الفلبين : ضحايا إعصار (هايان) بالملايين

07:17 صباحًا الإثنين 11 نوفمبر 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مانيلا : لم يكن سكان المقاطعتين الجزيرتين بوهول وسيبو في وسط الفلبين يتصورون أنه ستحل بهم نكبتان كبيرتان في غضون أقل من شهر.

ففي الـ15 من أكتوبر المنصرم، ضرب المقاطعتان – وهما مقصدان سياحيان شائعان بالفلبين – زلزال قوته 7.2 درجة أسفر عن مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف .

وكان معظم ضحايا الزلزال لا يزالوا يعيشون في مراكز إيواء عندما اجتاح الإعصار القوى “هايان” و”المعروف محليا باسم يولاندا” يوم الجمعة المقاطعتين وكذا جزرا مجاورة تقع بشكل مباشر في طريق الإعصار .

فقد اجتاحت الرياح العاتية المصاحبة لإعصار “يولاندا” وسط الفلبين بسرعة قصوى تصل إلى حوالي 315 كلم في الساعة وتلتها عواصف بلغ ارتفاعها 10 أقدام ودمرت آلاف المنازل.

والتقطت صور من الجو لمدينة تاكلوبان بعدما سوى الإعصار القوي المدينة بالأرض.

ولفت وزير الداخلية مار روكساس، الذي زار المدينة بعد يوم من هبوب الإعصار ، إلى أإنها أشبه بأعواد ثقاب تنهار. فجميع المنازل دمرت”.

وليس في الإمكان حتى اليوم الاثنين، أي بعد ثلاثة أيام من حلول الكارثة، تحديد عدد القتلى بالضبط حيث قال المسؤولون إن نحو 10 آلاف شخص ربما لقوا حتفهم فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

وقدرت هيئة الصليب الأحمر الوطنية الفلبينية بأن عدد القتلى بلغ 1200 شخص. ولكنها ذكرت أنه لا يوجد حصر فعلى لعدد من لقوا حتفهم لأن معظم القتلى دفنوا في مقابر جماعية.

وبخلاف مدينة تاكلوبان، فقد دمرت بلدات ساحلية أخرى في ليتي ومقاطعات مجاورة بجزيرة باناي الواقعة أيضا في وسط الفلبين.

وقال سيباسيتيان روديس ستامبا، رئيس فريق أممي لتنسيق أعمال التقييم أثناء الكوارث، في تقرير “إنه دمار واسع النطاق.فآخر مرة شاهدت فيها شيئا بهذا الحجم كان في أعقاب كارثة تسونامي بالمحيط الهندي”.

وكان المسؤول الأممي يشير إلى الكارثة التي وقعت عام 2004 وأودت بحياة 220 ألف شخص.

وفي زيارة خاطفة لمدينة تاكلوبان يوم الأحد، قال رئيس الفلبين بنينو أكينو الثالث إن “حجم الدمار هز كيانه. وأمر جميع الوكالات الحكومية بما فيها الجيش بتكثيف عمليات البحث والانقاذ واستعادة خطوط الاتصال والكهرباء في المناطق المنكوبة.

وفي أعقاب هذا “الإعصار الشرس”، كان هناك سيل من التعاطف مع الضحايا وأقاربهم.

فذكرت السفارة الصينية بالفلبين في بيان مواساة “لقد حزنا حزنا عميقا بمعرفة حجم الدمار الهائل الذي نتج عن الإعصار القوي يولاندا. ونود أن نعرب عن خالص مواساتنا وتعاطفنا مع الضحايا والأسر التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات”.

وأضاف البيان “نأمل من خالص قلوبنا في أن تتعافي المناطق المنكوبة سريعا وأن يتمكن ضحايا الكارثة من قهر هذا التحدي وإعادة بناء منازلهم قريبا”.

وذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان “نيابة عن الشعب الأمريكي، أقدم خالص تعازينا لكم وتضامننا معكم وأنتم تكافحون هذه الحجم من الدمار والخسائر في الأرواح التي نتجت عن إعصار هايان القوى”.

وبعث البابا فرنسيس حبه وتعاطفه إلى ضحايا الإعصار.

وقال البابا في تغريدة على تويتر “أدعوكم جميعا إلى أن تشاركونني الصلاة من أجل ضحايا إعصار هايان أو يولاندا وخاصة من من هم في جزر الفلبين العزيزة”.

كما أعرب سفير الاتحاد الأوروبي جاي ليدوكس عن تضامنه مع الفلبينيين وقال إن هناك فرقا إنسانية وحزم إنقاذ في طريقها إلى المناطق المنكوبة.

وذكرت السفارة البريطانية يوم الأحد أن المملكة المتحدة بصدد إرسال مساعدات إضافية تصل قيمتها إلى 6 ملايين جنيه بريطاني أو حوالي 414 مليون بيزو للمساهمة في الجهود الإنسانية.

وقدم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مليوني دولار أمريكي أو حوالي 86 مليون بيزو، وتعهد بتوجيه مناشدة لتوفير المزيد من التمويل للمساعدة في توفير الأغذية لآلاف الأسر المتضررة من إعصار “هايان”. ويعد “هايان” أحد أقوى الأعاصير التي سجلت على الإطلاق في العالم والإعصار المداري رقم 24 الذي يضرب الفلبين هذا العام، وهو ما يتجاوز المتوسط السنوي.

ومن بين الأعاصير الأشد فتكا التي ضربت الفلبين في السنوات الأخيرة العاصفة المدارية “ثيلما” التي أطلقت العنان لفيضانات شديدة في مدينة أورموك الواقعة أيضا في جزيرة ليتي يوم 15 نوفمبر عام 1991 وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 5100 شخص، وإعصار “بوبا” الذي اجتاح جزيرة مينداناو جنوبي الفلبين يوم 3 ديسمبر عام 2012 وأسفر عن مقتل حوالي 1900 شخص، وإعصار “إيكي” الذي أسفر عن مقتل 1363 شخصا في وسط الفلبين يوم 31 أغسطس عام 1984، وإعصار “واشي” الذي ضرب الجزء الشمالي من مينداناو يوم 16 ديسمبر عام 2011 وأسفر عن مقتل 1080 شخصا.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات