لماذا رفض كرزاي توقيع الإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة؟

01:14 مساءً الجمعة 6 ديسمبر 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يصافح وزير الخارجية الأميركي جون كيري

حدد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي شروطا لتوقيع الإتفاقية الأمنية الثنائية مع واشنطن ، والتي يصر على إرجائها إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية بنجاح في أبريل/ نيسان المقبل حيث اشترط أن توقف الولايات المتحدة كافة المداهمات التي تستهدف منازل المدنيين الأفغان قبل توقيع الإتفاقية وأن يتم إطلاق سراح المواطنين الأفغان المحتجزين في معتقل جوانتانامو وأن تعمل على بدء عملية سلام مع حركة طالبان وأن تلتزم الولايات المتحدة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في 5 أبريل من العام المقبل .

والإتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين الطرفين تسمح ببقاء القوات الأمريكية في أفغانستان حتى عام 2024 وتمهد الطريق لمساعدات دولية تقدر بمليارات الدولارات للحفاظ على تدفق الحكومة في كابول وأن تقوم الولايات المتحدة بمهمة التدريب ومكافحة الإرهاب في أفغانستان لمدة 10 سنوات على الأقل في مقابل الإبقاء على قوات أمريكية مكونة من 8000 إلى 12 ألف جندي في أفغانستان .

وقد حذرت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي من أن تأجيل التوقيع يهدد الخطط الرامية لاستمرار الوجود الأمريكي في أفغانستان وقال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن رايس التي التقت الرئيس الأفغاني في كابول بناء على طلب الأخير الذي عرض عليها الضمانات التي يأمل في الحصول عليها من الولايات المتحدة قبل توقيع الإتفاقية الأمنية الثنائية التي يخوض البلدان مفاوضات بشأنها منذ أشهر ، ومن جهتها قالت سوزان رايس أن اقتراح كرزاي بتأجيل توقيع الإتفاقية حتى الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية العام المقبل “غير مقبول” وأكدت رايس أنه ” إذا لم يتم التوقيع سريعا فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار سوى أن تبدأ بالتفكير في سيناريو لما بعد العام 2014 ليس فيه وجود للقوات الأمريكية في أفغانستان” .

وحيث أن الهدف المعلن لغزو الولايات المتحدة لأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 هو إلقاء القبض على أسامة بن لادن والقضاء على الإرهاب وعلى طالبان وقواعد تنظيم القاعدة ، لكن الحشود الضخمة للقوات الأمريكية الغازية تجاوزت متطلبات الحملة على طالبان وقواعد تنظيم القاعدة مما يؤكد أن الولايات المتحدة ترى في أفغانستان رأس الجسر العسكري والسياسي الهام والقريب من باكستان وإيران وجمهوريات آسيا الوسطى التي تدخل هذه الدول جميعا في أطماع السياسة الخارجية لواشنطن لذلك تحرص أمريكا على بقاء القوات الأمريكية في المنطقة لأطول فترة ممكنة .

ويبدو أن حامد كرزاي يريد أن يطمئن على نتيجة الإنتخابات الرئاسية القادمة والتي لن يكون من ضمن المرشحين فيها ، ولكنه يأمل أن يصل أخوه قيوم كرزاي إلى سدة الحكم في أفغانستان حتى يضمن عدم ملاحقته قضائيا بسبب قضايا الفساد المختلفة التي تورط فيها ويضمن أيضا أن يشغل منصب في الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها إذا وصل قيوم كرزاي إلى الحكم وهو يأمل أن تساعده الولايات المتحدة في ذلك .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات