شاحنة كبيرة مغطاة تعمل في العادة في نقل الأثاث بالإضافة إلى بعض الصناديق الصغيرة التي لم تجد مكانا لها على الشاحنة فوضعت في الحافلة التي صاحبت القافلة التضامنية إلى معتمدية “برقو ” بولاية ” سليانة ” و أقلت وفد ” الجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” برئاسة السيد / عبد العزيز الأحمر حيث اضطلعت تلك الجمعية النشطة بتجهيز تلك القافلة الخيرية و المساهمة فيها و جمع التبرعات لها لتسلمها إلى جمعية ” عيون الطفولة ” ممثلة في رئيستها الآنسة ” فضيلة الشرقي ” لتتولى مهمة توزيعها على المستحقين بالتعاون مع معتمدية ” برقو “.

 احتوت القافلة على ” أغطية و حشايا و ملابس صوفية و أدوات مدرسية و لعب أطفال و دراجة إلخ ” فضلا عن معونة مادية ناهزت الألف دينار تونسية ” أموال سائلة وشيكات” خصص جزء منها لتوفير مصروفات الدراسة والإقامة بالقسم الداخلي لستة طلاب في السنة النهائية للدراسة الثانوية خلال المرحلتين الثانية و الثالثة من العام الدراسي ؛ و قد ساهمت جمعية “الهلال الأحمر التونسي ” من خلال بعض أفرادها بجهد مشكور في تجهيز القافلة و شحنها و تفريغها ..

 كان الإنطلاق من تونس العاصمة في حدود الثامنة صباحا لقطع المسافة التي إستغرقت في حدود الساعتين لنصل إلى معتمدية ” برقو ” حيث قام أعضاء   ” الجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” بزيارة تعارف ودية مع  ” النادي النهاري للمسنين بسليانة ” و قاموا بالتعرف على الأنشطة التي يمارسها المسنون هناك و تبادلوا الخبرات في هذا المجال مع وعد بالإتفاق على التآخي بين الجمعية والنادي.

 كان من اللافت للنظر الحيوية البالغة و الحالة الصحية الجيدة لكبار السن أعضاء ” النادي النهاري للمسنين بسليانة ” وربما يرجع ذلك لإنعدام التلوث في تلك المنطقة الريفية البكر التي تحيط بها أروع غابات الصنوبر و الزيتون و الخروب رغم الغياب الواضح للتنمية في هذه المنطقة الغنية بالموارد ذات الواقع الفقير.

 و كان من الممتع أن نشاهد رقص و غناء فنان قديم من المسنين بنشاط و حيوية يحسده عليها الشباب ؛ أيضا كانت لوحات أحد المسنين تتحدى بشباب ألوانها و تلقائيتها السنوات الطوال بصحبة التهميش و إهمال المنطقة البديعة.

 في لمسة وفاء نادرة في هذه الأيام يقدم لنا مدير ” النادي النهاري للمسنين بسليانة ” أحد رواد ناديه و هو أستاذه الذي علمه في الصف الثاني من المرحلة الإبتدائية واصفا أياه ” بسيدي .. فلان ” من باب الإحترام و العرفان بالجميل ؛ و كان من دواعي سرور الحضور أن يروا أن الأستاذ الكبير مازال قادرا على العطاء و مازال يؤلف الكتب و التي وعدنا بإرسال آخر إصدار له في الشهر القادم ..

حافلة النادي النهاري و سيارته الإدارية :

 بعد أن قام نائب رئيس ” الجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” و المكلف بالجمعيات السيد ” علي بن محمد ”  بتقديم درع تكريم باسم الجمعية إلى السيد ” لطفي الجريدي ” مدير ” دار المسنين بسليانة ” ؛ إصطحبنا مدير النادي للخروج و في طريق خروجنا أشار إلى المرآب الذي تقف فيه سيارة إدارية و حافلة ل 28 راكب و قال أنها مملوكة للدارالذي يقوم برحلات دورية لإعضائها نظرا لإمتلاكها لحافلة خاصة بها و كذلك سيارة إدارية ” ستيشن ” تساعد في قضاء احتياجات الجمعية و نقل بعض الأشياء الخفيفة.

 هنا حدثني” السيد / عبد العزيز الأحمر ” حول إمكانية توجيه مناشدة داخل تونس و خارجها من خلال شبكة الأخبار ” آسيا إن ” الراعي الإعلامي للقافلة التضامنية الخيرية و ” إتحاد الصحفيين الأسيوي ” للمؤسسات الكبرى وشركات السيارات خاصة في كوريا الجنوبية و آسيا لتوفير حافلة مماثلة أو أكبر و سيارة كهبة “للجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” حيث أن ذلك سيمكنها من القيام بنشاط أكثر و أكبر ؛ و قد وعدناه بتوصيل صوت جمعيته النشيطة خاصة في كوريا الجنوبية و آسيا .. خاصة و أن صيغة الهبة للجمعية ستكفل لها الإعفاء من الرسوم الجمركية و هو أمر هام لتلك الجمعيات الخيرية  قليلة  الموارد ..

 ثم توجهت القافلة التضامنية الخيرية إلى ولاية ” سليانة ” حيث قدم الوفد المشترك من ” الجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” و جمعية    ” عيون الطفولة ” درع الجمعية إلى والي ” سليانة ” ” السيد / منتصر جراية ” في مقر الولاية حيث قامت بتسليمه الآنسة ” فضيلة الشرقي ” ؛ و كذلك تم تكريم معتمد “برقو” في مقر المعتمدية و تسلم الدرع من “السيدة / شريفة اليعقوبي” و “الأنسة / فضيلة الشرقي ” ..

خلال هذه الجولة كان أعضاء جمعية ” الهلال الأحمر التونسي ” الذين صاحبوا القافلة من تونس العاصمة و ” السيد / سعيد الشرقي ” من جمعية     ” عيون الطفولة ” مع عدة متطوعين قد قاموا بتفريغ شحنة المساعدات في المستودع الخاص ب ” عيون الطفولة ” تمهيدا لتوزيعها على المستحقين ..

بعد ختام أعمال القافلة التضامنية الخيرية ” للجمعية التونسية لكفاءات المتقاعدين و المسنين ” برعاية إعلامية من ” شبكة الأخبار آسيا إن أجا تونس ” ممثلة لإتحاد الصحفيين الأسيوي .. توجه أعضاء الجمعية لتناول وجبة غذاء متأخرة نسبيا في منطقة ” عين بوسعدية ” الخلابة وسط غابات الصنوبر “الرمادي ” الكثيفة و المعروف في تونس بإسم ” الزقوقو” في نزلها الصغير  الجميل ؛ وبعد زيارة خاطفة ” لعين بوسعدية ” و الغابة المحيطة غادرنا ولاية ” سليانة ” في الشمال الغربي التونسي و نحن نتعجب كيف لمنطقة بهذا الثراء في الموارد الطبيعية و البيئية أن تعاني كل هذا الإهمال و الفقر و التهميش ولكن لهذا حديث آخر في موضع مختلف ..  

Tweet