النسيمُ شعرًا … من (الرصيف) إلى (سبع سماوات)!

05:30 مساءً الخميس 28 نوفمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في ديوانه الحادي عشر “الرصيفُ الذي يحاذِي البحْر”، الذي صدر حديثًا عن “دار النسيم” بالقاهرة، يواصل الشاعر المصري سمير درويش حواره الشعري مع الأنثى من منطلق محب صوفي، ليس بشكل غيبي بوهيمي كما عند المتصوفة القدامي، ولكنه ينطلق من المتعين المحسوس إلى الشفيف المراوغ، والعكس.. وذلك عبر قصيدة طويلة تحتل الديوان كله- كما يفعل في معظم تجاربه الشعرية- مقسمة إلى مشاهد مكثفة، يأخذ كل منها عنوانًا قصيرًا دالاً، يكمل اللوحة أحيانًا ويتحاور معها أحيانًا، في لوحة موازية تكتمل بعنوان الديوان نفسه، الذي أخذه درويش من سطر داخل أحد المشاهد، وهو مبتدأ لا خبر له، يترك مساحة شاسعة لخيال القارئ كي يكمل المعنى.

قصائد سمير درويش في هذا الديوان يختلط فيها الشعري بالنثري، الواقعي الخشن بالهلامي الناعم، الملموس بالمحسوس، الفرح بالفقد والرثاء والعزلة، والتعبد بالتمرد على كل الثوابت والفوقيات.. كما تشيع بين سطوره الموسيقى واللوحات التشكيلية والغناء والرقص واقتباسات من كتب مقدسة. هذه العوالم التي ليست غريبة عن شعره، إنما تنصهر معًا في توليفة شعرية خاصة، تصنع تميز التجربة، وتجعلها إضافة إلى منجزه الخاص.

يقول درويش في إحدى لوحات الديوان: “شفتَاهَا اللتَانِ كفتحةٍ شقَّهَا الجرَّاحُ/ لا تجيدانِ التقبيلَ،/ لكنَّ العبثَ بهِمَا يغشِّي عينيْهَا/ ويأخذُ عقلَهَا المنطقيَّ إلَى عالمٍ فوضويٍّ،/ ويجعلُ جسدَهَا يذوبُ فِي حرارتِهِ/ كقطعةِ حلوَى،/ وتُصدِرُ أصواتٍ متداخلةً يعرِفُهَا الشعراءُ/ الذينَ كثيرًا ما يأخذُونَ الجانَ/ إلَى المقاهِي والباراتِ.”

أصدر سمير درويش عشرة دواوين غير هذا الديوان: قطوفها وسيوفي 1991، موسيقى لعينيها خريف لعيني 1993/ النوارس والكهرباء والدم 1998/ الزجاج 1999/ كأعمدة الصواري 2002/ يوميات قائد الأوركسترا 2008/ من أجل امرأة عابرة 2009/ تصطاد الشياطين 2011/ سأكون ليوناردو دافنشي 2012/ وغرام افتراضي 2012 أيضًا.. بالإضافة إلى روايتين: خمس سنوات رملية 2004، وطائر خفيف 2006.

الشاعران سمير درويش (يمينا) وأشرف الجمال (يسارًا)

كما صدر أيضا عن دار النسيم ديوان “سبع يموات قَبلى” للشاعر أشرف الجمَّال. يضم الديوان ثمانية قصائد تحمل سبعة منها أسماء السموات من الأولى وحتى السابعة، ثم تأتى قصيدة الختام التى تحمل عنوان “قاب أو أدنى”.

وكما يبدو من العنوان فإن التجربة تحمل ملامح صوفية واضحة تبدو جلية من اختيار عنوان الديوان وأيضا من اختيار العناوين الداخلية للقصائد، وتتميز كتابة الجمَّال بلغة صوفية رائقة وموسيقى عذبة تنساب داخل قصائده:

في: 8/5/1972

وُلِدت سنبلةٌ تحت نور الشمس

في: ../ ../ ….

ماتت الشمس.. في قلب السنبلة

وبين الجسرين حاول أن يفهم من هو..

من هي..

من الذي وضع ألغام الحنين تحت كل هذه الصحراء

وتركه يهرول فوق الرمل

كحصانٍ كفيف

 لا يرى.. إلا بقلبه.

أشرف الجمال شاعر مصري ولد في 1972 بمحافظة الجيزة، تخرج من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1994, والدراسات العليا بقسم الأدب عام 2001، صدر له من قبل “ليس للبحر خِل” و”كذلك رددناك إلى قلبك”.

دار “النسيم” للنشر يقع مقرها بالقاهرة ويديرها الشاعر أشرف عويس، والإشراف الفنى والغلاف للفنانة التشكيلية هند سمير.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات