أعلنت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في تونس، و كانت المفاجأة أن عديداً من الأسماء التي تضمنتها القائمة الطويلة مثل: إلياس خوري، هدى بركات، محسن الرملي، واسيني الأعرج، إبراهيم نصرالله، و الحائز على جائة البوكر لعام 2012 ربيع جابر، لم يصلوا إلى القائمة القصيرة.

على الصعيد الأخر كانت القائمة القصيرة غير متوقعة على الإطلاق. تضمنت ست روايات هي:

“يا مريم” للروائي و المترجم العراقي سنان أنطون، “أنا، هي والأخريات” للروائية اللبنانية جنى فواز الحسن، “القندس” للروائي السعودي محمد حسن علوان، “مولانا” للصحفي المصري إبراهيم عيسى، “ساق البامبو” للكاتب الكويتي سعود السنوسي, و “سعادته ..السيد الوزير” للروائي التونسي حسين الواد.

بالنسبة للروائية اللبنانية جنى الحسن، الكويتي سعود السنوسي، والسعودي محمد حسن علوان، فهذه روايتهم الثانية، و جميعهم تحت الأربعين عاماً. وكذلك نفس الأمر بالنسبة للروائي التونسي حسين الواد الذي كتب روايته “سعادته .. السيد الوزير” في ظل حكم بن علي و لكنه لم يخرجها للعلن قبل الأن، وروايته الأولى كانت في عام 2011، اما هذه الرواية فنشرها في عام 2012.

بالنسبة لإبراهيم عيسى، فهو اسمه معروف كصحفي أكثر منه كروائي. و من ضمن المرشحين ربما أكثرهم شهرة كروائي و شاعر و مترجم هو العراقي سنان أنطون. فرواية “يا مريم” هي روايته الثالثة. و قد عبر عن دهشته بأنه لم يتوقع هذا الشكل للقائمة القصيرة.

أما عن الأعمال المرشحة، فرواية سنان أنطون “يا مريم” يتطرق فيها إلى معاناة الشعب العراقي و معاناة الأقليات بالذات. و رواية اللبنانية جنى الحسن “أنا، هي والأخريات” فهي تحكي حكاية “سحر” و هي إمرأة مثل أي إمرأة تحاول إكتشاف ذاتها و الخروج من عتمة أسرتها و مجتمعها. فهي قصة أي إمرأة عربية التي تعاني قبل و بعد الزواج و تعيش حياة مليئة بالغربة لا يعوضها سوى خيالها الواسع.

أما “القندس” لمحمد حسن علوان، السعودي الوحيد في القائمة الطويلة لهذا العام،  فهي رواية تمتلئ بالفلسفة و التفاصيل للحياة في السعودية و قد إتخذ من حيوان القندس رمزاً للعائلة و تصرفات كل فرد من أفراد الأسرة. و “مولانا” للمصري إبراهيم عيسي تدور حول أحد الشيوخ الذين يظهرون على الفضائيات كمثال لهذه الطائفة. و يوضح العالم الخفي لهم و وجوههم المتعددة التي لا نرى سوى أحدها على شاشة التلفزيون. هي رواية جريئة توضح كيف يساء إستخدام الدين في أغراض شخصية.

و “ساق البامبو” للكويتي سعود السنوسي تناقش مشكلة الإنتماء و الهوية في مجتمعنا الذي أصبح يذخر بالعنصرية. فهي تدور حول رحلة بحث الشخص عن هوية أو مجتمع او دين ينتمي إليه و يشبه هذه الجذور بجذور البامبو. فمحور الرواية زواج كويتي معروف من فلبينية، و معاناة ابنهم في الإندماج بين حضارتين و ثقافتين و لغتين مختلفتين. و جدير بالذكر أنه أول كويتي يتأهل عمل له لجائزة البوكر.

و أخيراً رواية “سعادته .. السيد الوزير” للروائي التونسي حسي الواد فهي رواية سياسية و يكفي أن نعرف انها كتبت في ظل حكم و بطش بن على في تونس، كما انه كان الروائي التونسي الوحيد في القائمة الطويلة لجائزة البوكر هذا العام.

و يبدو ان الجائزة هذا العام صبت إهتمامها على أعمال مثيرة للجدل أو مشوقة أكثر من إهتمامهم بأعمال ذات عمق أكبر، و ذلك لإستبعادهم لأسماء معروفة كانت على القائمة الطويلة و لم تتمكن من الوصول إلى القائمة القصيرة.

و جدير بالذكر أن لجنة الحكام تشمل: الأكاديمي و الكاتب المصري جلال أمين، الناقد اللبناني صبحي البستاني، رئيس جمعية رسامي الكاركتير العرب على فرزات، كما انه مالك الجريدة السورية اليومية “الدومري”. تضم اللجنة كذلك، الأكاديمية البولندية و المتخصصة بالأدب العربي باربرا ميشلاك بيكلوسكا، و أخيراً المتخصصة بالأدب الكلاسيكي و العربي، الأكاديمية زاهية صالحي.

و قد واجهت جائزة البوكر هذا العام إنتقاداً واسعاً خاصة بعد إستبعاد أسماء معروفة و إختيار جلال أمين كرئيس للجنة التحكيم.

وقد فاز بالبوكر الروائي الكويتي سعود السنعوسي عن روايته “ساق البامبو”، ولأول مرة يفوز بهذه الجائزة روائي كويتي، فبعد كونه أول كويتي يترشح لهذه الجائزة أصبح أول كويتي يفوز بها.

Tweet