أزياء ڤيتنام في ألف عام

12:02 صباحًا السبت 26 أكتوبر 2013

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

الغلاف

كتاب فخم يتناول مختلف الملابس التي إرتداها الفيتناميين من مختلف طبقات المجتمع عى مدار آخر 1000 عام. وقد سارع العديد من الخبراء بوصف هذا الكتاب، الذي يسمى “Ngan Nam Ao Mu” وهي تعني “دراسة لأزياء ألف عام”، بأنه أكثر بحث شامل ومُركز في هذا المجال.

من خلال الأبحاث والصور، يقوم الكتاب بتزويد القارئ بشرح مفصل للملابس التي ارتداها الفيتناميون بدءاً بملابسهم في حقبة لي، مروراً بحكم ناجيون وغيرهم.

مؤلف الكتاب تران كوانج دوك، وهو باحث في مؤسسة فيتنام للثقافة ويبلغ من العمر 28 عاماً. أمضى سنوات عديدة يبحث في البلاد عن أدلة تاريخية على وجود الأزياء التي إرتداها الناس في مختلف المناطق في أنحاء فيتنام، من مختلف الطبقات الإجتماعية والفترات التاريخية.

في الماضي، كان الخبراء ينتقدون بإستمرار الأفلام الفيتنامية التاريخية لإستخدامها ملابس غير ملائمة، سواء عدم ملائمتها للفترة التاريخية أو تأثرها الزائد بالأزياء المستخدمة في الأفلام الصينية. كان هذا النزاع هو ما جعل دوك يلاحظ ندرة المعلومات عن الملابس الفيتنامية القديمة وأزياء الأجداد.

“لقد شعرت بحاجة وجود بحث عن هذا الموضوع. فقد لاحظت أن جدال الناس لا يدور حول ما كان يرتديه القدماء فحسب، بل كذك عن مدى التأثير الذي صاحب ذلك. لذلك أردت أن اجد إجابات أكيدة”، قال دوك.

كان سعيداً لأنه نتيجة بحثه إكتشف انه على الرغم من تأثرهم بالملابس الصينية، إلا أن الملابس وتسريحات الشعر الفيتنامية كانت مميزة ومختلفة.

فقد قال، “على الرغم من أن ملوك الدول التي تأثرت بالحضارة الصينية كانوا يعبرون عن تواضعهم بإرتدائهم لملابس غير مبهرجة، إلا أن ملوك فيتنام كانوا دائماً ما يرتدون أزياء تشابه ملوك الصين”.

وأكمل قائلاً، “على سبيل المثال، تاج ملك الصين كان يحتوي على 12 قاعدة و 12 جوهرة وكذلك كان تاج ملوك فيتنام. على الجانب الأخر كان ملوك كوريا يرتدون تاجاً يحتوي على 9 قواعد مثل الأمراء الصينيين وذو الرتب العالية. وبسبب إحساس المساواة هذا، بدأت فيتنام في التعبير عن إنفرادها”.

وعلى الرغم من تغير الأزياء الملكية بإختلاف العصور، كانت أزياء العامة بسيطة وبقت بدون تغيير حتى عام 1744 عندما أصدر حاكم ناجيان بوك خوات قراراً بتعديل الملابس وقد تم التصديق على هذا القرار من قبل العائلة المالكة ومعاونيه. وقد إضطر الشعب التخلي عن ملابسهم البسيطة وإرتداء رداء مكون من خمس طبقات.

الباحث ترين باخ، الذي أمضى سنوات عديدة في دراسة الثقافة الشعبية التقليدية، وخاصة فيما يتعلق بالأزياء الملكية الفيتنامية، هو أحد الخبراء الكثيرين الذين أثنوا على الكتاب. وقد قال أنه سيكون مرجعاً مهماً للتاريخيين وأي شخص يهتم بهذا الموضوع الشيق.

وقد أشار باخ لكتب تاريخية أخرى مثل “Dai Viet Su Ky Toan Thu” وهو معناه “سجلات داي فيت الكاملة” وكتاب أخر هو “Dai Nam Thuc Luc Chinh Bien” وهو معناه “تاريخ فيتنام العظيمة الحقيقي” وكونها مراجع تاريخية هامة وموثوق فيها، ولكن الإشارة في هذين الكتابين إلى الملابس الفيتنامية التاريخية كانت قليلة.

“من خلال الوصف السطحي في هذه الكتب وقلة الرسومات، كان من الصعب تخيل شكل الملابس التي إعتاد الناس إرتداؤها في الماضي”، يقول باخ.

“على صعيد أخر، الأفلام، وهي أكثر وسيلة فعالة في نشر الثقافة والمعتفدات التاريخية الهامة، لا تمد المشاهدين بمشاهد صحيحة ولا تعبر عن معرفتها الدقيقة بالملابس القديمة لقلة المراجع في هذا المجال. أنا قلق لأنه إذا لم يتم تحقيق أبحاث أخرى مثل بحث دوك، فأن الأجيال القادمة لن يكون لديها فكرة عن ملابس الأجداد”.