الرَّجاء . . . حقق الرَّجاء

07:31 صباحًا الخميس 19 ديسمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عاش محبو فريق الرجاء البيضاوي، وعشاق المغرب، وأبناء العروبة، ومشجعو اللعب الجميل ليلة رياضية تاريخية وصفجة سعيدة في كتاب الرياضة، حين استطاع لاعبوهم الأبطال  تتويج جهدهم فوق المستطيل الأخضر للمدينة الحمراء ببلوغ نهائي كأس العالم للأندية.

الرَّجاء . . . حقق الرَّجاء بالفوز على أتلتيكو مينيرو البرازيلي بثلاثة أهداف لهدف ، في اللقاء الذي جمعهما بالملعب الكبير بمراكش ، في الدور قبل النهائي لكأس العالم للأندية التي تستضيفها المملكة المغربية للمرة الأولى.

تقدم محسن ياجور للرجاء في الدقيقة (51) ، وأدرك الأسطورة رونالدينيو التعادل لأتليتيكو مينيرو في الدقيقة (63) من كرة ثابتة ، وأعاد محسن متولي التقدم للرجاء في الدقيقة (84) من ركلة جزاء حصل عليها محسن ياجور ، وأضاف مبيدي الهدف الثالث للرجاء في الدقيقة (90+4) ، ليتأهل الرجاء لمواجهة بايرن في المباراة النهائية ، فيما سيواجه رونالدينيو وفريقه لاعبي فريق جوانزو الصيني في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

بدا الرجاء الأفضل في الدقائق الأولي من المباراة ، ونجح في امتلاك وسط الملعب بفضل تألق الثنائي كوكو وعصام الراقي ، في الوقت كان فيه أتليتكو مينيرو متحفظاً بعض الشيء  ولم يعبر عن وجوده بالشكل المتوقع ، ومرت أول (15) دقيقة من المباراة دون أي هجمات حقيقية باستثناء تسديدة طائشة من ماركوس روتشا في الدقيقة (9) ، ورد عليه الشطيبي برأسية غير محكمة في الدقيقة (13).

مع الوقت ، دخل مينيرو في المباراة وتراجع الرجاء إلي الخلف ، وهدد سيلفا مرمي العسكري مرتين ، وشهدت الدقيقة (22) فرصة خطيرة لجو الذي تلقي عرضية رائعة من فرناندينيو لكنه تعرض لضغط من عادل الكروشي وفشل في إسكانها شباك الحارس خالد العسكري.

أحسن فوزي البنزرتي تنظيم فريقه دفاعياً واعتمد هجومياً علي الأجنحة ومناوشات الشطيبي وياجور ، فيما كان فرناندينيو هو الأخطر بين لاعبي أتليتيكو مينيرو مع جو وتارديلي ، ولم يظهر رونالدينيو سوى في تنفيذ الكرات الثابتة ، وكاد فرناندينيو أن يمنح البرازيليين أول أهدافهم في الدقيقة (32) بعدما سيطر علي كرة عرضية  علي بعد ياردات قليلة من مرمى الرجاء وسددها بقوة في الزاوية البعيدة مرت بجوار القائم.

الشاعر والإعلامي ياسين عدنان كتب تعليقا على المدرب واللاعبين إثر نشوة الفوز: شكرا لجينرال الرجاء امحمد فاخر.. لقد صنعت فريقا كبيرا.. شكرا فوزي البنزرتي لأنك حررت الرجاء من سطوة الجينرال.. وحررت اللاعبين من “كابوس” اسمه فاخر.. ومبروك لكل المغاربة هذا التأهل المستحق إلى المباراة النهائية. مواجهة العملاق البافاري في نهاية المونديال حلم حقيقي.. لكنه حلم تحقق..لنكن صرحاء، لو كان فاخر هو المدرب الأن لما وصل الشياطين الخضر الى نصف النهائي.. ففوزي البنزرتي قيمته الحقيقية في أنه حرر لاعبي الرجاء من ضغط فاخر ومن تسلطه.. لهذا علينا ان نصفق للحرية -كقيمة وكأفق- وهي تصنع المستحيل فوق البساط الأخضر.. شكرا فاخر.. وسحقا لك.. إنما أيها الأصدقاء، النزرتي حرر لاعبي الرجاء من خطة فاخر الصارمة.. لكنه فقط جعلهم يعودون إلى الأصل. لقد لعب الرجاويون خلال هذه البطولة العالمية بأسلوبهم المعروف “دقة دقة”، أي بخطة محمد بن الحسن العفاني الروداني المشهور بالأب جيكو. ربما هي مناسبة لنترحم جميعا على الأب جيكو.. على هذا المعلم الكبير الذي صنع أسطورة الرجاء..أما بالنسبة لي، فسأحجز مقعدي في الملعب يوم السبت المقبل.. سأحجز مكاني منذ الغد.. من أجل رجاء الأب جيكو.. من أجل رجاء الشعب.. الرجاء التي تأهلت رغم المؤامرات.. رغم أنف جامعة كرة القدم.. رغم أنف وزير الرياضة.. هذا السخيف الذي لا يفقه شيئا لا في كرة القدم ولا في “شيرّا”.. رغم أنف الفساد الرياضي في بلادنا.. سأكون في الملعب من أجل الرجاء.. من أجل المغرب.. وديما ديما راجا>

كما كتب المسرحي عبد المجيد شكير : يا سلام..اليوم الأربعاء 18 دجنبر 2013 يوم استثنائي جدا..ثلاثيُّ الفرحة: 1. يصادف اليوم العالمي للغة العربية 2. يصادف تقديم العرض الأول لمسرحية “حلم ليلة دم” لفرقة “مسرح أبعاد” 3. يصادف الفوز التاريخي للرجاء البيضاوي في كأس العالم للأندية..سعادتي لا حد لها في هذه اللحظة..تمنياتي للجميع بفرحة مماثلة 

تناسى مشجعو الأهلي نتيجة فريقهم بالخسارة القاسية أمام الفريق المكسيكي مونتيري بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، وهي الهزيمة التي التي استقرت بهم بالمركز الأخير، رغم مشاركتهم القياسية، ليحقق المركز السادس 3 مرات في تاريخه ، ويبقى تحقيق المركز الثالث أفضل مشاركاته، وقد تناثرت تعليقات الأدباء خالد سليمان وبشير عياد واشرف أبو اليزيد (فيفا كازابلانكا).

نعود للمباراة، حيث فيكتور حارس أتليتيكو مينيرو منع في الدقيقة (36) هدفا محققا للرجاء بتصديه لتسديدة محسن متولي الذي كان من الممكن أن يلعبها بشكل أفضل ، بعد عرضية رائعة من عادل الكروشي الذي عاد لإنقاذ مرماه في الدقيقة (38) بعد أن أبعد الكرة من أمام جو وهو وحيداً أمام شباك الرجاء.

محسن متولي أضاع فرصة جديدة للرجاء في الدقيقة (40) بعد أن أختار أسوء القرارات وسدد في الزاوية البعيدة دون أحكام وكان يستطيع أن يمرر لزملائه بالعرض أو يسدد بشكل أفضل ، من تمريرة رائعة لمحسن ياجور وضعته في مواجهة الحارس ، ورد مينيرو بهجمتين عن طريق جو الذي نجح العسكري في التصدي لكرته وأخرى نجح أولحاج في إبعادها ، وانطلق محسن ياجور في الدقيقة (45) وسدد بجوار القائم ، لينتهي الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين.

بداية الشوط الثاني ، سيطر خلالها أتليتيكو مينيرو واندفع للهجوم دون أن يكون له خطورة كبيرة علي مرمى خالد العسكري ، بفضل حسن التنظيم الدفاعي للرجاء ومساندة الوسط. محسن ياجور أشعل النار في المباراة في الدقيقة (51) بتسجيله هدف رائع من تمريرة ساحرة لمحسن متولي ، سددها أرضية ماكرة من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك الحارس فيكتور. عبد الإله حفيظي سجل هدف ثان للرجاء لكنه كان متسللاً في الدقيقة (53) ، وهاجم  أتليتيكو مينيرو لكن دون خطورة وتدخل فوزي البنزرتي وأقحم مبيدي بدلاً من شمس الدين الشطيبي في الدقيقة (56) ، ورد كوكا مدرب مينيرو وأشرك دونيزيتي بدلاً من خوسيو في الدقيقة (57).

ضغط أتلتيكو مينيرو بقوة ، وسدد تارديلي رأسية فوق العارضة في الدقيقة (58) ، وتصدى العسكري لتسديدة من فرناندينيو في الدقيقة (61) ، وأجرى كوكا تغييرا جديدا بنزول لوان بدلاً من روتشا في الدقيقة (63). رونالدينيو أكد علي أنه بالرغم من عدم فعاليته طوال المباراة ، هو مفتاح التسجيل لديوك مينيرو ، ونجح في الدقيقة (63) في إدراك التعادل من ركلة حرة سدد رائعة من فوق الحائط البشري واكتفي العسكري بمشاهدتها وهي تصطدم بالقائم وتسكن الشباك.

أتليتيكو مينيرو واضل ضغطه بكل قوة ، ووقفت  دفاعات الرجاء و خالد العسكري بالمرصاد لمحاولات فرناندينيو و جو و لوان  المتكررة ، وتدخل فوزي البنزرتي مجدداً و دفع بديوكاندا بدلاً من عبد الإله حفيظي في الدقيقة (75) من عمر المباراة ،عاد الرجاء لمبادلة أتليتيكو مينيرو السيطرة ، وهدد محسن ياجور مرمى فيكتور بتسديدة جميلة في الدقيقة (80) مرت بجوار القائم. ياجور عاد من جديد ليؤكد أن الأكثر توهجاً بين نجوم الرجاء ونجح في الحصول علي ركلة جزاء مستحقة بعد أن تلاعب بريفير الذي لم يجد حلاً سوى عرقلته ، ليتصدي محسن متولي بثبات وثقة ويودعها في شباك الحارس فيكتور معيداً التقدم من جديد للرجاء في الدقيقة (84)

 

بعد تقدم الرجاء من جديد ، دفع كوكا باليساندرو بدلاً من لوكاس في الدقيقة (86) ، ورد البنزرتي بإخراج المتألق ياجور ليحل محله كوليبالي في الدقيقة (88) ، وضغط مينيرو بكل ما يملك من قوة و باءت كل محاولات جو ورونالدينيو و اليساندرو بالفشل. ومع اندفاع مينيرو للهجوم ، نجح الرجاء في صنع هجمة مرتدة سريعة انفرد محسن متولي ومبيدي بالحارس فيكتور ، ووضع الأول الكرة رائعة من فوق الحارس ردتها العارضة لمبيدي الذي أسكنها الشباك مسجلاً ثالث أهداف الرجاء في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل من ضائع ، لينتهي اللقاء بفوز تاريخي للرجاء يضعه في نهائي مونديال الأندية وجهاً لوجه أمام بايرن ميونيخ.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات