القبطان وانج: على المصريين أن يستمتعوا بحياتهم أكثر

07:07 صباحًا الأربعاء 26 يونيو 2013
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مع القبطان وانج في مطعم سانتا لوتشي بالإسكندرية

في أحد شوارع الإسكندرية القديمة، وبالتحديد في مطعم سانتا لوتشي الذي يفضله الأجانب من رواد هذه المدينة، كان لقائي بالقبطان البحري التايواني فانج وانج. القبطان وانج هو مدير فرع شركة الملاحة التايوانية “يانج مينج” بمصر، كما أنه قبطان مخضرم قضى في البحر ما يقرب من الثلاثين عاماً. في الفترة القصيرة التي قضاها في مصر بدأ تعلم العربية، التعرف على العادات و التقاليد، وقد بدا مفتوناً بالعديد من الكلمات و العادات المصرية. سنحت لي فرصة مقابلة القبطان وانج الذي يبلغ من العمر 54 عاماً في مطعم سانتا لوتشي الذي يقع بقرب مقر الشركة بالإسكندرية، ودار بيننا هذا الحوار:

كابتن وانج، علمنا أنه خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في مصر أنك بدأت بتعلم اللغة العربية، ما سر تعلمك السريع لها؟

كان الأمر صعباً في البداية بالتأكيد ولكنني مهتم جداً باللغة العربية والثقافة المصرية، هذا ما شجعني. تكمن الصعوبة في إختلاف الظروف هنا في مصر مثل إختلاف الثقافة، الجو، العادات، طريقة الحديث هنا .. وغيرها.

كم مضى على وجودك هنا في مصر؟

تقريباً سنة، مضى بالضبط عشرة أشهر.

من خلال تعاملك مع جنسيات العالم المختلفة كفبطان بحري لسنوات ثم بعد ذلك كممثل تجاري وإداري ليانج مينج في أمريكا وبعض الدول الأوروبية وأخيرا مصر، ما رأيك في الشخصية المصرية من حيث الجانب الإنساني أو العملي؟

أثناء تجوالي قضيت في أوروبا ثلاث سنوات ومثلهم تقريباً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الناس هنا في مصر مختلفون جداً. أنا أرى أنه على المصريين أن يستمتعوا بحياتهم و عملهم أكثر. العمل معهم ممتع ولكن أعتقد أن هذا ما ينقصهم، أن يستمتعوا بالعمل لا أن يذهبوا إلى عملهم كأنه روتين هم مرغمون على فعله.

ما المصاعب التي واجهتك في عملك هنا؟

أكبر عائقين واجهتهما هنا، كانا عائقي اللغة والروتين. أنا بدأت أعتاد أكثر على اللغة و نطقها والتعامل مع الأخرين برغم عدم إجادتي اللغة العربية تماماً، أما بالنسبة للروتين في مصر فمن الصعب علي أن أعتاده.

من وجهة نظرك هل تجد أو ترى فرص إستثمار ملاحي خصبة في مصر حال إستقرارها السياسي؟

هذا صعب جداً في الوقت الحالي، هنالك العديد من المشاكل الحالية بمصر، مثل مشاكل الكهرباء، الوقود، تصرفات وتعاملات الأشخاص، إنعدام الإستقرار سياسياً وتوابع الثورة الأخرى، بالإضافة إلى معاناتنا مع وسائل النقل داخل مصر نفسها. فمن أجل نقل شئ من فرع إلى فرع أخر داخل مصر نعاني كثيراً، لكل هذه الأسباب تعد مصر حالياً بيئة عمل صعبة.

ما أكثر ما أعجبك في مصر؟

الأشخاص الودودون وضيافتهم وكذلك المظاهر الدينية، فعندما أستمع إلى نداء الصلاة خمس مرات في اليوم أحس بطاقة روحية عالية.

هل يختلف نظام الحياة والأشخاص في مصر كثيرأ عن نظام الحياة بتايوان؟

نعم هنالك العديد من الإختلافات بين مصر و تايوان. على سبيل المثال فيما يخص المظاهر الدينية، في تايوان لا يهتم العديد من الناس بإظهار دياناتهم بشكل ملفت للإنتباه، فالمسيحيون قد يكتفون بإرتداء صليب صغير أو قد لا يرتدون أي صليب على الإطلاق، ولكني لاحظت العكس في مصر فهنا الناس يهتمون بإطلاق اللحى وإرتداء “الجلابية”. كذلك فيما يخص الطعام، تختلف مواعيد الوجبات إختلافاَ جذرياَ، وكذلك نوعية الطعام في تايوان يعتمد الناس في وجباتهم أساساً على الأرز أما في مصر فيعتمدون على الخبز. كذلك تختلف العادات والتقاليد و طريقة تعامل الناس مع بعضهم البعض.

هل هنالك خطط لتطوير العاملين والكوادر العاملة المصرية في شركة من أكبر شركات العالم في الملاحة البحرية المملوكة للحكومة التايوانية “يانج مينج”؟

بالطبع هنالك العديد من البرامج التدريبية لجذب قوى عاملة أكثر، ولكن هذا يعتمد في الأساس على عدد العاملين بطاقم العمل بالشركة و فروعها و إحتياجاتنا وكذلك مدى الخبرة التي يتمتع بها المتقدمون للعمل في هذا المجال.

هل ترى أن آسيا أصبح لها تأثير كبير على مصر و العالم العربي مؤخراً؟

على رغم الإختلاف بين مواطني آسيا و العالم العربي إلا أن هنالك العديد من النقاط التي يتشابهون فيها، ولهذا أعتقد أن هذا هو السبب وراء التأثير الأسيوي الحالي على العالم العربي.

إن سنحت لك الفرصة، هل تنوي البقاء في مصر؟

أنا رجل مرتبط بالبحر لذلك لا أستطيع البقاء في مكان واحد لفترة طويلة، لذلك على الأرجح قد أستطيع البقاء لفترة لا تتعدى الأربع سنين قبل سفري مرة أخرى.

في النهاية تحدثنا كثيراً عن السياسة المصرية وكان رأيه أن الأهم هو تغيير عقلية وطريقة تفكير الشعب، وأن أكثر ما يريده هو الأمان والإستقرار.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات