عنف العالم .. نهاية العام!

09:11 صباحًا الأربعاء 11 ديسمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

من أقصى الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، مشاهد عنف دموية، وموجات احتجاجات دامية، تتسارع وتيرتها، وكأنها على موعد مع عام 2013، وتخشى أن ينتهي العام ولا تشتعل.

متظاهرو أوكرنيا ينادون بالانضمام الكامل للاتحاد الأوربي

في كييف تحركت شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية اليوم الأربعاء باتجاه ميدان الاستقلال في كييف، حيث يحتشد متظاهرون يطالبون بالتكامل مع الاتحاد الأوربي. وتواجه المئات من أفراد الشرطة مع المتظاهرين الموجودين في الميدان منذ أكثر من أسبوع، وذلك عندما حاولت القوات إزالة الحواجز والخيام التي نصبوها في الميدان، المعروف باسم “الميدان” في كييف، وحث المتظاهرون بعضهم البعض على عدم استخدام العنف، ولم تشر تقارير إلى وقوع مصادمات بين الطرفين حتى الآن.

وبدأ المتظاهرون الاحتجاج منذ حوالي 20 يوما بتظاهرات سلمية تطالب الحكومة بالتكامل الأوربي، بيد أنها تحولت إلى عنف ضد السلطات في أنحاء البلاد.وفشلت أوكرانيا في التوقيع على اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوربي في قمة الشراكة الشرقية التي عقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الشهر الماضي، ما آثار موجات من الاحتجاجات في المدن الأوكرانية الرئيسية.وغضبا من قرار الحكومة وتفريق التظاهرات في البداية بشكل عنيف، طالب المتظاهرون بإقالة الحكومة والرئيس فيكتور يانكوفيتش وحل البرلمان. والتقى يانكوفيتش مع مبعوثين غربيين وشخصيات عامة محلية يوم الثلاثاء في مسعى لحل الأزمة السياسية بالبلاد.

في العراق قتل 10 أشخاص، وأصيب 20 آخرون بجروح عصر يوم أمس (الثلاثاء) في انفجار عبوة ناسفة بمقبرة استهدف مشيعين بمحافظة ديالى شرقي العراق، حسب ما أفاد مصدر أمني . بين المصابين خمسة إصابتهم خطرة في انفجار عبوة ناسفة في مقبرة ابو ادريس جنوبي بعقوبة مركز محافظة ديالى أثناء تشييع جثمان مدني توفي اليوم متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار سيارة مفخخة قرب مقهى شعبي الاثنين”. وتابع أن أجهزة الأمن هرعت إلى المقبرة وطوقتها وبدأت بتفتيشها خوفا من وجود عبوات ناسفة أخرى. وانفجرت سيارة مفخخة أمس الاثنين قرب مقهى شعبي في بلدة بهرز (10 كم) جنوب بعقوبة، وأسفرت عن مقتل 13 شخصا وإصابة 20 آخرين بجروح. وبات المشهد وكأن الموتى يشيعون الموتى، والموت واقف على مشارف دومينو الفجيعة.

في اليوم نفسه، نقرأ كيف لقي 12 شخصا مصرعهم يوم الثلاثاء وأصيب 50 آخرين بسقوط قذائف صاروخية وهاون اطلقت ارهابيون على عدة أحياء سكنية في محافظة حلب ، شمال سوريا .

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر فى قيادة شرطة حلب قوله إن ” خمسة مواطنين استشهدوا، وأصيب 20 آخرين جراء سقوط قذائف صاروخية وهاون أطلقها إرهابيون من منطقة بستان القصر على أحياء الفيض والميريديان وسيف الدولة.

وأضاف المصدر ان الاعتداءات الارهابية أدت إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من منازل المواطنين والمحلات التجارية والسيارات فى الاحياء.

وقالت مصادر معارضة وفق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إن “شخصا قتل وأصيب آخرون جراء سقوط قذيفة على مبنى سكني في شارع الغسلة في حي الصالحين”.كما أوردت معلومات متطابقة من مصادر عدة أن عدة قذائف هاون سقطت في محيط حيي الإذاعة وبستان الزهرة ومنطقة المشارقة.

وكان إرهابيون أطلقوا قبل أيام عدة قذائف صاروخية على أحياء الميريديان والفرقان أسفرت عن مقتل 17 قتيلا وتلاها يوم الخامس من الشهر الجاري مقتل 9 أشخاص من عائلة في حي سكني بحلب من تلك القذائف التي يسميها أهالي حلب ” قذائف الموت المجنونة”، وهي عبارة عن قذائف صاروخية محلية الصنع مؤلفة من أسطونة غاز ومحشوة بكمية كبيرة من المتفجرات .وفي دمشق، أفادت معلومات متطابقة من مصادر عدة أنه أصيب ثلاثة أشخاص بقذيفة هاون سقطت في منطقة كيوان بالمزة، في حين سقطت قذيفة أخرى على حي باب توما دون وقوع إصابات.وسقطت مؤخرا العديد من القذائف في أحياء بحلب ودمشق، كما وقعت عدة تفجيرات أسفرت عن سقوط ضحايا وأضرار مادية، في حين تبادلت السلطات والمعارضة الاتهامات حول المسؤولية عنها. ويأتي هذا بالتزامن مع عمليات عسكرية ومواجهات بين الجيش النظامي ومسلحين معارضين في مناطق قريبة لهذه الأحياء.

قوات فرنسية في أفريقيا الوسطى

و توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى بانجوي، عاصمة جمهورية افريقيا الوسطى، بعد حضور مراسم تأبين رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا فى جوهانسبرج ليقوم بزيارة تحية للجنديين الفرنسيين اللذين لقيا مصرعهما الليلة الماضية فى عملية لنزع أسلحة بعض المسلحين فى العاصمة بانجوي. وتجدر الإشارة إلى ان فرنسا نشرت 1600 جندي فى مستعمرتها السابقة لاستعادة النظام بالتعاون مع بعثة افريقية قوامها 2500 جندي.

دخلت المدينة فى حمام من الدماء الأسبوع الماضي، حيث ذكرت مصادر بجمعية الصليب الأحمر ان مئات القتلى سقطوا فى اشتباكات بين مقاتلي سيليكا ومؤيدي الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي. وتسبب تصاعد القتال بين حركة سيليكا، التى يهيمن عليها المسلمون، وبين المسيحيين المؤيدين للرئيس بوزيزي، فى إثارة المخاوف بشأن إبادة جماعية أخرى بعد مذبحة رواندا عام 1994. وقد أرسلت فرنسا قواتها على الفور إلى جمهورية افريقيا الوسطى بعد ان حصلت على تفويض من مجلس الأمن. ويقدر المسئولون الفرنسيون ان يستمر تدخلهم فى افريقيا الوسطى، وهو التدخل العسكري الثاني منذ يناير فى مالي، لمدة ستة أشهر.

 وفي شرق اليمن لقي ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة مصرعهم يوم الإثنين إثر غارة بطائرة أمريكية بدون طيار في “حضرموت”.وقال مصدر محلي مسئول إن طائرة أمريكية من دون طيار استهدفت سيارة نوع ” فيتارا” تقل عناصر من تنظيم القاعدة أثناء مرورها في الخط الرئيسي بمديرية “القطن” بمحافظة “حضرموت”.وأكد المصدر أن ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة لقوا حتفهم جراء الضربة الإمريكية.

وحسب المصدر فإن القصف كان مركزا ، وأن عدة سيارات كانت تسير في الخط ولم تتأثر جراء الضربة.وأشار المصدر إلى أن منطقة “القطن” تشهد نشاطا لعناصر إرهابية من تنظيم القاعدة.وكان تنظيم القاعدة قد تبنى الخميس الماضي عملية إرهابية ضد مجمع الدفاع بصنعاء أودت بحياة 56 شخصا وإصابة 215 آخرين وقال التنظيم عقبها في بيان له أنه استهدف غرفا للتحكم والتنسيق للطائرات الأمريكية من دون طيار.

وفي بانكوك، ورغم أن الانتخابات العامة ستجري في تايلاند في الثاني من فبراير المقبل، فلا يزال الشارع متأججا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي خلال مؤتمر صحفي دوري عقده يوم الثلاثاء إن الصين تأمل في إجراء الانتخابات العامة التايلاندية بشكل سلس واستعادة الاستقرار إلى البلاد في أسرع وقت ممكن. هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية:” باعتبارها جارة صديقة، تأمل الصين في أن تجري الانتخابات العامة التايلاندية بشكل سلس، وتتطلع إلى أن تحل الأطراف المعنية – في تايلاند – خلافاتها من خلال الحوار والتشاور في إطار الدستور والقوانين، وذلك من أجل استعادة الاستقرار والنظام في البلاد في أسرع وقت ممكن.”

في جنوب الشرق القارة الآسيوية أيضا، وغير بعيد عن تايلاند، يفكر المواطنون السينغافوريون حاليا في الأسباب المحتملة وراء اندلاع أعمال الشغب الأخيرة التي تعتبر نادرة الحدوث في هذا البلد. وذلك بعدما قام نحو أربعمائة شخص بإشعال النيران في عدد من السيارات واشتبكوا مع الشرطة. ويعتقد العديد من المواطنين أن الحادثة لها علاقة بتدفق العمالة الأجنبية على سينغافورة. لكن مسؤولا سينغافوريا نفى ذلك بالقول إنه لا يجب النظر إلى الحادثة على أنها وضع يتمثل في وقوف عمال أجانب ضد المواطنين السينغافوريين أو محاولة إضفاء صبغة عنصرية عليه.

لوي تاك يو، وزير النقل السينغافوري:” أعتقد أنه عندما يكون لديك حادث بهذه الخطورة، أو حتى حادث بسيط، سيكون هناك البعض على شبكة الإنترنت، حيث سيحاولون وصفه بطريقة معينة، أي أنه بسبب العمال الأجانب. أعتقد أنه من المهم عدم التأثر ببعض هذه المشاعر التي يتم التعبير عنها على شبكة الإنترنت. وفي بعض الأحيان حتى بشكل مؤذٍ، لكن في الحقيقة أنا أحث الجميع على النظر في الأمر بطريقة هادئة، لإعطاء الشرطة الوقت الكافي للقيام بعملها، ومنحها الدعم فيما تقوم به.”

في الوقت نفسه، قال نائب رئيس وزراء سينغافورة إن الحكومة طلبت من الشرطة إجراء تحقيق دقيق في القضية. وكانت أعمال الشغب قد اندلعت مساء يوم الأحد في حي “ليتل إنديا” المزدحم عندما قام نحو أربعمائة عامل أجنبي من جنوب آسيا بالاشتباك مع الشرطة وإشعال النيران في عدد من السيارات بعد ما صدمت حافلة خاصة يقودها أحد المواطنين عاملا أجنبيا من جنوب آسيا. ووصفت أعمال الشغب التي أسفرت عن إصابة 18 شخصا بالأسوأ منذ عقود. وقد ألقت الشرطة القبض على 27 عاملا من جنوب آسيا، كان بعضهم قد ألقى زجاجات وأشياء أخرى على رجال الشرطة الذين كانوا يحاولون تهدئة الوضع. وأثار الحادث النقاش بين السينغافوريين حول قضايا الاكتظاظ السكاني والزيادة في أعداد العمال المهاجرين.

 وفي تونس أصبح مصطلح الإرهاب من أكثر المفردات المتداولة خلال العام 2013، وذلك بعد الإنزلاق نحو الخطر منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير من العام 2011.وأخذ هذا المصطلح منحى تصاعديا منذ حظر نشاط التيارات السلفية التي طغت النزعة التكفيرية على خطابها ،وسعت إلى فرض الشريعة الإسلامية،وبناء دولة الخلافة،وتزايد العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال العام 2013.

ورغم التحذيرات المتتالية التي اطلقتها عدة قوى حزبية وشخصيات سياسية وطنية من مخاطر التساهل مع تلك الجماعات السلفية،فإن الإئتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية سعى في بادئ الأمر إلى إنكار خطر الإرهاب من خلال القول إن “الإرهاب هو فزاعة كان يستخدمها النظام السابق لتبرير ضرب القوى الإسلامية في البلاد”.

غير أن هذا الإنكار الذي ترافق أيضا مع تبريرات وصفت في حينه بالواهية،لم يصمد كثيرا أمام إتضاح خطورة هذه الظاهرة التي استطاعت في وقت وجيز فرض نفسها على المشهد السياسي العام ،لتتحول بذلك إلى هاجس حقيقي بات يؤرق الجميع بما فيه الإئتلاف الحاكم،وحركة النهضة نفسها.

وتكاد مختلف القوى والأحزاب والمنظمات التونسية تجمع على أن ظاهرة الإرهاب في تونس هي “ظاهرة جدية وواقعية وتتجاوز مخاطرها الواقع المحلي لتشمل دول الإقليم وخاصة منها الجزائر وليبيا”،لذلك إرتفعت الأصوات التي تتحدث عن ضرورة ضبط إستراتيجيات أمنية و عسكرية لمقاومة هذه الظاهرة التي تهدف إلى تقويض مفهوم الدولة المدنية و تغيير نمط عيش المجتمع التونسي.

وبحسب الخبير العسكري مختار بن نصر العميد السابق بالجيش التونسي، فإن ظاهرة الإرهاب في تونس هي ظاهرة حقيقية واقعية وليست جديدة،بل أنها ظاهرة قديمة وقد شعر بها المجتمع التونسي والدولة قبل “ثورة 14 يناير2011″، حيث تم تسجيل بعض الإشتباكات مع عدد من الإرهابيين في بعض المناطق من البلاد منها منطقة “سليمان”.

وأوضح لوكالة أنباء(شينخوا) أنه “بعد “ثورة 14 يناير2011 وبالنظر إلى الإنفلات الأمني الذي ساد البلاد وتزامن ذلك مع الثورة الليبية والفوضى التي نشأت نتيجة فراغ الأمن في بعض المناطق تسبب ذلك في دخول سلاح من ليبيا إلى تونس،وتمركز بعض المجموعات التي كانت تصف بالإرهابية في الجبال والمدن والأرياف التونسية”.

وأشار إلى أن وزارة الدفاع التونسية “إستشعرت بهذا الخطر وبدأت خلال العام 2013 بشن عمليات تفتيش، وتمشيط لبعض المناطق،إلى أن علمت بوجود مجموعات مسلحة في جبل “الشعانبي” من محافظة “القصرين” كانت تتمركز هناك لمدة ثلاثة أشهر، حيث سعت إلى تدعيم تواجدها في هذه المنطقة من خلال نصب شبكة “لوجستية” إلى أن إصطدمت وحدات من الأمن والجيش بمجموعة من الألغام كانت مزروعة بهدف تحصين مواقع تلك المجموعات المسلحة”.

وتابع” لقد تم بعد ذلك تسجيل تحركات لعناصر إرهابية في اكثر من مكان،حيث سجلت أكثر من 4 عمليات في مناطق مختلفة من البلاد،وبعد ذلك تم ربط تلك الأحداث،حيث تبين أن من يقف خلفها هي “مجموعات إرهابية تهدف إلى زعزعة المجتمع وفرض نموذج مجتمعي يختلف تماما عن النموذج التونسي الحالي،حيث بات من الواضح أنهم يريدون إرساء خلافة إسلامية في البلاد”.

وعرفت تونس خلال العام 2013 عدة عمليات إرهابية نسبت إلى مجموعات تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي،منها تنظيم “أنصار الشريعة”،كان اخطرها على الإطلاق إغتيال المعارضين شكري بلعيد في 6 فبراير الماضي، ومحمد براهمي في 25 يوليوالماضي ،بالإضافة إنفجار مجموعة من الألغام في منطقة جبل “الشعانبي” من محافظة “القصرين” أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر الحرس الوطني(الدرك) والجيش،وصولا إلى قتل 8 جنود 5 منهم ذبحا.

وبعد ذلك انفجرت عبوات ناسفة في الضاحيتين الشمالية والجنوبية لتونس العاصمة،كما عثرت القوات الأمنية على عبوات أخرى وتفكيكها في أماكن عامة وبوتيرة مقلقة،إرتفعت حدتها بإقدام أحد الإنتحاريين في نهاية شهر أكتوبر الماضي على تفجير نفسه بحزام ناسف قرب أحد الفنادق بمدينة “سوسة” السياحية.

وعلى إثر توالي هذه الأعمال الإرهابية التي بعثت الكثير من الخوف والقلق لدى المواطنين،أصبحت ظاهرة الإرهاب حاضرة لدى المواطن العادي، وكذلك في مختلف وسائل الإعلام،إلى أن إتخذت الحكومة التونسية قرارا صنفت بموجبه تنظيم “أنصار الشريعة” كتنظيم إرهابي،وذلك في إعتراف رسمي بأن ظاهرة الإرهاب أصبحت أمرا واقعا لابد من مجابهته.

ويقول العميد مختار بن نصر في حديثه لوكالة أنباء(شينخوا)،أنه أمام التطورات المتسارعة التي شهدتها البلاد على هذا الصعيد،”تصدت قوات الجيش لتحركات المجموعات الإرهابية،كما أعلنت مناطق عسكرية في 10 جبال منتشرة في أكثر من جهة في البلاد”.

واعتبر أن ما عرفته البلاد خلال الأشهر الماضية ” يؤكد أن الإرهاب في تونس “هو حقيقة موجودة، وهو فاعل،وأن المجتمع بدأ يشعر بهذا الخطر،وأن قوات الجيش والأمن شرعت في التصدي له”.

ويؤكد هذا الرأي منتصر الماطري الأمين العام لإتحاد نقابات قوات الأمن التونسي ،الذي لم يتردد في القول في تصريحات إذاعية سابقة،إن “الإرهاب أصبح واقعا وحقيقة في تونس”، وإن هناك إحتمالات بأن يضرب الإرهاب من جديد خلال الإحتفالات برأس السنة الميلادية”.

ومن جهته،أكد محمد علي العروي الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية في مطلع الشهر الجاري”تحول المجموعات الإرهابية في تونس من مرحلة الخلايا النائمة إلى مرحلة العمليات النوعية الفردية ،أو ما يعرف بالذئاب المنفردة”،على حد تعبيره.

ويأتي هذا التأكيد،فيما تشير التقارير الإستخباراتية إلى أن خطر الإرهاب في تونس مازال قائما،بل أنه في طور التفاقم بالنظر إلى الأحداث التى شهدتها مالي،وتزايد عدد التونسيين الذين يحاربون حاليا في صفوف المعارضة المسلحة السورية،بالإضافة إلى إرتفاع اعداد الاسلحة المهربة من ليبيا.

وبحسب تلك التقارير،فإن ظاهرة السلاح المهرب من ليبيا إلى تونس قد تفشت بشكل لافت وأعلنت السلطات الأمنية أكثر من مرة عن العثور على مخازن للأسلحة في مناطق مختلفة من البلاد،منها مخزن في شمال محافظة “مدنين” تضمن أسلحة متطورة و خطيرة منها كميات كبيرة من المتفجرات و الألغام و القنابل و الصواريخ وراجمات الصواريخ ،إلى جانب سترات واقية من الرصاص و أزياء عسكرية و أجهزة إتصال لاسلكي .

وكان المتابعون لتطور الأحداث في مالي وسوريا قد فوجئوا بالعدد الهائل من التونسيين “الجهاديين” المتواجدين في البلدين مالي وسوريا ، ما جعل معهد الإقتصاد والسلام العالمي يصنف تونس في تقريره لمؤشر السلام العالمي في المركز 53 من حيث تأثيرها بالإرهاب من ضمن 158 دولة.

وفي هذا السياق،قال العميد مختار بن نصر لوكالة أنباء(شينخوا)،إن “جهاديي سوريا من التونسيين يشكلون بالفعل خطرا جديا على أمن تونس، لأنهم تدربوا جيدا على السلاح،كما اتقنوا فنون القتال،وبالتالي إذا عادوا إلى تونس سيشكلون بالفعل خطرا كبيرا،وعلى الدولة أن تنتبه لهذه المسألة”.

وأعرب عن إعتقاده بأن ظاهرة الإرهاب في تونس تحولت اليوم إلى خطر داهم،لذلك فإن العمل سيكون طويلا ومرهقا ومكلفا “خاصة وأن المجموعات الإرهابية أصبحت قادرة على القيام بعمليات لأنها متمكنة من السلاح، ولديها عناصر مدربة وبالتالي بإمكانها إلحاق الضرر في أي وقت شاءت لأن لها من المبادرة والمباغتة وإختيار الوقت ما يمكنها من تنفيذ مخططاتها رغم يقظة قوات الجيش والأمن”.

ويؤكد هذا التحذير الواضح حالة الخوف التي تسود غالبية القوى السياسية التونسية التي لا تترك مناسبة تمر دون التشديد على ضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب وإقتلاعها من البلاد من خلال تطويق الخطاب التكفيري بشتى أشكاله ،وذلك لسد المنافذ أمام زيادة هذه الظاهرة التي بدأت بالإنكار والتبرير للتحول بعد وقت وجيز إلى هاجس يؤرق الجميع.

وفي مصر، وبعد أصدار قانون التظاهر بالتزامن مع إنهاء حالة الطواريء، بدأت الجامعات تشهد توترات كبيرة، فضلا عن أحكام قضائية متباينة، تعكس اشتعال السياسي والاجتماعي، عشية إنهاء لجنة الخمسين عملها بكتابة مشروع الدستور، الذي سيطرح للاستفتاء وفق خارطة الطريق.

متظاهرو بوينس أيرس يطالبون بزيادة الأجور

وبالتزامن، عند نهاية جغرافيا العالم، في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس ، لقي ثمانية أشخاص على الأقل مصرعهم خلال أعمال عنف وقعت في 17 مقاطعة بالأرجنتين نتيجة إضراب الشرطة عن العمل الذي بدأ قبل ستة أيام، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية يوم الثلاثاء .

وأفادت تقارير بأنه قد أصيب ما يزيد على 150 شخصا، بعضهم إصابته خطيرة، واعتقل حوالي 300 آخرون جراء أعمال نهب وسلب وتخريب. وبدأت أعمال الشغب بعدما بدأت إضراب الشرطة التي تطالب بزيادة الرواتب وتحسين أحوال العمل.

وذكرت قناة ((أن تي)) التليفزيونية في بوينس آيرس أن الوضع الأشد توترا كان في مقاطعات توكومان، وجوجوي، وسانتا في، وتشاكو، وبوينس آيرس. ولم تستعد الشرطة الأمن في المقاطعات الأربع، ووقعت حوادث إطلاق نار متفرقة في توكومان وجوجوي بين القائمين بأعمال النهب والسلب وأصحاب المحال والشرطة.

وقال جورج كابيتانيتش رئيس وزراء الأرجنتين في مؤتمر صحفي إن “الشعب الأرجنتيني يحب السلام والتناغم. ومن ثم، فإن هذا النوع من المظاهرات الذي يتجاوز المتوقع لابد للجميع من رفضه”.

وأضاف أن ضباط الشرطة في 17 مقاطعة قاموا بمظاهرات “وحملوا البنادق وهدفهم الابتزاز وممارسة ضغط على حكومات المقاطعات”.

وحذر قائلا بأن “المطالب لا ينبغي أن تتم تلبيتها عبر العنف”.

وقد حفز عدم وجود مراقبة من الشرطة الغوغاء في عدد من المقاطعات بالأرجنتين على سلب ونهب المحال والمنازل بالرغم من أن بعض المقاطعات بما فيها سان خوان وقرطبة — حيث اندلعت الاضطرابات في بادئ الأمر — وافقت على رفع الأجور لنزع فتيل التوتر.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات