خبراء الصين :مهلة الجيش المصري والمصالحة الوطنية

08:05 مساءً الثلاثاء 2 يوليو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين : بعد مظاهرات حاشدة أقيمت في يوم أكمل فيه الرئيس المصري محمد مرسي عامه الأول في الرئاسة، تصاعد الوضع بشدة داخل مصر حيث أمهلت القوات المسلحة المصرية القوى السياسية 48 ساعة “كفرصة أخيرة” لتحقيق مطالب الشعب، محذرة من أنها ستعلن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف علي تنفيذها وسط تضامن وزارة الداخلية وترحيب المعارضة.

وعقب البيان الذي أصدره الجيش المصري وحذر فيه من الانقسام والتصارع ، اختلفت آراء المحللين الصينيين حول دور الجيش في هذه المرحلة، قائلين إن الطريق إلى تحقيق المصالحة في مصر سيكون طويلا وشاقا.

ميدان التحرير استعاد روحه الثورية

— هل يحكم الجيش المصري البلاد؟

فمن وجهة نظر دونغ مان يوان، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، فإن الوضع المصري يقف عند “نقطة تحول” وإنه “لا مفر” من تدخل الجيش، إذ أن المواجهة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه تعد بمثابة “الذخيرة” لتدخل الجيش المصري.

وأشار الى أن فقدان الدعم من الجيش هو ما أدى بشكل مباشر إلى تنحي مبارك عن السلطة، قائلا إن عدم شعور الجيش بالرضا إزاء أداء حكومة مرسي في العام الماضي وعدم تسويته للمشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها مصر علاوة على تفاقم حالة الانقسام والاستقطاب الاجتماعي وحدة الخلافات بين التيارين الديني والليبرالي، قد تدفع جميعا الجيش مرة أخرى للوقوف على خشبة المسرح السياسي المصري.

وبالإضافة إلى ذلك، يرى الباحث دونغ أنه في حال ما إذا استمر الوضع في التصاعد، فسيكون تدخل الجيش المصري في حكم البلاد محتملا في ضوء العلاقات الجيدة بين الجيش المصري والولايات المتحدة، ولا سيما وأن واشنطن تساورها المخاوف من تصاعد القوى الإسلامية على الساحة السياسية في مصر وبلدان المنطقة.

بيد أن بعض الخبراء الآخرين لا يتفقون مع دونغ في الرأى، إذ يرى وو بينغ بينغ نائب مدير كلية اللغة العربية بجامعة بكين أن تصريحات الجيش التي قال فيها “إنه لن يكون طرفا في دائرة السياسة أو الحكم”، توضح أن الموقف الحالي للجيش يهدف إلى ممارسة ضغوط على الجانبين للدفع من اجل تحقيق المصالحة الوطنية.

وفسر وو رأيه بشأن توقعه عدم تدخل الجيش، قائلا إن الجيش لم يحدد في بيانه خارطة الطريق التي يراها لمستقبل مصر، أى ما هى وسيلة التدخل؟ هل بتنحى مرسي أم بتفريق المتظاهرين من ميدان التحرير؟ وما الجهة التي سيدعم مطالبها؟ مضيفا أن أداء الجيش في الفترة الانتقالية بعد سقوط نظام مبارك أظهر أنه دوره المنوط به ليس الساحة السياسية.

وشاطره الرأى يو قوه تشينغ، الباحث في قضية الشرق الأوسط بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، قائلا إن موقف الجيش، وهو ركيزة هامة لاستقرار المجتمع المصري، يوضح قلقه العميق إزاء الوضع الداخلي في البلاد ويبرز جليا أن الأزمة الداخلية خطيرة للغاية ولابد من إيجاد مخرج منها.

— عملية تحقيق المصالحة الوطنية لن تكون قصيرا

واجمع الخبراء الصينيون على أن عملية تحقيق المصالحة في مصر لن تكون قصيرة، فقد أكد السيد وو أن العنصر الجذري للانقسام بين مختلف القوى السياسية هو الخلاف المحوري حول الاتجاه الذي ستمضى فيه البلاد بعد ثورة يناير، إذ أن جماعة الإخوان المسلمين تتمسك بالأسلمة ولا تريد استيعاب قوى المعارضة في الحكم فيما تتمسك الأطراف الليبرالية بالديمقراطية على النمط الغربي وتريد المشاركة في السلطة، ما يعنى أن تحقيق المصالحة بين الجانبين أمر بالغ الصعوبة.

ويرى دونغ أنه حتى إذا تدخل الجيش في السلطة، لا يمكن أن تتحقق المصالحة خلال فترة وجيزة لأن مؤيدي مرسي سيدافعون عن السلطة بينما لن يغير معارضوه موقفهم، ما سيؤجج المزيد من الاشتباكات بين الطرفين، مضيفا أن الأولوية القصوى بالنسبة للجيش “حال تدخله في السلطة” سيكون استقرار المجتمع المصري والبدء في إجراء انتخابات رئاسة على التوالي وأعرب عن اعتقاده بأن الجيش المصري لن يسلم السلطة إلا عندما يميل ميزان القوة ناحية التيار الليبرالي.

وقال هوا لي مينغ، السفير الصيني الأسبق لدى إيران، إن مصر تمر الآن “بمخاض” العملية الانتقالية في ظل حالة التشابك بين التناقضات الجديدة والقديمة، وخاصة المواجهة بين القوى الإسلامية والليبرالية، لذلك فإن عملية إيجاد سبيل مناسب لدفع عجلة تطور مصر ستكون طويلة وعسيرة للغاية.

واجمع الخبراء الصينيون على أنه بغض النظر عما إذا كان الجيش المصري سيتدخل في السلطة أم لا، فإن الأمر الأكثر ألحاحا هو إيجاد نقطة وسط وإزالة الفوارق بين مختلف الأطراف واستعادة النظام والاستقرار لأرض الكنانة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات