مصر: تفويض من الشعب لتقويض العنف

10:45 صباحًا السبت 27 يوليو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ميدان التحرير تحت سماء يرفرف بها العالم المصري

احتشد المصريون بالملايين يوم الجمعة في الاحتشاد بالميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة ومدن أخرى للتظاهر دعما للجيش ومفوضا له “لمواجهة الارهاب والعنف”،  بينما ظل مؤيدو للرئيس المعزول محمد مرسي العياط ابن جماعة الإخوان المسلمين في اعتصامهم بميدان رابعة العدوية يسمون حشدهم في رابعة وبعض المواقع بجمعة الفرقان.

تزامن الحشد مع اصدار القضاء المصري قرارا بحبس مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا لاتهامه بالتخابر مع المقاومة الاسلامية (حماس) للقيام بأعمال عدائية في البلاد واقتحام السجون خلال ثورة 25 يناير من العام 2011، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)). كما أعلنت مصادر أخرى اتهام مرسي في قضايا خطف الجنود، ومقتلهم.

مشاهد تاريخية لمليونية “لا للارهاب”، التى دعا إليها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لتفويض الجيش والشرطة “لمكافحة الارهاب والعنف المحتمل”” سواء في ميدان التحرير أو محيط قصر الاتحادية الرئاسي، بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة دعما للقوات المسلحة والشرطة ومساندة خارطة الطريق التي عزل بموجبها مرسي من رئاسة الجمهورية.

صورة التقطها الفنان درويش مصطفى من أعلى برج القاهرة للجماهير عصر أمس تتجه إلى ميدان التحرير وهي تعبر كوبري قصر النيل للمشاركة في جمعة : لا للإرهاب

وبثت قنوات التلفزيون لقطات مصورة لمروحيات عسكرية تحلق بسماء ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية، فى إطار خطة التأمين التى وضعها الجيش استعدادا لمظاهرات اليوم، وقد استقبلها المتظاهرون بالتلويح بالأعلام ومرددين “الجيش والشعب إيد واحدة”. كما دعت القوات المسلحة مندوبي الإعلام الدولي في مصر للقيام بجولات صحفية بطائرات فوق مناطق التظاهرات للتعرف على الأعداد الحقيقية للجانبين، وسط مزاعم إخوانية بأن المتظاهرين خرجوا من أجل دعم شرعية مرسي!

وشاركت قوى ثورية وشبابية واحزاب سياسية في المسيرات والمظاهرات بالميادين الرئيسية في القاهرة والمحافظات بدءا من الساعة الثالثة  عصرا وحتى فجر اليوم (السبت) تلبية لدعوة السيسي.

وبجانب مواصلة أنصار جماعة الاخوان المسلمين والتيارات المتحالفة معها الاحتشاد بجمعة الفرقان بساحة رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر، شرق القاهرة، تجمع أنصار آخرون بميدان نهضة مصر بضاحية الدقي بالجيزة، احتجاجا على ما يصفوه بـ”الانقلاب العسكري” على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وهددت منصة رابعة العدوية مناصريها بعدم الخروج، وإلا اعتبر الخارجون أعداء ومخبرين وخائنين، وهو ما يؤجج مشاعر خوف بتصفية كثيرين ممن كانوا يعتصمون ويريدون العودة لمنازلهم، بعد دعوة رئيس الجمهورية لهم ـ في اتصال هاتفي مع قناة الحياة ـ إلى العودة الآمنة، متعهدا بعدم ملاحقة غير المجرمين.

وتواصل قناة الجزيرة بثها من ميدان رابعة العدوبة، كما تنقل بعض صور مليونية لا للإرهاب على أنها صور مناصري الرئيس المعزول، في سقطات إعلامية متوالية تبين الانحياز السافر لجماعة الإخوان المسلمين في تحديها للإرادة الشعبية.

وكان الجيش المصري أعلن في الثالث من يوليو الجاري، عن تعطيل العمل بالدستور وتولى رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد لمصر عقب عزل مرسي بعد عام من توليه منصبه مرشحا عن جماعة الإخوان المسلمين، الذي لم يظهر للعلن منذ عزله فيما تقول السلطات المصرية إنه “في مكان آمن” ويتلقى معاملة لائقة قبل أن تعلن وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) ان المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة أصدر قرارا بحبس مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه، لاتهامه بالتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد واقتحام السجون، ويبدأ التكهن بموعد نقله وجهة الحبس التي سينقل إليها.

ووفقا للوكالة ، تضمنت لائحة الاتهامات المسندة لمرسي ” السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها وإشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود”.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها ليست عدوا لمصر حتى يسجن الرئيس المصري السابق محمد مرسي بتهمة التخابر معها. واعتبر صلاح البردويل الناطق الرسمي باسم حماس وأحد قادتها في غزة، أن “قرار حبس الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بتهمة التخابر معها يمثل زجا بها في معركة سياسية غير شريفة” بحسب ما ذكر (المركز الفلسطيني للإعلام) القريب من الحركة.

وقال البردويل ” إن حماس حركة مقاومة أصيلة، وتحرر وطني، وليست حركة إرهابية لدى الشعب المصري ولا في القانون المصري، وهي تدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر نفسها من التربص الصهيوني الدائم بها”.

وأضاف أن ما يجري “هو تقديم حماس كعدوة للشعب المصري، ومحاولة تشريع ملاحقة كل من يتصل بها”، مشددا على أن هذا الأمر “مستنكر بشدة، وهو قلب ساذج للحقائق، وانحراف للبوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهدد الشعب المصري والأمة”.

وتابع البردويل، أن “وضع حماس في مواجهة الشعب المصري واتهام كل من يتواصل معها بأنه يستحق الحبس هو أمر ينافي القانون المصري نفسه، ويتنافى مع إرادة الشعب المصري الذي يعاني المؤامرات تلو المؤامرات ويبغض الاحتلال ويكره كل من يتعامل معه وليس مع شرفاء الأمة”.

ونفى البردويل بشدة، أي علاقة لحماس بسجن وادي النطرون قائلا، إن “التلفيق الذي صدر بشأن موضوع السجون باطل جملة وتفصيلا، ولم يكن لأحد من أبناء حركته في السجن الذي كان فيه الرئيس مرسي، ولم يثبت أبدا أن أحدا من حماس كانت له علاقة بهذا الملف”.

ودعا البردويل كل أبناء الشعبين الفلسطيني والمصري والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى “استنكار هذا القرار الذي يضع حماس على قائمة الإرهاب ويحاكم رئيسا منتخبا في مصر لأنه وقف إلى جانب المقاومة ومع الشعب الفلسطيني”.مؤكدا على أن حماس “لم تتدخل ولا تتدخل في الأزمة المصرية الداخلية، وأنها لم تؤذ مصر، ولا يوجد أي دليل على ذلك”.

 ومثل ذلك بحسب مراقبين فلسطينيين “كابوسا” بالنسبة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو عام 2007 إثر جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية، وتربطها علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات