بعد ساعات من مذبحة رفح: سقوط مرشد الإخوان

08:29 صباحًا الثلاثاء 20 أغسطس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، لحظة ترحيله بعد إلقاء القبض عليه

في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الثلاثاء) استطاعت أجهزة الأمن المصرية أن تبث الفرح في قلب ملايين المصريين بإعلانها القبض على الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها أنه “تنفيذاً لقرارات النيابة العامة بضبط وإحضار محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ومن خلال جمع المعلومات ورصد التحركات، تمكنت أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة من ضبطه فجر اليوم بإحدى الشقق السكنية بشارع الطيران دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول.. وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله”

وفي السياق ذاته ترددت أنباء عن قيام إحدى الجهات السيادية بإلقاء القبض على رجل الأعمال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين حسن مالك مساء اليوم في أحد الأكمنة المعدة له.

وداهمت قوات الأمن إحدى الشقق بالطابق الرابع بالعقار رقم 84 بشارع الطيران، مدينة نصر، شرقي القاهرة، على مرمى حجر من اعتصام رابعة العدوية لتلقي القبض على بديع بعد أن وردت معلومات لها بتحديد مكانه، حيث كان بصحبة يوسف طلعت القيادي بالجماعة عند القاء القبض عليه.

 وجاء الخبر بمثابة رد سريع وقوي على الحادث الذي راح ضحيته 25 من جنود قوات الأمن المصرية بسيناء، والذي أثار موجة من الغضب الرسمي والشعبي، فيما حملت قوى سياسية مختلفة جماعة الاخوان المسلمين مسئولية ارتكاب الحادث.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد شيعت ليلة أمس جثامين شهدائها الذين اغتيلوا خلال مرور السيارة التى كانت تقلهم بمنطقة “أبوطويلة” متوجهين إلي مقر قطاع الأمن المركزى برفح.

وقالت الوزارة “إنه استمرارا للجرائم الارهابية التى ترتكبها الجماعات المسلحة فى شمال سيناء والنيل من رجال الشرطة الذين يؤدون واجبهم بكل أمانة وبسالة ، فقد تعرض عدد من المجندين بقطاع الأمن المركزى بالعريش أثناء عودتهم من الاجازة لهجوم مسلح ، مما أسفر عن مقتل 25 مجندا وإصابة 3 آخرين.

وعلى خلفية الحادث، اجتمع الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، مع كل من الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع ، واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية للوقوف على آخر تطورات المشهد الراهن والحالة الأمنية فى سيناء، حسبما صرح أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية.

وأكد مجلس الوزراء المصري – في بيان صحفي له- ، أن المجلس برئاسة الدكتور حازم الببلاوى يتابع بإهتمام شديد ما قامت به بعض العناصر المسلحة فى أكثر من مكان فى ظل التصعيد من جانب تنظيم جماعة الإخوان لزعزعة الأمن والإستقرار وإنتهاك وخرق القانون.

وقال المجلس – في بيانه الذي اذاعه التليفزيون الرسمي- ، أن بعض العناصر المسلحة قامت صباح اليوم باستهداف سيارتين من قوات الأمن المركزى بمنطقة أبو طويلة طريق رفح بالعريش بقذائف صاروخية ، وأسفر الهجوم عن إستشهاد 25 مجندا وإصابة 3 أخرين تم نقلهم إلى المستشفى العسكرى.

الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور (يمينا) يلتقي وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في مشاوروات بشأن الموقف الأمني في مصر (القاهرة، 19 أغسطس، تصوير : شينخوا)

وأهاب مجلس الوزراء المصري بكافة الأطراف نبذ العنف والتحلى بالسلمية والإنصياع لحكم القانون حتى يتحقق الإستقرار والسلام الإجتماعى تمهيداً للسير فى إجراءات خريطة الطريق وبدء مقومات التحول الديمقراطى.

وطالب المجلس الجميع بالحفاظ على الوطن وتنحية أى خلاف سياسى بعيداً عن العنف، قائلا “مصر فى وقت تحتاج فيه إلى التكاتف والعمل من أجل تحقيق دولة ديمقراطية يسودها الأمن والإستقرار”.

وعلى صعيد دود الأفعال على الحادث، أكد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور “السلفي” أن استهداف الجنود المصريين في رفح عمل إجرامي يتعارض مع صحيح الدين وكذلك الإنسانية والمروءة .

وأشار مخيون – في بيان له اليوم – إلي أن هذه العمليات الإجرامية هي نتاج فكر تكفيري منحرف وفتاوي تكفير عموم أفراد الجيش والشرطة وهذا يحتم علي أطراف النزاع القائم الآن إبداء المرونة لإيجاد حل ومخرج للأزمة الراهنة لإعادة اللحمة للشعب المصري .

واشار إلى أنه “لابد أن نعلم أن الحلول الأمنية وحدها لاتكفي ولا تجدي، وربما تزيد الأمور تعقيدا، وعلى الجميع إعلاء المصلحة العامة للوطن”.

جثامين الشهداء في مطار ألماظة بعد وصولها بطائرة عسكرية من رفح

وأدان حزب المصريين الأحرار “الجريمة الإرهابية الخسيسة”، حسب وصفه، والتي راح ضحيتها أكثر من 25 جنديا صباح اليوم على أيدي عصابات الإخوان المسلحة في سيناء.

وأوضح الحزب – في بيان له اليوم – أن هذا العمل الجبان جاء في أعقاب إعتقال محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والمسئول الفعلي عن عملياتها في سيناء، وجاء أيضا بعد خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي أكد فيه على تصميم المصريين على حماية دولتهم ضد الإرهاب.

وأكد حزب المصريين الأحرار ، أن هذه الجريمة البشعة تؤكد للعالم أجمع أن مصر تخوض بوضوح حربا ضد الإرهاب يقوده تنظيم الإخوان المسلح الذي يسعى للعودة إلى السلطة فوق أجساد المصريين وعبر إحراق البلاد وإشعال الفتنة وتدمير المنشآت العامة وأقسام الشرطة وحرق الكنائس .

وأعرب الحزب عن حزنه العميق للخسارة الوطنية الفادحة التي أزهقت فيها أرواح جنود عزل عائدين إلى أسرهم وأبناءهم بعد إنتهاء خدمتهم ، مؤكدا أن هذه الجريمة النكراء تكشف أبعاد مؤامرة الإرهاب المنظم الذي تتعرض له مصر على أكثر من صعيد في العاصمة والمحافظات وشبه جزيرة سيناء.

وأضاف أن جريمة اليوم تؤكد أمام العالم عدالة نضال المصريين ضد جرائم تنظيم الإخوان الدولي المسلح وفروعه المنتشرة في سيناء والتي تسعى لتقويض الدولة المصرية وهو الأمر الذي لن يسمح به المصريون مهما كانت التضحيات.

وفي السياق نفسه ، أدان حزب الوفد الحادث الإرهابى الذى وقع صباح اليوم على طريق العريش رفح وراح ضحيته 25 من جنود الأمن المركزي على أيدى عناصر إرهابية.

وطالب حزب الوفد – في بيان له- بسرعة ضبط الجناة مرتكبى الحادث والقصاص منهم إنتصارا لدماء الشهداء .

أحد ذوي الشهداء يبكي عند وصول جثامين الضحايا

وقال فؤاد أبوهميلة القيادى بحزب الوفد إن جماعة الإخوان تتحمل مسئولية أحداث الإرهاب والفوضى التى تعم البلاد وتحاول إسقاط الدولة، وأكد أن قيادات جماعة الإخوان وعلى رأسهم محمد البلتاجى هم الذين يقودون هذه العمليات الآن فى مختلف محافظات مصر، وعلى الأجهزة الأمنية أن تسرع فى القبض عليهم ومحاكمتهم .

وحملت انجي حمدي عضو مؤسس بحركة 6 أبريل مسئولية الحادث الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد 25 جنديا من قوات الأمن المركزي بسيناء صباح اليوم للدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين.

وقالت حمدي، في تغريدات لها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “حتى نعرف دم جنودنا في رقبة مين..نراجع تصريحات محمد البلتاجي، وستتوقف العمليات في سيناء في اللحظة التي سيعود فيها مرسي للحكم”.

كما انتقدت عدم تأمين الجنود وتوفير الحماية اللازمة لهم قائلة “المفروض فمنطقة بيتعرض جنودنا بشكل مستمر للخطف أو القتل ووسط جماعات مسلحة متربصة لهم أنهم يتحركوا عزل وفي ميكروباصات”.

كانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت ارتفاع أعداد ضحايا الشرطة خلال أحداث الشغب التى شهدتها البلاد على مدى خمسة أيام إلى 70 قتيلا، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط).

وأوضحت أن القتلى شملوا 24 ضابطا و24 فرد شرطة و18 مجندا و3 غفراء وموظف مدنى، وذلك خلال الفترة من 14 أغسطس الجارى وحتى اليوم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات