محقق ياباني خاص يغوص في أعماق جرائم الأحداث

08:35 مساءً الثلاثاء 22 أكتوبر 2013
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أصبح التنمر من أهم المشاكل التي تواجهها اليابان مؤخراً. فقد أصبح حتى طلبة المدارس الإبتدائية قادرين على التواصل مع زملائهم عبر مختلف الطرق التكنولوجية، وقد أصبحت الأدلة التي تسجل أعمال العنف التي يقوم بها الأطفال تجاه أطفال آخرين مخزنة إلكترونياً. فعلى عكس الأجيال السابقة، المتنمرون هذه الأيام لا يستطيعون إنكار فعلتهم بمجرد تدخل الضحية ووجود ما يثبت الواقعة.

بالطبع التوصل إلى هذا الدليل ليس بالأمر السهل. وهذه المهمة الكئيبة والضرورية تقع على عاتق من هم مثل هيروتاكا أبي، وهو محقق خاص يتخصص في مساعدة الأباء عندما يتعرض أولادهم للتنمر من قبل زملاء لهم.

في المدارس حتى إذا لاحظ المدرسين وجود مشاكل على وشك التطور بين طلابهم، فهم نادراً ما يقومون بالتدخل طالما أن الأمر لا يتعلق بالعملية التعليمية، يشرح أبي الموقف. عدم فاعلية المدارس في التدخل في مثل هذه الأمور والتعامل مع حوادث التنمر والبلطجة أدى إلى إقامة قسم قائم بذاته في أقسام التحقيق الخاص للتعامل مع هذه المواقف.

“إعتدت أن أكون فتى سئ عندما كنت في هذا السن” يقول أبي ويشير إلى الفئة العمرية التي تتراوح بين طلبة المدارس الإبتدائية حتى طلبة المدارس الثانوية وهي الشريحة التي يتعامل معها بحكم عمله، ولكن رغم ذلك فقد تفاجأ مما قد يفعله الصغار في بعضهم البعض هذه الأيام. “بعض مما أشهده هذه الأيام يتخطى حد التنمر ويصل لكونه جرائم”.

من ضمن الأحداث التي تعامل معها أبي، كون الأطفال عرضة للأذي الجسدي المستمر من زملائهم، إبتزاز مبالغ قد تصل إلى مليون ين (أي ما يعادل 10 ألاف دولار)، وإكراه فتيات المدارس الثانوية على الإنضمام إلى “enjo kosai” وهي تعني “الرفقة مقابل المال”، وتندرج تحتها أمور بدءاً بجولات مرافقة عادية وصولاً إلى الدعارة.

وأسوأ المواقف التي تعامل معها أبي هي حوادث إغتصاب القصر من قبل مجموعة. أبي، الذي شارك في تحقيقات أكثر من 20 حادثة إغتصاب، يصف أحد السيناريوهات التي تسبق حادثة الإغتصاب.

فتاة، ربما بسبب خجلها أو ضعفها العام، تراها مجموعة من المتنمرين كهدف سهل. فتقترب منها أحد الزميلات في الفصل لتعرض عليها التسكع في منزل زميل لهم في نفس المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسي. وعندما تصل الفتاتان إلى المنزل تكون جماعة المتنمرين في الإنتظار، ويهاجموا الفتاة بمجرد دخولها.

وبمجرد تواصل والدي الضحية مع أبي، تكون الخطوة الأولى في التحقيق هي الحصول على دليل الهجوم. يقوم أبي بجولة على منازل المتهمين، ويقول أبي أن بعضهم يكونون مجرد طلبة في المدرسة الإبتدائية. في حالة الإغتصاب الجماعي، عادة ما يقوم المهاجمون بتسجيل الواقعة على هواتفهم المحمولة، الهدف الرئيسي لأبي هو جمع هذه التسجيلات الإلكترونية.

بمجرد جمعه الأدلة، يقوم أبي بإعطائها لوالدي الضحية ليتناقشوا في الإجراء القانوني الذي يرغبون في إتخاذه. وبما أن أبي ليس محامياً، فدوره ينتهي عند هذه النقطة، على رغم معرفته بأن الأفعال هذه ستكون لها أثارها وعواقبها الوخيمة على مدى سنين قادمة.

“على رغم إنتهاء دوري في التحقيق، لا أستطيع أن أجزم بأن المشكة تم حلها. الندوب المعنوية التي يعاني منها الضحايا لن تزول بسهوة” يقول أبي.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات