إستقبال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي و رئيس حركة و حزب النهضة التونسي راشد الغنونشي أول أمس لزعيم التيّار الشّعبي المصري حمدين صباحي  (الذي غادر تونس في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد إنتهاء فعاليات المنتدى الإجتماعي العالمي) تسبّب في حرج بالغ لتيار اليمين الديني في تونس ومصر أيضا بعد قيام بعضهم بإجتزاء حديث لصباحي مع إحدى الفضائيّات التونسية و إخراجه من سياقه ليبدو وكأنه سبابا للرئيس التونسي المنصف المرزوقي .. وقد تسبب مقطع الفيديو الذي لم يتجاوز الدقيقتين في ردود أفعال غاضبة لدى أنصار اليمين الديني في الشّارع التونسي و صلت إلى حد المطالبة بترحيل “صباحي” من تونس ردا على ما وصفوه بإهانة الرئيس ؛ إلا أن عدم صدور أية ردود فعل على هذه الإدعاءات من قبل مؤسستي الرئاسة و الحكومة التونسية ثم إستقبال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي و الغنوشي رئيس حركة النهضة .. قد قضى تماما على تلك الإدعاءات فضلا عن أن يعض المراقبين يرون أن هذا الموقف ربما يكون قد أحبط خطط أنصار اليمين الديني في تونس ومصر ممن أرادوا تشويه صورة جبهة الإنقاذ ممثلة في حمدين صباحي أحد رموز هذه الجبهة ؛ و أضافوا أن هذه الزوبعة ربما كانت بمبادرة من الأعضاء القاعديين أو الجناح المتطرف دون الرجوع للقيادات و لذلك تم إحتوائها مبكرا قبل تفاقمها لتأخذ بعدا آخر قد يضر علاقات الشعبين الشقيقين في تونس و مصر .. ؛ إلا أنهم لاحظوا التنسيق الواضح بين ما يسمي “بالميليشيات الإلكترونية” لجماعة الإخوان في مصر و نظرائهم في تونس مما يبقي إحتمالات ضلوع الأجنحة المتطرفة في البلدين في خطة ما قائمة .. لكنها في كل الأحوال قد باءت بفشل ذريع جعل السحر ينقلب على الساحر ليوقعه في حرج بالغ ينال من صدقيّته و يزعزع ثقة الجماهير فيه .

– سوء التنظيم :

هذا و قد حال سوء التنظيم وسطحيته دون إلتئام فعاليات مؤثرة حيث ساد الموقف عدم إلمام المنظمين بالشخصيات المشاركة و حيثياتها اللّهمّ إلا من يعرفونهم نوعا ما من خلال الإعلام الشعبي الأقرب للشعبويّة ؛ وبدا ذلك واضحا من طريقة ترتيب المقاعد في الجلسة الإفتتاحيّة التي وضعت القادمين من أوروبا في صدارة المشهد ؛ بالإضافة إلى المحاضرات و الندوات التي سادتها عشوائية و ضعف في الإعلان عنها مما جعل الحوار بين الأطراف المختلفة منعدما و أصبح المتحاورون ثلة ينتمون إلى بلد واحد فبدا الأمر كحوار الطرشان ..
أيضا و على سبيل المثال لا الحصر : على الرغم من إستدعاء قيادات سياسية مصرية بارزة من جبهة الإنقاذ و الجمعية الوطنية للتغيير و من كافة ألوان الطيف السياسي و الإعلامي إلا أن الإهتمام لم يتجاوز شخصيتين أو ثلاثة على الأكثر فيما كان هناك من لا يقلّ عنهم قيمة و قامة إن لم يكن يفوقهم إضافة إلى أن عدد المشاركين بلغ مائة و ثمانين من مصر.
– على هامش المنتدي :

تعرضت الإعلامية “ريم ماجد” إلى سرقة حقيبة يدها و التي كانت بها كل أوراقها و متعلقاتها بما في ذلك جواز سفرها ممّا أضطرها لإستصدار وثيقة مؤقتة من السفارة المصرية بتونس لكي تستطيع العودة مساء أمس .
كما تعرّض لمواقف مماثلة بعض أعضاء الوفد المصري منهم القيادي و النّاشط السياسي د/ محمد حسن الذي تعرض لسرقة حاسوبه الشخصي و أدويته ؛ إلا أنه تجاوز الموقف وشارك بتدخلاته و العمل مترجما متطوعا ..

– العودة إلى الوطن : 
في اليومين الأخيرين من المنتدى الإجتماعي العالمي ساد الوفود المشاركة غضب و إمتعاض نتيجة الأنباء الواردة عن المشهد السياسي المصري و تصاعد الإجراءات اللاديموقراطية المقيّدة للحريات ؛ خاصة مع تردد شائعة إحالة المستشارة تهاني الجبالي لنيابة أمن الدولة العليا و إحالة الإعلامي “باسم يوسف” إلى النيابة العامة فضلا عن الأحدث في الإسكندرية و غيرها و خطابات و تصريحات الرئيس “مرسي ” في قطر و التي حفلت بإتّهامات و تهديدات رفضها جميع المشاركين بلا إستثناء و كانت مثار إستهجان و تندّر الوفود المشاركة ؛ و قد توقع عدد من القيادات المشاركة أن يكون في إنتظارهم قرارات ديكتاتورية عند عودتهم تشبه قرارات سبتمبر الأسود التّي اتّخذها الرّئيس السّادات قبل مصرعه ؛ و قد تمّ الإتّفاق بين القيادات المشاركة و على رأسهم الأستاذ / عبد الغفار شكر و السيدة / شاهندة مقلد و د / كريمة الحفناوي و أ/ مدحت الزاهد و د/ محمد حسن و كافة المشاركين الذين غادروا مع الدّفعة الأخيرة مساء أمس أن لا يخرجوا من مطار القاهرة إلا جميعا دون استثناء تحسّبا لأيّ إجراء يتّخذ ضدّ أيّ فرد من قيادات المعارضة المصرية ..
و قد وصل الجميع بسلامة الله إلى مصر و إتجهوا إلى منازلهم و إن ترددت أنباء غير مؤكدة عن إحتجاز جواز سفر د/ سمير مرقص المستشار السابق و المستقيل للرئيس / محمد مرسي و في إتّصال هاتفي مع آسيا إن أشادت السيدة / شاهندة مقلد بالعاملين في مطار القاهرة و حفاوة إستقبالهم و صرحت بأنّ وطنيّة هذا الشّعب و شهامته ستبقى حصنا لكل مصريّ في مواجهة الطّغاة ..

Tweet