البهائية: رحلة شائكة

عباس عبد البهاء في سنوات شيخوخته

البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية أسسها في إيران حسين علي النوري المعروف بإسم بهاء الله في القرن التاسع عشر ، ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر ويعتنق الديانة البهائية حوالي خمسة إلى سبعة ملايين شخص ينتشرون في أنحاء متفرقة من العالم .

ويعتقد البهائيون أنه كما نجد أن للمسيحية على سبيل المثال جذورا في الديانة اليهودية فإن للبهائية جذورا في الديانة الإسلامية غير أن هذا لا يعني أن الدين البهائي فرع من الإسلام بل يؤمن اتباعه بأن دينهم هو دين مستقل منذ بداياته وله كتبه وشرائعه المستقلة .

ويرى البهائيون أن ترقي الروح يستمر بعد الموت ويعتمد على ما يكتسبه المرء من مزايا روحية وكذلك على الحسنات التي يقوم بها في هذه الدنيا وعلى دعاء أهله ومعارفه له بعد موته أما الجنة والنار فيعتبرها البهائيون حالات ومراحل من القرب من الله أو البعد عنه وليست أماكن مادية .

والدين البهائي يؤكد على أن الوحي لايزال مستمرا وبأن المقصود بكون سيدنا محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم يزين الإصبع ، كما أنه يحرم ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت كما جاء في كتاب “الأقدس” .

للرقم 19 مكانة خاصة لدى البهائيين لأنه يكون محور التقويم البهائي فهم يقدسون العدد 19 فالسنة 19 شهرا والشهر 19 يوما ويبدأ التقويم البهائي في عام 1844 ميلادية الموافق 1260 هجرية ويسمى بتقويم البديع ومجموع الأيام المقدسة البهائية بين الأعياد وأيام التذكر هو تسعة أيام لا يجوز فيها العمل أهمها يوم الإعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية والذي يكون عادة يوم 21 مارس / آذار وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النيروز .

لا يوجد في الدين البهائي أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية ، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين ويعتقد البهائيون أن على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والإطلاع الشخصي على تعاليم دينه وتطبيقها في حياته اليومية .

علاقة البهائية بالصهيونية :

إن علاقة البهائية بالصهيونية قديمة وحميمة واحتضنها اليهود الذين توطدت صلتهم بها في أدرنة بتركيا ثم في فلسطين وعاش جميع زعماء البهائية في أحضان الحركة الصهيونية وقد تجول عباس عبد الهادي الذي تولى أمر البهائية عام 1892 في أوربا وأمريكا واستضافته الكنيسة الإنجيلية والمحافل الماسونية والبيع اليهودية وشكل محافل بهائية في جميع أنحاء أوربا بمساعدة اليهود والمستعمرين ، كما حضر عباس معظم المؤتمرات الصهيونية كما أعلن في أكثر من محفل تأييده لحق اليهود التاريخي والديني المزعوم في فلسطين وعندما مات شيع جنازته الحاكم الإنجليزي الصهيوني لمدينة القدسوالحج عند البهائيين إلى مدينة عكا التي نفي إليها بهاء الله فيما يتخذون من مدينة حيفا مقرا عالميا لهم .

رأي علماء المسلمين في البهائية :

الحدائق البهائية في مونت ريال، كندا

يتفق أغلب علماء المسلمين على أن البهائية ليست فرقة أو مذهبا من الإسلام ، وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر عام 1925 أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي .

وينظر كثير من المسلمين لمتبعيه على أنهم كفار خارجون عن الملة وقد وصف علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق أن من يعتنق البهائية مرتد عن الإسلام وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة.

وحقيقة الديانة البهائية تؤكد انها صناعة بشرية بنسبة 100% حيث أن الكتاب الأقدس (كتابهم الذين ادعوا أنه منزل على البهاء من عند الله) أكد كل علماء اللغة ركاكته وضعفه وأنه عندما يحاول الإقتباس من القرآن يخرج الأسلوب عن النسق المطلوب .

وفكرة الحلول والإتحاد في العقيدة البهائية بمعنى أن الله جل وعلا عما يصفون يحل في أجسادهم فكرة فاسدة حيث أن بهاء الله ادعى الألوهية بعد ادعائه النبوة وقبل ذلك ادعى أنه المهدي المنتظر وهذا التطور في دعواه يظهر كذبه .

كذلك إنكار البعث فالعقيدة البهائية تنكر البعث وينكرون الجنة والنار كما يعتقدون أن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط كما أنكروا حقيقة الملائكة والجن .

التقويم البهائي

أيضا يقدس البهائيون العدد 19 والسنة عندهم 19 شهرا وكل شهر 19 يوما مخالفين السنة الكونية والشرعية المتمثلة في قوله سبحانه “إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض” والسؤال الذي يطرح نفسه ما هذا الدين الذي يقدس رقم ويقلب سنن الكون الذي سن الله إياها وأرستها كل الديانات السماوية .

وأسقطت البهائية تشريع الجهاد وحرمت حمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء وقد تزامنت هذه الدعوات مع إحتلال الغرب لمعظم الدول الإسلامية والعربية وبالطبع كان الهدف خدمة الإستعمار وأعوانه وقتل روح الكفاح والمقاومة .