في أسواق دمشق: الغلاء يهدد حياة السوريين

07:14 صباحًا الأحد 27 أكتوبر 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

دمشق :  في سوق الشعلان ، أحد أشهر أسواق العاصمة السورية دمشق، والذي يقدم الفواكه والخضروات والملابس وغيرها من السلع الاستهلاكية ، يتجول عدد قليل من الناس هنا لشراء السلع الفاخرة والغالية. إذ تبدو معظم المحلات خالية من الزبائن تقريبا بإستثناء المحلات التي تبيع ساندوتشات الفلافل الرخيصة.

ولمواجهة الصعاب الإقتصادية نتيجة الأزمة الداخلية الطاحنة والمستمرة منذ أشهر طويلة والعقوبات الأقتصادية الأمريكية والأوربية مجتمعة، تخلى معظم السوريين عن ارتياد المطاعم الفاخرة وبات إقبالهم على تناول الوجبات الرخيصة والسريعة (تيك أواي) أكثر شيوعا .

وقف رجل في الأربعينات من العمر ينتظر دوره لشراء ساندوتشات الفلافل ، وقال ” إنها الشئ الوحيد في هذا البلد والتي ما زالت تباع بأسعار معقولة وفي متناول يد معظم السوريين. اعتدنا تناول الفلافل مرة في الشهر، لكن الآن بسبب الغلاء غير المسوبق وظروف المعيشة الصعبة، نتناولها كل أسبوع “.

وكجزء من إجراءات التقشف، قلص الكثير من السوريين انفاقهم على السلع الغالية وتوقفوا عن شراء المواد الغذائية باهظة الثمن، حتى أنهم حذفوا أطعمة مثل اللحوم من القائمة.

ويشكو السوريون من ارتفاع أسعار جميع السلع الإستهلاكية ، والتى باتت أسعارها بعيدة عن متناول أيدي السوريين وسط تقارير تقول أن معدل التضخم في البلاد الأن واحد من أعلى المعدلات في العالم.

وتضع الأرقام الرسمية معدل التضخم عند حوالي 50 بالمئة، بيد أن التقديرات غير الرسمية تقول إنه وصل إلى نحو 300 بالمئة، ما أدي الى تدهور مستوى معيشة السوريين بشكل بالغ.

وعلى الرغم من جهود الحكومة للسيطرة على الأسواق وإعادة سعر صرف الجنية السوري أمام الدولار الى المستويات الطبيعية، لا زال السوريون يتذمرون إزاء عجز الحكومة على خفض أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية .

وتدخل البنك المركزي السوري بقوة في سوق الصرف وأثبتت سياسته إيجابية في رفع سعر الجنية. ويقل الدولار الآن عن 179 ليرة في السوق السوداء بعد ان وصل إلى 300 ليرة قبل شهرين.

في الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي مؤخرا وجود كميات كبيرة من احتياطيات العملة الصعبة، مبددا الشكوك بشأن قدرة البلاد على تأمين احتياجات السوريين من البضائع.

مع ذلك، قال بيان أصدرته مؤخرا لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا إن أربعة ملايين سوري يزرحون تحت خط الفقر الغذائي او يواجهون مجاعة، مشيرا الى ازدياد عدد السوريين تحت خط الفقر الأدني الى 8 مليون سوري وخط الفقر الأعلي الى 18 مليون سوري.

كما أشارت اللجنة في تقريرها إلى أن “300 الف موظف عام يعيشون تحت خط الفقر الغذائي” الأمر الذي يفوق قدرة مؤسسات الأمم المتحدة والجهات المانحة.

وقال الخبير الاقتصادي السوري عابد فضلية لمواقع محلية على الأنترنت إن حل الصعاب التي يواجهها السوريون يكمن في وضع أسعار استرشادية بعد ارتفاع اسعار السلع الغذائية، مشيرا الى أن الأسعار تجاوزت قدرة المواطن الشرائية.

وأشار إلى وجود بعض المشكلات التي تواجهها الاسر السورية مثل انخفاض دخل الأسرة نتيجة تراجع الأنشطة التجارية، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وعدم السيطرة عليها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات