أحد ملصقات أوبرا ريجوليتو

تُعد ُّ أوبرا ريجوليتو أحد أروع وأجمل أعمال الموسيقار الإيطالي الكبير (جوريبي فيردي)1813 -1901, وقد وضع موسيقاها الجميلة عام1851, وهي مأخوذة عن مسرحية للروائي الفرنسي (فيكتور هوجو) تحمل اسم (الملك يلهو)، كانت المسرحية التي كتبها (هوجو) قد عانت كثيرا مع الرقابة بسبب شخصية مضحك الملك وماتحمله من وضاعة أخلاقية وتشوه خلقي حيث كان أحدبا،وتم تغيير إسم المسرحية من (اللعنة )إلى (ريجوليتو) عندما تم تحويلها إلى أوبرا.

كتب الليبرتو لأوبرا (ريجوليتو): (فرانسيسكو ماريا بياف) بالتعاون مع فيردي نفسه, وقد عرضت للمرة الأولى على مسرح مدينة فيرونا الإيطالية … ونالت نجاحا مذهلا منذ ليلة العرض الأولى، وهي تلاقي النجاح  ذاته في كل مرة تعرض فيها على مسارح العالم .

قصة أوبرا ريجوليتو

تدور الأحداث في قصر (دوق مانتو) المعروف بحبه للنساء وللغواية حتى مع زوجات وبنات رجال الحاشية، حتى أنه اغتصب زوجة الدوق (تشبرانو) الذي سخر منه مضحك القصر(ريجوليتو) فاضحا إياه أمام الجموع. وفي أجواء القصر الصاخبة يتفاخر الدوق بأنه منذ ثلاثة أشهر وهو يتعقب فتاة جميلة تسكن بيتا متواضعا يدخله رجل غامض كل ليلة …

حين يغتصب الدوق إبنة الكونت (مونتروني) يتندر به المهرج الأحدب ريجوليتو، فيستمطر الكونت اللعنات على الدوق وعلى خادمه وعلى مضحك الدوق (ريجوليتو) ويدعو عليهم جميعا باللعنات والعار …

ينال (ريجوليتو) قسطا من السخرية في إطار محاولات رجال الحاشية التسلية والتندر بكل شئ ومن كل شئ حتى بأسرار وخصوصيات كل من حولهم، فهم يعتقدون أنه يعيش مغامرة عاطفية مع الفتاة الجميلة التي يقيم معها ولا يعرفون أنها (جيلدا) التي تبناها وهي صغيرة وأخفاها عن العالم وهي لا تعرف من أبويها ولا تعرف شيئا عن مهنة (ريجوليتو).

لا يعرف (ريجوليتو) بالمثل أن الدوق قد قابل (جيلدا) الجميلة سرا وهو متنكر واستطاع أن يستميل قلبها وقد بادلته حبا ساميا وصل إلى درجة التقديس, إلا أن رجال القصر يختطفون (جيلدا) معتقدين أنها عشيقة (ريجوليتو)، كما يهزأون منه عندما يجعلونه يشارك في اختطافها بحيلة ماكرة دون أن يدري, ويذهبون بها إلى قصر الدوق, إلا أن (ريجوليتو) يتمكن من تحريرها, ويقرر الإنتقام من الدوق فيكلف السفاح (سبارافوتشيل) بقتل الدوق بعد أن يستدرجه لمقابلة شقيقته الغانية (مادلينا) .. لتشهد (جيلدا) الرقيقة على خيانة الدوق حبيبها الوحيد.

تعود مجددا من رحلتها إلى مدينة فيرونا بعدما تحطم قلبها فتستمع مصادفة إلى الغانية (مادلينا) وهي تستحلف شقيقها ألا يقتل الدوق ويقتل بدلا منه أول من يدخل الحانة، وكعادة المحبين الرومانسيين تقرر أن تضحي بحياتها من أجل حبيبها الدوق رغم خيانته لها .. وبالفعل تدخل الحانة فيقتلها السفاح في نهاية مأساوية مفجعة، ليفاجأ ريجوليتو أن ضحية المؤامرة التي حاكها هي ابنته بالتبني (جيلدا) والتي تفارق الحياة بين ذراعيه, وهنا تتحقق لعنة الكونت (مونتروني) الذي اغتصب الدوق ابنته وسخر منه ريجوليتو، فكما تدين تدان ..

من أعمال فيردي الخالدة :

التروفاتوري 1853

لاترافياتا 1853

عايدة 1871

عطيل 1887

فالستاف 1892

جوزيبي فيردي أحد أهم عمالقة الموسيقى في القرن التاسع عشر, والذي اشتهر عنه دائما وفاة بطل الرواية أو بطلتها في نهاية العرض,  قدم 28 أوبرا رائعة تضاف إلى تراث الأوبرا العالمي وإلى سجلات الإبداع وتاريخ الفن الأوبرالي .

Tweet