محللون صينيون: تشبث الإخوان بفكرتهم المستحيلة مجرد وهم

02:36 مساءً الأحد 11 أغسطس 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين  ـ كتبت:  إيمان جيانغ

 يبدو حقا أنه مع توارد أنباء عن انقطاع الكهرباء في ميدان “رابعة العدوية” الذي يعتصم فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين، أن اللحظة التي تجنبتها الحكومة المصرية بشأن فض الاعتصام بدأت تقترب بعد انقضاء ثالث أيام عيد الفطر وانتهاء زخم الجهود الدبلوماسية الدولية بأصرار الإخوان على مواصلة الاعتصام ، ما يؤجج بواعث القلق داخل البلاد وخارجها من وقوع مواجهات عنيفة.

ومع إنطلاق تكهنات عديدة حول الخطة النهائية التي ستعتمد لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، يرى المحللون الصينيون أن السلطات المصرية تتوخى الحرص في فض الاعتصامين ، بعدما أكدت تقارير وزارة الداخلية أن عملية الفض قد توقع خسائر كبيرة في الأرواح وتلقى بظلالها على صورة مصر أمام العالم، ولكنهم لم يستبعدوا احتمالية استخدام “القوة” في فض الاعتصامين لوضع نهاية للمأزق الذي تشهده مصر في الوقت الراهن.

— السلطات المصرية قاب قوسين أو أدني من فض اعتصامي الإخوان

وعلى خلفية الأزمة التي تعيش مصر على إيقاعها هذه الآونة ، قال رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي مؤخرا إن قرار فض الاعتصامين لا رجعة عنه على الإطلاق ، مشددا على أن “صبر الحكومة وتحملها قارب على النفاد”، وهو ما يدل على أن السلطات في مصر باتت الآن قاب قوسين أو أدني من بدء عملية الفض.

وفي هذا الصدد، أعرب دونغ مان يوان نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية عن اعتقاده بأنه فى ظل تمسك جماعة الإخوان المسلمين بعودة مرسى للحكم وفشل المساعي الدولية لحل الأزمة ، لم يعد أمام الحكومة المصرية وسيلة سوى “القوة” لإنهاء الأزمة الراهنة ولا سيما في “بؤر الإخوان” التي قام أنصار الرئيس السابق بتحصينها بأكياس الرمل والمتاريس والتي يشتبه في إحتوائها على أسلحة.

وشاطره الرأى تيان ون لين، الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، قائلا إن إمكانية إتخاذ إجراءات شديدة وحاسمة من قبل الحكومة والجيش في مصر مازالت حاضرة بقوة في ظل المشهد المتأزم الحالي.

ودلل تيان على ذلك بنقطتين رئيسيتين أولهما أن القوات المسلحة المصرية ثابتة على موقفها منذ عزل مرسي بشأن ضرورة تطبيق خارطة الطريق الجديدة ولديها الإرادة والقدرة على فض الاعتصامات ، ولكن تريثها في ذلك يرجع إلى حرصها على حماية المعتصمين وعودتهم بسلام إلى ديارهم وأعمالهم، وثانيهما أن الحكومة المصرية التي تضم أسماء مشهود لها بالكفاءة تسعى إلى استعادة الهدوء والنظام في الشارع المصري في أسرع وقت ممكن حتى تشرع في تجسيد خطة دفع العملية الانتقالية السياسية والانتعاش الاقتصادي بسلاسة في ظل مناخ خال من المواجهات بين مختلف التيارات السياسية المصرية.

وأضاف أنه حتى إذا كان الفض بالقوة طريقا لا مفر منه أمام خرق القانون الحاصل حاليا والخطر الذي باتت تشكله تلك الاعتصامات على السلم الأهلي والأمن القومي، فإن السلطات المصرية لديها تصور واضح لمواجهة الوضع المترتب على ذلك، موضحا أن الاعتصامات لا تحل معضلات اجتماعية واقتصادية بل تربك حركة المجتمعات وترهن مستقبلها وفي بعض الأحيان يتحتم “دفع ثمن باهظ” من اجل استعادة الاستقرار والنظام.

ولكن على الجانب الآخر، لم يستبعد الخبير دونغ احتمال جنوح جماعة الإخوان في اللحظة الأخيرة إلى تقديم تنازلات بعد أن تجرى تقييما دقيقا لما قد يتمخض عن فض اعتصاميها بالقوة، مؤكدا على أن الجيش المصري الذي يعد مركز القوة السياسية الفاعلة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر لا يرغب دون أدنى شك في اللجوء إلى أية تحركات شديدة بشأن فض الاعتصامين إنطلاقا من حرصه على مصلحة جميع أطياف الشعب ووقوفه كما قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري على مسافة واحدة من جميع المصريين.

— على وقع قرار الفض.. الإخوان المسلمين أمام خيار حتمي

وفيما أكدت الحكومة المصرية أن فض الاعتصامين نهائي، موضحة أن “استخدام السلاح …سيواجه بأقصى درجات الحزم والقوة”، أكد الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة الأخوان المسلمين أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي سوف يبقون فى الميادين حتى يعود الأخير إلى  الحكم.

وهنا يرى المحللون الصينيون أن تشبث الإخوان بفكرتهم المستحيلة بشأن عودة مرسي للحكم، بعدما عزله الجيش استجابة لمطالب ملايين المصريين الذين خرجوا في تظاهرات 30 يونيو، يجعل من إمكانية استجابتهم للمبادرات التي تعمل عليها مشيخة الأزهر لبدء المصالحة الوطنية ضئيلة للغاية.

ومن جانبه، قال الباحث تيان إن جماعة الإخوان تسعى إلى إثارة مواجهات عنيفة مع السلطات الحالية بهدف عودتها مجددا على السطح السياسي بعدما هوت شعبيتها على مدار عام من حكم مرسي، وذلك اعتقادا منها أنها مازالت تتمتع بتأثير كبير على الطبقة المتوسطة والفقراء وأنها تمتلك القدرة على التعبئة.

ولكن تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية وعدم تحقق الوعود التي تتردد في خطب قيادات الإخوان من على منصة رابعة العدوية، باتت الخيارات أمام المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة محدودة للغاية وخاصة وهم يشهدون ما يكابده المصريون من عناء في حياتهم اليومية جراء تلك الاعتصامات .

ويعتقد تيان أن أفضل خيار أمام جماعة الإخوان الآن هو أن يدركوا تماما أن عودة مرسى لمنصبه باتت “دربا من الخيال” وعليهم تقبل الواقع الحالي بصدر رحب والإنخراط في عملية المصالحة الوطنية حتى يكون لهم نصيب في رسم ملامح العملية السياسية المستقبلية على أرض مصر.

وأضاف أن إعلان رئاسة الجمهورية عن انتهاء مرحلة جهود الوساطة التي دامت عشرة أيام وأن الإخوان هم المسؤولون عن هذا الاخفاق يجعلهم مع تطور الأزمة يفقدون ساعة بعد ساعة مجموعات كبيرة من أنصارهم، واستطرد قائلا إنه إذا ما شارك الإخوان في الانتخابات التي ستشهدها مصر مستقبلا ، سيتضح جليا تراجع نسبة تأييدهم في ضوء الأداء غير المرضي لإدارة مرسي في العام الماضي وعدم ارتقائه إلى مستوى تطلعات المصريين.

ولفت آن هوي هو سفير الصين الأسبق لدى مصر إلى أن وجود جماعة الأخوان على الساحة السياسية المصرية مرهون بأن تبدى الجماعة قدرا كبيرا من المرونة في هذه المرحلة الحرجة ولا سيما بعدما طالبت مختلف القوى السياسية المصرية بعدم إقصاء أحد أو تيار بعينه وضرورة التحاق الإخوان بخارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري.

واجمع المحللون على ضرورة انتهاء حالة السجال الدائر حول الوضع المصري فيما بعد عزل مرسي حتى لا يعمق ذلك من حالة الانقسام والاستقطاب السياسي، مؤكدين على أن نجاح السلطات المصرية في فض الاعتصامين سوف يصب في اتجاه تشكيل عامل ضغط على الأخوان ويضعهم أمام فرصة أخيرة للجلوس إلى مائدة الحوار بنيات صادقة ليضعوا أيديهم في أيدي التيارات السياسية الأخرى من اجل إخراج مصر من كبوتها الحالية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات