الكاتب الكويتي عبد الله الهدلق: بين حكمة لصوص الصين وإرادة رئيس إيران!

09:56 صباحًا الأحد 23 يونيو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الكاتب الكويتي عبد الله الهدلق

من يتابع مقالات الكاتب الكويتي عبد الله الهدلق في الزميلة (الوطن) الكويتية يدرك اتساع التناول الجاد والساخر أحيانا للمواقف السياسية والاجتماعية في المنطقة.  يكتب عبد الله الهدلق عن (حكمة لصوص الصين) فيقول : “خلال عملية سطو في اقليم «كوانغتسو» جنوب غرب الصين صرخ اللص الملثم والمسلح المقتحم لاحد البنوك موجها كلامه الى العملاء الموجودين داخل البنك قائلاً: «لا تتحركوا! المال ملك الدولة، وحياتكم ملك لكم». استلقى الجميع على الارض بكل هدوء. «وهذا ما يسمى مفهوم تغيير التفكير، او تغيير الطريقة التقليدية في التفكير». وعندما استلقت سيدة على أريكة بشكل استفزازي، صرخ اللص الملثم في وجهها قائلاً:- «كوني متحضرة! هذه سرقة، وليس اغتصاباً!» «وهذا ما يسمى لكي تكون محترفا، يرجى التركيز على ما تدربت على القيام به».

عاد اللصوص الملثمون الى وكرهم ومقرهم فقال اصغرهم سنا والذي يحمل شهادة الماجستير في ادارة الاعمال لاكبرهم سنا وهو زعيم العصابة والذي اكمل بالكاد «6» سنوات في التعليم الابتدائي: «يازعيمنا دعنا نحصي ونعد كم سرقنا من الاموال» فنهره الزعيم قائلاً: «انت غبي جداً، الكمية كبيرة جداً وسنستغرق وقتا طويلا في عدها! سنعرف من نشرات الاخبار الليلة كم سرقنا من الاموال.» «وهذا ما يسمى الخبرة وهي اكثر اهمية من المؤهلات الورقية».
وبعد ان غادر اللصوص الملثمون والمسلحون البنك قال مدير البنك لنائبه: «اتصل بالشرطة بسرعة! فرد عليه نائبه قائلاً: «انتظر! دعنا نأخذ «10» ملايين دولار ونحتفظ بها لانفسنا ونضيفها الى «70» مليون دولار التي اختلسناها سابقا» «وهذا ما يسمى السباحة مع التيار، او تحويل وضع غير مواتِ الى وضع لصالحنا»، استحسن مدير البنك تلك الفكرة وقال: «سيكون الامر رائعا اذا كان هناك سرقة كل شهر» «وهذا ما يسمى قتل الملل، او السعادة الشخصية اكثر اهمية من وظيفتك».
وفي اليوم التالي ذكرت وكالات الانباء ان «100» مليون دولار تمت سرقتها من البنك! فاضطر اللصوص الى عد واحصاء النقود التي سرقوها المرة تلو الاخرى، وفي كل مرة كانوا يجدون المبلغ «20» مليون دولار فقط، غضب اللصوص كثيراً وقالوا: «خاطرنا بحياتنا من اجل «20» مليون دولار، بينما حصل مدير البنك ونائبه على «80 » مليون دولار دون ان تتسخ ملابسهما». «وهذا ما يعني ان من الافضل ان تكون متعلما بدلاً من ان تكون لصا، او ما يسمى المعرفة تساوي قيمتها ذهباً».
كان مدير البنك يبتسم سعيداً لان خسائره في سوق الاسهم قد تمت تغطيتها بهذه السرقة المبتكرة «وهذا ما يسمى اقتناص الفرصة او الجرأة على القيام بالمخاطرة». اللصوص الحقيقيون هم غالبا اصحاب المراكز العالية لانهم لصوص بشهادات، وهذا واقعنا يفهمه من له ذرة من عقل”.

أما تحت عنوان (رئيس مسلوب الإرادة خاضع لـ “ولي الفقيه”!) فيقول : “من الخطأ الاعتقاد بان الرئيس الفارسي الجديد «حسن روحاني» اكثر اعتدالاً من سلفه «نجاد»، ولكنه ربما يكون اكثر حنكة وليس اعتدالاً، اذا لم نسمع من «روحاني» منذ انتخابه رئيسا لبلاد فارس «إيران» انه سيوقف البرنامج النووي العسكري الفارسي لتخصيب اليورانيوم تمهيداً لصناعة قنبلة ذرية، او انه سيوقف دعم ومساندة الحرس الثوري الفارسي لسفاح سورية ومجرمها بشار الاسد ونظامه البعثي النصيري، ومشاركته له في ابادة الشعب السوري، ولمن نسمع ايضا من روحاني انه سيوقف تدفق ملايين الدولارات من الخزينة الفارسية الى «حزب الله!» الارهابي الفارسي في لبنان، وان كان مبكرا الحديث عن شكل السياسة الخارجية الفارسية مع الوسط الاقليمي، وعلى الرغم من ان الشعب الايراني لم يصوت لروحاني لحسابات سياسية مجردة وانما اراد رئيسا معتدلاً يقدم له الخدمات ويعالج مشكلاته الثقيلة المتراكمة امامه عبر التصالح مع المحيط الاقليمي والعالم، الا ان حقيقة ان المرشد الاعلى للثورة الفارسية هو المتحكم في السياسة الفارسية الداخلية والخارجية يجعل روحاني – الذي يزعم انه سينتهج الاعتدال – مجرد دمية تحركها خيوط المرشد، او «روبوت» تحركه عن بعد اوامر «ولي الفقيه!».
وتأكيدا لحقيقة ان الرئيس الفارسي الجديد «حسن روحاني» ليس معتدلاً بل ترسا جديدا في ماكينة النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي الحاكم في بلاد فارس «إيران»، ووجهاً آخر للثيوقراطية الفارسية الراديكالية وأكليروسية «ولي الفقيه!» فقد عزت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية مسحة الحزن والاسى التي تعلو محيا «روحاني» او ما تصفه الصحيفة «روحاني الحزين» الى المأساة الشخصية التي عاشها روحاني في العام 1992 عندما انتحر ابنه الاكبر قبل «21» عاما لخجله من انتماء ابيه الى نظام فاشي قام بحملة اعدامات بالجملة بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية، وان اباه اصبح جزءاً من السلطة الفاسدة والقمعية، وعلى علاقة وثيقة بـ «المرشد الأعلى!» للثورة «علي خامنئي».
وكتب ابن روحاني على قصاصة ورقية قبل انتحاره مخاطبا اباه ومرشد الثورة: «اكره حكومتكم واكاذيبكم وفسادكم ومعاييركم المزدوجة ونفاقكم واشعر بالخجل وانا اعيش في مثل تلك الاجواء التي تضطرني للكذب على اصدقائي عندما ازعم ان ابي ليس جزءاً من النظام وانه يحب وطنه، وانني اشعر بالاشمئزاز والغثيان كلما رأيتك تقبل يد خامنئي» انتهى ما كتبه ابن روحاني قبل انتحاره.
ان الرئيس الفارسي الجديد «حسن روحاني» ليس سوى «نجاد» آخر بملابس دينية أفضل، براغماتي يهادن الحرس الثوري، ويمثل الخيار الآمن للمرشد والمؤسسة الحاكمة”.

ويشيد الهدلق بموقف صنعاء الديلوماسي : “رفضت الخارجية اليمنية اعتماد سفير جديد لبلاد فارس «إيران» في صنعاء ما لم توقف طهران دعمها المالي والعسكري للارهابيين الحوثيين المتمردين، وتجاهلت الادارة اليمنية الرد على طلب طهران بتسمية سفيرها الجديد وهو ما يعني رفضا ضمنيا للقبول بسفير فارسي في صنعاء خلفا للسفير الساب محمود علي زاده، واصرت الخارجية اليمنية على الربط بين قبول صنعاءالسفير الفارسي الجديد وبين تغيير بلاد فارس «إيران» سياساتها تجاه اليمن، والتوقف عن الدعم المالي والعسكري للارهابيين المتمردين الحوثيين، والتخلي عن مساعيها لزعزعة امن واستقرار اليمن ووحدته وتدخلها في شؤونه الداخلية. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد رفض استقبال السفير الفارسي المنتهية فترة عمله سفيراً لدى اليمن احتجاجاً على استمرار تدخلات بلاد فارس «إيران» في الشؤون الداخلية لبلاده، اليس لنا جميعا فيما فعلته صنعاء أسوة حسنة؟ فتبادر دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربي مجتمعة إلى طرد سفراء بلاد فارس «إيران» من عواصمها وسحب سفرائها من طهران احتجاجا على سياسات بلاد فارس «إيران» العدوانية وسعيها لزعزعة امن واستقرار دول الخليج العربي وتدخلها في شؤونها الداخلية”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات