وجه اليابان في أولمبياد 2020

05:34 مساءً الأحد 22 ديسمبر 2013
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
أحد شوارع حي أكيهابارا الشهير

أحد شوارع حي أكيهابارا الشهير

عندما تم إعلان اليابان كالدولة المنظمة لأولمبياد 2020 تحمس الكثير، إن لم يكن اليابانيون جميعهم . إنتشر الخبر بسرعة مبهرة في أنحاء الدولة، حتى أن أسهم البورصة اليابانية شهدت إنتعاشاً بعد إعلان الخبر. ولكن البعض لم يكونوا سعداء بهذا الخبر. فبعد إعلان نبأ كهذا، بدأ المشرعون والمسئولون بالإهتمام بقمع الجرائم الأخلاقية التي يتم إغفالها في الظروف العادية. على سبيل المثال، عندما تمكنت اليابان وكوريا بالمشاركة في إستضافة كأس العالم لعام 2002، شهدت المناطق الحضرية قمعاً من الدرجة الأولى لبيوت الدعارة وغيرها من المنشآت المشبوهة.

وإذا توقعنا حدوث نفس عمليات التنظيف تلك في السنين القادمة قبل عام 2020، إذن ستشهد مناطق الدعارة الحديثة المعروفة، مثل يوشيوارا وكابوكيشو، تعطلاً قانونياً. ولكن على الرغم من شهرة تلك الأماكن بتلك السمعة، إلا أن حي الإلكترونيات الشهير، أكيهابارا، قد يكون أول الأحياء التي ستعاني جراء ذلك القرار. وقد تم طرح هذا الموضوع في أحد المواقع المهتمة بثقافة الأنيمي بشكل عام، وأكيهابارا بشكل خاص هذا الموضوع.

من أجل الإستعداد لأولمبياد 2020، قرر رجال القانون في طوكيو سن قوانين جديدة لتنظيف الشوارع لتعطي إنطباعاً جيداً على الصعيد العالمي. ولكن يبدو أن هدفهم الحقيقي هو تنظيف “صورة” الشوارع عن طريق سن قوانين تفيد بعدم شرعية نشاطات كانت قانونية حتى اليوم في سبيل تقليل الأخطار التي قد يتعرض لها الزوار، خاصة هؤلاء من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

إذن فالمشكلة هنا تتعلق بالمظاهر. فقد أمضى السياسيون اليابانيون فترة طويلة في مناقشة العلاقة المتبادلة بين ثقافة الأوتاكو – بما تشمله من أنيمي، مانجا، ألعاب وكل المنتجات المتعلقة بهم – والمواد الإباحية المتعلقة بالأطفال. ومن الصعب إنكار العلاقة بينها عندما نجد متاجر البالغين في أكيهابارا تبيع منتجات لفتيات صغيرات – غالباً من شخصيات الأنمي – وهن في وضعيات مخلة، لإستدراج الزبائن.

وعلى الرغم من أن هذه المنتجات في أكيهابارا لا تضر المواطنين – وخاصة الأطفال – ولكن عرضها كسلع للبيع في العلن وضع هذه المتاجر “القانونية” تحت عمليات دقيقة من الفحص والمراقبة من جانب المؤسسات القانونية. وبدلاً من التركيز على حل المشكلة، التركيز حالياً على المظهر العام. بنفس الطريقة يمكننا توقع تشديد القيود على مؤسسات أخرى غير مؤذية في هذه الحال مثل مقاهي الخدم الشهيرة وتعيينها لعمال تحت السن القانونية وصالونات التدليك التي تعمل بها فتيات المدارس الثانوية. فهناك قلق من أن يُساء فهم مثل هذه الخدمات وخاصة من قبل الأجانب.

تحويل الأطفال إلى رموز جنسية هي بالفعل مشكلة ولها علاقة بشكل أو بآخر بثقافة الأنيمي، ولكن هل المشكلة فعلاً بذلك التفشي والإنتشار، وهل يصح الإشارة لشعب اليابان بهذه الصفة، وإعتبار هذه المشكلة الوحيدة هناك قبل قيام أولمبياد 2020؟ كيف ستتغير أكيهابارا في المستقبل؟ هل سينتشر الوعي فيما يخص متاجر البالغين لينفي التهمة عن أكيهابارا، أكبر أحياء اليابان الإلكترونية وأشهرها خاصة في مجتمع الأوتاكو في العالم؟ وما هي المشاكل الأخرى في اليابان والتي ينبغي الإلتفات لها كذلك؟ وهل كان سيتم الإلتفات لهذه المشاكل من الأساس إن لم تكن اليابان مستضيفة لحدث عالمي كهذا؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات