوق هضبة المقطم

10:28 صباحًا السبت 23 مارس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الثورة مستمرة، بريشة الفنان : هاني طلبة

اشتعلت اشتباكات معركة المقطم التي وقعت بين المتظاهرين المنددين بحكم المرشد، وأنصار جماعة الاخوان المسلمين بمحيط مقر الجماعة في منطقة جبل المقطم بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث بات معظم المصريين مدركًا أن البلاد تدار من مكتب الإرشاد، وليس من قصر الاتحادية!

المعارك خلفت أكثر من 210 مصابين، وهو رقم حديث غير الذي حدده رئيس هيئة اسعاف مصر الدكتور محمد سلطان في وقت مبكر نافيا مقتل أي شخص، وقال إنه جرى نقل المصابين الى عدد من المستشفيات القريبة، وهي اصابات تراوحت بين جروح وكدمات، نافيا وجود حالات وفاة أو اصابات بطلقات حية أو بخرطوش عكس أنباء مؤكدة نشرتها صحف اليوم عن سقوط قتيل). وأشار إلى أن نحو 30 سيارة اسعاف (ارتفعت لاحقا إلى 65 سيارة)  فضلا عن أطقم اسعاف تتواجد بمحيط الاشتباكات، تقوم بعلاج الاصابات البسيطة، اما الحالات التي تحتاج تدخل اكبر يتم نقلها إلى المستشفيات القريبة من المقطم.

اندلعت الاشتباكات بين المتظاهرين وأنصار للاخوان المسلمين في عدة أماكن بالمقطم من بينها شارعا 9 و10 وميدان النافورة، ومطلع المقطم، وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة، وسط عمليات كر وفر بين الجانبين. وألقى أفراد يستقلون سيارة لا تحمل لوحات مرورية قنابل مولوتوف على قوات الأمن التي تتولى تأمين مقر الجماعة، والتي قامت بدورها باطلاق عدد من القنابل المسيلة للدموع ، بحسب ما افاد التليفزيون المصري. وقال التليفزيون (الذي تديره جماعة الإخوان المسلمين عبر وزير الإعلام المنتمي لها) ان متظاهرين غاضبين أشعلوا النار بمقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين بمدينة المحلة بمحافظة الغربية، شمال القاهرة.

وكانت قوات الأمن كثفت من تواجدها بمحيط مقر الجماعة بالمقطم، قبيل وصول مسيرات دعت اليها أحزاب وقوى سياسية وشخصيات عامة انطلاقا من عدد من الميادين الرئيسية بالقاهرة تحت عنوان “جمعة رد الكرامة” تنديدا بـ “اعتداءات” تعرض لها ناشطون وصحفيون أمام المقر السبت الماضي.

وتطور الأمر الأحد الى مواجهات بين قوات الشرطة ومتظاهرين امام المقر المركز الرئيسي جماعة الاخوان المسلمين بالقاهرة.

وعشية المظاهرة، تعهدت جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمى اليها الرئيس محمد مرسي، بالدفاع عن مقارها فيما قدم محامى جماعة الإخوان عبدالمنعم عبدالمقصود بلاغا للنائب العام ووزير الداخلية ضد أكثر من 14 حزبا وقوى سياسية وعدد من الشخصيات العامة، لدعوتهم للتظاهر أمام مكتب الإرشاد للجماعة. وحمل البلاغ تلك الأحزاب والقوى والشخصيات مسؤولية أى أحداث عنف تقع، مؤكدا احترامه الكامل لحرية الرأى والتعبير بشرط ألا تضر بالأمن العام، وتهدد الممتلكات العامة والخاصة.

وردا على وجود جماعات مسلحة من الإخوان داخل فيلا للجماعة بالمقطم قال الدكتور سعد عمارة عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أن الإخوان الذين تم تحريرهم   من قبل قوات الأمن المركزى، بعد أن تم احتجازهم 3 ساعات هم من محافظة دمياط، ولم يكن معهم أى أسلحة.  وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة فى اتصال هاتفى لـجريدة “اليوم السابع” الموالية، أن شباب الجماعة المحتجزين داخل الفيلا، وهم أصحابها فى الأساس استنجدوا به، وبدوره أجرى اتصالا بمساعد وزير الداخلية أحمد حلمى، الذى استجاب لمناشدته على الفور وأرسل قوة لإخراجهم. وقال عمارة إن مساعد وزير الداخلية أكد له أن جميع من كان فى الفيلا خرجوا سالمين، وأنه تم ضبط بلطجى من المحاصرين للفيلا، مؤكدا أنهم لم يكن معهم أى سلاح

واستنكر الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، موقف مؤسسة الرئاسة تجاه ما تشهده البلاد خلال الفترة الراهنة، من أحداث عنف متكررة، ومن بينها أحداث ”المقطم” التي دارت، الجمعة، بين أعداد كبيرة من مؤيدي ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين.  وقال أبو الفتوح في تغريدة له علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، السبت، ”فى ظل اختفاء الدولة وعجز مؤسسة الرئاسة عن رأب الصدع، أصبح العنف والتحريض هما المسيطرين على المشهد الحالي”.  فيما قال المحامي خالد أبو بكر، إن الاعتداء على مقرات حزب الحرية والعدالة التابعة للإخوان المسلمين، أو على أى ممتلكات خاصة أو عامة تعتبر عملا إجرامىا، مشيرا إلى أن دم المصرين حرام على أخيه المصرى. وأضاف “أبو بكر” فى تغريده له بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر” متهكما على أحداث المقطم أمس قائلا “المصريون النهاردة جابوا إجوان فى بعض، أول مرة أشوف مباراة الفريقين فيها طلعوا مهزومين، ولا عزاء للجمهور”. وأضاف أبو بكر، عضو الاتحاد الدولي للمحامين في باريس، أن الاعتداء علي الصحفيين أمام مكتب الإرشاد، مساء السبت، لم يكن عفويًا، وأن هناك أوامر ومحرضين لابد من محاكمتهم، مشيرًا إلى أن ”الإخوان لا يتحركون بإرادة منفردة”.

وأعرب أبو بكر، عبر حسابه بموقع ”تويتر”، عن اندهاشه من التواجد الأمني الكثيف أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين الرئيسي بالمقطم، قائلاً: ”ليس حزب ولا مؤسسة ولا شركة ولا جمعية، مقر الإخوان في حماية أعداد هائلة من الشرطة، تفتكروا لو بيت أي حد فينا تعرض للاعتداء الشرطة هتحميه كده؟”. وكان عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين قد اعتدوا، السبت، بالضرب بـ ”الشوم، والعصي، والكراسي، والسلاسل الحديدية” على عدد النشطاء بينهم بعض الفتيات والصحفيين والمصورين أثناء فاعلية رسم ”جرافيتي” نُظمت أمام مقر مكتب الإرشاد، مما أدى لوقوع إصابات بالغة بينهم في الرأس والأيدي.

ونشرت بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي صورًا لقناصة يعتلون مقر الجماعة بالمقطم قبل وصول التظاهرات.

وكانت هناك لافتة على مدخل عمارة مدون عليها عبارة «مغلق لحين انتهاء الاشتباكات»، وضعها سكان محيط مكتب الإخوان الذين هجروا منازلهم وأوصدوا محالهم، تخوفاً من نشوب اشتباكات جديدة بين شباب الإخوان، ونشطاء القوى الثورية فى مليونية «رد الكرامة»، فيما اعتلى بعض الأهالى أسطح العمارات لضرب الإخوان بالحجارة.

وأوصدت المحال التجارية أبوابها بالألواح الحديدية والخشبية، وعمارات بأكملها هجرها سكانها، وأغلق الأهالى شارعى 9 و10 خوفاً من مصير مماثل للأحد الماضى الدامى، فى الوقت الذى استعانت بعض الشركات الأجنبية فى محيط مكتب الإرشاد والبنوك الأجنبية بشركات حراسات، خاصة بعد إخلاء الشرطة مسئوليتها عن حمايتها، حسب ما  قاله أحمد مصطفى، أحد أفراد الحراسات الخاصة لأحد البنوك الموجودة على رصيف شارع 10 بالمقطم.

ويقول محمد أحمد، أحد سكان عمارة رقم 22 المواجهة للبوابة الرئيسية لمكتب الإرشاد: «معظم السكان سابوا المنطقة وقفلوا بيوتهم خوفاً من الاشتباكات»، موضحاً أنه الساكن الوحيد الذى بقى فى مسكنه من بين 14 عائلة تركوا منازلهم خلال الـ48 ساعة الماضية بعد علمهم بوجود حشود إخوانية وأخرى للمعارضة، تستعد للاشتباك، مؤكداً أن قرابة 20 محلاً و10 سيارات تحطمت خلال اشتباكات السبت والأحد الماضيين، كاشفاً عن أن أغلب سكان منطقة المقطم يفكرون فى عرض شققهم ومحالهم للبيع طالما بقى مكتب الإرشاد فى مكانه قائلاً لـصحيفة «الوطن» المناوئة للإخوان: “يا إحنا يا الإرشاد فى المقطم”.

 وقالت الناشطة السياسية نوارة نجم، إنها شاهدت المتظاهرين وهم يضربون بعض أعضاء جماعة الإخوان، مؤكدة أن هؤلاء المتظاهرين هم أنفسهم من تم الاعتداء عليهم في أحداث الاتحادية. وبعد إصابة المرشح الرئاسي السابق خالد علي بطلقة خرطوش في يده، “قام المتظاهرون بأسر عدد من جماعة الإخوان في مسجد الوعد الحق بميدان النافورة، وتم ضبط أسلحة خرطوش وأسلحة نارية معهم”، على حد قولها  مع دهشتها من قيام وزارة الداخلية بتأمين مقار الإخوان، مؤكدة أن الداخلية “مازالت تحمي النظام”.

 والواقع إنه بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي في شهر يونيو / حزيران 2012، أصاب الفشل مفاصل الدولة المصرية، بعد عجز في تحقيق أهداف الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك مطلع العام الماضي والتي رفعت شعار “عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية”.

وبعد إعلان دستوري أصدره مرسي في نوفمبر تشرين الثاني وقال معارضون إنه حوله لحاكم مستبد تعرضت عشرات من مقار جماعة الإخوان بينها المقر الرئيسي ومقار لحزب الحرية في القاهرة ومدن أخرى للهجوم وأحرقت محتويات بعضها.

وقال شاهد من رويترز إن متظاهرين رشقوا مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج شمالي القاهرة بالزجاجات الحارقة والحجارة وإن النار اشتعلت فيه.

وأضاف أن مجهولا أطلق أعيرة نارية في الهواء محاولا فيما يبدو إبعاد المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناوئة لمرسي وجماعة الإخوان عن المقر.

وقال شهود في مدينة الإسكندرية الساحلية إن محتجين اقتحموا مقرا لحزب الحرية والعدالة وألقوا محتوياته في الشارع.

وقال شاهد من رويترز إن محتجين حطموا واجهة مقر لجماعة الإخوان في مدينة الزقازيق شمال شرقي القاهرة وحطموا سيارة طبيب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أمام المقر.

وأضاف أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين ولاحقتهم في الشوارع.

وفي مدينة المنصورة بدلتا النيل ألقى محتجون زجاجات حارقة داخل مقر حزب الحرية والعدالة بالمدينة مما أدى لاشتعال النار فيه.

وقالت شاهدة عيان إن محتجين تسلقوا شرفة المقر وأشعلوا النار فيه وألقوا بعض محتوياته في الشارع.

وقال شهود إن الشرطة لم تتدخل. وقال شاهد إن المحتجين منعوا سيارات الإطفاء من الوصول إلى المقر لكن سكانا في المبنى الذي يوجد به المقر حاولوا جاهدين إخماد النار.

وقالت وزارة الداخلية في بيان قبل وقوع الاشتباكات إنها تطالب “جميع الأطراف وكافة القوى السياسية والثورية البعد عن العنف والالتزام بالأطر الديمقراطية فى التعبير عن الرأي.”

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن اللواء أشرف عبد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي قوله إن قوات الأمن المركزي الموجودة حول مقر جماعة الإخوان “تنحصر مهامها في الفصل بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لمنع حدوث أي اشتباكات بين الطرفين.”

وقال أعضاء قياديون في جماعة الإخوان المسلمين إن محتجين حرقوا سيارات خاصة بأعضاء في الجماعة في المقطم في غيبة من الشرطة.

وقال شاهد من رويترز إن متظاهرين مناوئين للإخوان تعرضوا للرشق بالحجارة في مدينة الإسكندرية الساحلية وإنهم ردوا بالمثل.

وكانت ردود فعل رفاق الرئيس العضو في جماعة الإخوان المسلمين تفوق الخيال، وتناقلتها صفحات (فيسبوك) و(تويتر) رغم نفي متأخر لها؛ إذ قالت إن محمد البلتاجي يدعو إلى تحويل مصر إلى سورية ثانية في 24 ساعة، إشارة إلى أنهار الدم التي تجري في سورية بسبب عنف نظام الديكتاتور في مواجهة شعبه، كما قال عصام العريان إن جيش الإخوان خارج الحدود يمكنه أن يؤمن المقرات إذا لم تستطع القوات المصرية فعل ذلك!

وأعلنت (اليوم السابع) منذ قليل أن أعضاء جماعة الأخوان المسلمين المتواجدين بمحيط مكتب الإرشاد بالمقطم قاموا فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بترحيل عدد من المتظاهرين الذين تم القبض عليهم من خلال الاشتباكات واحتجازهم فى مسجد بلال بن رواح إلى أماكن مجهولة. وشكل أعضاء الإخوان دروعا بشرية أمام المسجد أثناء خروج المتظاهرين وقاموا بتوزيعهم على شعب الأعضاء الجماعة بكافة المحافظات، أثناء مغادرتهم محيط مكتب الإرشاد وتم وضع مجموعة من الذين تم القبض عليهم داخل كل سيارة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات