الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وجهان لعملة واحدة واليهود يسيطرون على مفاصل الإقتصاد والسياسة والإعلام في أمريكا وكل قيادة أمريكية مضطرة لمداراة إسرائيل والطبطبة عليها وبالتالي فإن موقفهم من اليونسكو كان واحدا عندما أوقفت الدولتان مساهمتيهما الماليتين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إثر قبول انضمام فلسطين في 31 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011 لتصبح العضو 195 في اليونسكو . وعلى هذا الأساس علقت منظمة اليونسكو حق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت بعد امتناع البلدين عن دفع مستحقات المنظمة التابعة للأمم المتحدة احتجاجا على منحها العضوية الكاملة للفلسطينيين .وأرجعت الولايات المتحدة قرار إلغائها تمويل المنظمة في أكتوبر 2011 إلى القوانين الأمريكية التي تحظر تمويل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة تعترف ضمنيا بمطالب الفلسطينيين بإقامة دولتهم .

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)

وكانت فلسطين قد حققت في 31 أكتوبر عام 2011 نصرا دبلوماسيا يتسم بقيمة رمزية سياسية وثقافية مهمة عندما نجحت في الحصول على عضوية كاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها ما يمهد الطريق نحو قبولها عضوا كاملا في هيئة الأمم المتحدة رغم محاولات حثيثة من الولايات المتحدة لعرقلة هذه العضوية والتي تجسدت بإعلان واشنطن قطع تمويلها لليونسكو .

كما سحبت إسرائيل تمويلها اعتراضا على ما قالت أنها محاولات أحادية من جانب الفلسطينيين للحصول على الإعتراف بدولة فلسطينية .وقال مصدر في اليونسكو أن المهلة الممنوحة للولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم تبرير رسمي لعدم سداد المستحقات المتأخرة انقضت يوم الجمعة الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش وهو ما أدى تلقائيا إلى تعليق حق التصويت .

وتعليقا على ذلك قال السفير الأمريكي لدى منظمة اليونسكو (ديفيد كيليون) أن واشنطن ” تعتبر المنظمة شريكا مهما في خلق مستقبل أفضل ” وأضاف : ” ننوي مواصلة مشاركتنا مع اليونسكو بكل السبل الممكنة ” .ودخلت منظمة اليونسكو في أزمة مع انقطاع التمويل الأمريكي الذي يبلغ 240 مليون دولار أي حوالي 22% من ميزانية اليونسكو وهو ما اضطرها لتلقيص بعض برامجها .وأعربت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو (ايرينا بوكوفا) عن أسفها حيال القرار بفقدان الولايات المتحدة حقها في التصويت رغم أنها كانت أهم الدول التي شاركت في صياغة طموحات المنظمة منذ عام 1945

وبعثت بوكوفا برسالة إلى العالم باللغة الإنجليزية أكدت فيها على أن اليونسكو آسفة على خسارة أمريكا حقها في التصويت ، مشيرة إلى أن عمل اليونسكو للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة ، وتقاسم هذا العمل مع الشعب الأمريكي .كما حثت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض الكونجرس على العمل من أجل أن تستعيد الولايات المتحدة حق التصويت في اليونسكو والذي فقدته بسبب عدم دفع مستحقات المنظمة .ويأتي تجميد حق الولايات المتحدة في التصويت وسط محاولات تبذلها واشنطن لرعاية مفاوضات السلام التي تم استئنافها في وقت سابق من العام الجاري بين فلسطين وإسرائيل . 

Tweet