مسلمُو التبت: الصَّلاة عند سقفِ العالم

09:04 مساءً السبت 4 يناير 2014
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

القطار يستعد للانطلاق

لن أحدثكم عن رحلتي الصينية إلى بكين وأيامي فيها بين القصرين؛ الإمبراطوري والصيفي، فقد يكون حديثي معادًا ولو جاء مستزادًا. ولن أسيح بكم إلى مقابر التراكوتا، في شيان، فجيش الإمبراطور الصيني الأول؛ المصنوع من الصلصال، أصبحت مادة معادة للأدب والسينما والحياة. وما أردت أن أعود بكم إلى شينج يانغ وقد كتبت عن الأويغور الذين زرتهم وعشت بينهم أكثر مما كتبت عن باقي مناطق الصين الشاسعة. إنما أحببت أن نصعد معًا إلى سقف العالم، أو إلى القطب الثالث ـ بعد القطبين المتجمدين ـ لنر القابضين على الجليد، وهم يتمسكون بدينهم الحنيف، حين يذهبون للصلاة خمس مرات كل يوم، فوق سقف العالم!

تذكرة القطار

للمسافر نصيب في حلو الأيام ومرها، في أي بلاد يزرها. وقد كان من حسن الطالع أن القطار الذي حلم به  الصينيون طويلا ليصل إلى لاسا، عاصمة التبت، قد افتتح للتشغيل. تأملت العبارة التي كتبتها في الصفحة الأولى من دفتر صغير أدون به عبارات متفرقة، (قطار إلى التبت)! لم يكن ما سعيتُ إليه خيالا، وإنما حقيقة تبدأ في محطة بكين الغربية تمام الساعة التاسعة ونصف مساء لتقطع تلك القافلة الحديدة المسافة من بكين إلى لاسا في 47 ساعة و28 دقيقة! تذكرة المقعد العادي نحو 50 دولارًا، لكنني اخترت أريكة النوم بضعف الثمن، فلم يكن لدي نية لممارسة اليوجا جالسًا ليومين متتاليين. غير بكين، وإلى مقصد الرحلة نفسها لاسا، هناك رحلات من مدن تشنغدو وينطلق قطارها في الساعة السادسة و18دقيقة، ويقطع المسافة في 48 ساعة و10 دقائق، ومن شينينغ وينطلق الساعة الثامنة وسبع دقائق ويقطع المسافة في 26 ساعة و23 دقيقة، أما سكة حديد تشينغهاي ـ التبت فلا توجد على طول المسافة محطات ركاب بسبب قلق الجهات على قدرة الركاب على تحمل بيئة الهضبة، حيث لا يُسمح لأي أحد  بصعود ونزول القطار في معظم المحطات باستثناء محطة ناتشيوي التي يتوقف فيها القطار وقتا طويلا. والقطار الذي يعمل على خط تشينغهاي ـ التبت مزود بطبقتين من الزجاج لمقاومة الأشعة فوق البنفسجية، وفي المسافة بين قرمو في غربي مقاطعة تشينغهاي وحتى التبت، يزود القطار تلقائيا بالأكسيجين (عربات القطار صنعت في كندا وقاطرات الديزل في أمريكا)! تتبدل الفصول الأربعة خلال الرحلة إلى التبت لأن مناخ هضبة تشينغهاي ـ التبت يتغير على مدار اليوم!

عربة القطار من الداخل

دخلنا إلى عربة المطعم بالقطار، بعد الانطلاق بنحو ساعتين، كانت مصممة على الطراز التبتي، فجوانبها مزدانة بخطوط وأشكال ورسوم ومشاهد لقومية التبت. لك الاستمتاع بثلاث وجبات كل يوم، وقيمة كل وجبة أقل من دولارين. كان  العشاء وجبة من الأرز مع خضراوات ولحوم، أما فطور اليوم التالي فكان حساء الأرز والخبز الناضج بالبخار والسلطة على الطريقة الصينية. حين يبطيء القطار في سيره، حتى يكاد يتوقف، نعرف أننا سنمر بمزار سياحي، ويتأكد لنا ذلك حين نسمع إذاعة القطار (باللغات الإنجليزية والصينية والتبتية) تبث معلومات عن الأماكن التي نمر بها. ممر جبل تانغقولا هو أعلى نقطة عن مستوى سطح البحر نمر بها. نحن على ارتفاع أكثر من 5000 متر! أجمل المشاهد النهارية التي عبرنا بها بحيرة تشينغهاي وهي أكبر بحيرة ماء مالح قارية في الصين، ومعنى تشينغهاي في اللغة التبتية هو البحر الأزرق. بها خمس جزر، منها جزيرة الطيور، ومساحتها 110 أمتار مربعة، وصارت الآن شبه جزيرة بسبب قلة مياه البحيرة، ويعيش فيها آلاف من النوارس والإوز العراقي والكركي. كنا في يونيو؛ أفضل موسم للطيور فيها. والمحطة الأهم بعد بحيرة  تشينغهاي كانت قرمو(قرمو في اللغة المنغولية المكان الذي به الأنهار بكثافة)، يسير القطار على أطراف بحيرة قرمو في صحراء غوبي الحارة الجافة التي كانت بحيرة جف ملحها وتشكلت طبقة صلبة بيضاء عمقها بين ثلاثة وأربعة أمتار فوق البحيرة، يمكن أن تسير عليها السيارات والقطارات، وقد بنيت فوقها سكة حديد تشينغهاي ـ التبت.

بنت صغيرة وجبل أخضر

سنمر بمنطقة كهكهشيلي (معنى كهكهشيلي في اللغة المنغولية البنت الصغيرة الجميلة أو الجبل الأخضر)، وهي محمية مساحتها 250 ألف كيلومتر مربع، تعد ثالث أكبر مكان عالمي طبيعي يحتفظ بحالته الفطرية.  بالمحمية  16 نوعا من الحيوانات الثديية، و30 نوعا من الطيور، قبل أن نصل إلى محطة نهر تشومار للقطارات المصممة على شكل الغزال التبتي، ويوجد على رصيف المحطة تمثال منحوت للغزال التبتي. ويعد هذا المكان خطا رئيسيا لعبور الغزال التبتي. وأخيرا نعبر نهر توهتوه، النبع الرئيسي لنهر اليانغتسي، أكبر نهر في الصين، ثالث أكبر نهر في العالم، لندخل منطقة التبت الذاتية الحكم، عبر مروج تشيانغتانغ في الشمال.

منازل لاسا

وصلنا إلى لاسا، لا أعرف كم ساعة نمت في اليومين السابقين. تداخلت المشاهد، وامتلأت الصفحات بالملاحظات. نحن في عاصمة منطقة التبت لاسا، وهي مدينة عمرها 1300 عام، وترتفع 3650 مترا عن مستوى سطح البحر. قرأت أنها المركز السياسي والاقتصادي والثقافي والديني للتبت، ففيها معبد داتشاو أهم المزارات السياحية، وقصر بوتالا وهو مقر إقامة وممارسة الشئون الإدارية والسياسية والدينية للأجيال المختلفة من الدالاي لاما.

حارات عند سقف العالم

كان القصر في الليل مثل بطاقة بريدية معلقة من السماء إذ يجسد الإنجاز الفني الرفيع لأبناء التبت في العصور القديمة في مجالات البناء والرسم والنحت وفنون الأنواع الخاصة. نزلنا بفندق جيرو بشارع بكين دونغلو واستمتعنا خلال إقامتنا به بوجبات مطعم فنغنيوي. المطاعم هنا التي تقدم المأكولات الصينية تقع بالضاحية الغربية في مدينة لاسا، وتقدم أطباق مطبخ سيتشوان رئيسيا، وفي نفس الوقت تقدم أطباقا محلية للمطابخ المختلفة، ويقدم مقهى باكوخ على حافة ساحة معبد داتشاو ومقهى جيماآمي في شارع باجياو مشروبات وأطباقا غربية، وفي كل منهما مقهى إنترنت.

صغيرات بالزي التقليدي

البداية مع يعقوب الكشميري

في المرة السابقة التي زرت فيها الصين، لم أرد أن أدخل بصفتي الرسمية كصحفي وكاتب، فقد علمتني التجارب لأصدقاء لي أن هذه الصفة تمنعك من الاكتشاف. وما بالك وأنت تريد اكتشاف أحوال مسلمي التبت؟ فالتبت لدى الجميع بوذا والدلاي لاما والثلوج والمعابد والقمع الصيني ضد ثورات القلاقل. قبل نحو مائة عام سافر الأمير المصري يوسف كمال إلى الهند والصين، وكتب (سياحتي في بلاد التيبت الغربية وكشمير، 1917)، وقد عانى في الحصول على رخصة للصيد. كان يريد قنص الغزلان والحيوانات البرية. لا أعتقد أنه لو عاد معي كان سيستطيع ذلك، فهي إما في البراري، أو محمية بالقانون!

الوضوء

يوجد اليوم بالتبت آلاف المسلمين كما توجد مساجد في مدينة لاسا وغيرها من مدن المنطقة. دخل الإسلام التبت قبل أكثر من 300 سنة. وتروى حكاية عن كشميري ـ كشمير متاخمة للتبت ـ اسمه برّ يعقوب قدم إلى التبت في أواسط القرن السابع عشر، فقرَّبه الدالاي لاما الخامس، لوسانغ جاتسور. ذات يوم، كان الدالاي لاما يودع يعقوب قبيل رحلة خروج للدعوة إلى الإسلام، وتأثر الزعيم البوذي بروح هذا الرجل وإخلاصه، فأصدر أمرا برمي السهام في منطقة جسر لودو بمدينة لاسا، ووهب لذلك الداعي المسلم قطعة الأرض التي سقطت بها  السهام لتصبح مكانا لإقامة ومسجد مسلمي لاسا.

أربعة آلاف مسلم في العاصمة

يقيم في لاسا أربعة آلاف مسلم منهم المسلمون المنتمين لأقاليم داخلية بالصين، ويسمون بالمسلمين التبتيين، ويقيم معظمهم بحي خبالين بالمدينة. كما أن منهم قسمًا آخر ترجع أصولهم إلى نيبال وبوتان وكشمير وغيرها ويسكنون ـ معظظمهم ـ في شارع راوساي، جنوبي معبد داتشاو. في التبت ستة مساجد، منها أربعة في لاسا وواحد في شيكاتسي وواحد في تشانغدو.

مسجد لاسا الكبير

مسجد لاسا الكبير بالتبت

أكبر مساجد التبت هو مسجد لاسا (يسمى أيضا مسجد خبالين)، بشارع يانخه،  وقد بدأ بناؤه سنة 1716م وأعيد بناؤه وتوسعته سنة 1793م، وأجريت عليه عمليات ترميم متعددة. أحرق هذا المسجد في سنة 1959، عندما وقع التمرد المسلح في التبت، ودمِّر تمامًا وفنبت وثائقه. ثم أعيد بناؤه، وفيه يقيم مسلمو لاسا  صلاة الجمعة والعيدين والمناسبات الكبيرة في هذا المسجد. تعلو بوابة جامع لاسا لوحة مكتوب عليها (مسجد لاسا الكبير بالتبت) باللغات العربية والتبتية والصينية. ويضم فناء المسجد ثلاثة صفوف من الغرف، ويتكون المصلى من قاعتين، داخلية وخارجية. على العتبة العليا لباب القاعة الداخلية، لافتة تقدير مهداة للمسجد من الحكومية المركزية الصينية، بمناسبة مرور 25 سنة على تحرير التبت. كانت قاعة الصلاة في المسجد قبل احتراقه مبنية بالحجارة والخشب، ومستطيلة الشكل، مساحتها 275 مترا مربعا وبها صفان من الأعمدة الخشبية، كل صف خمسة أعمدة. وكانت الأعمدة والحوائط مزخرفة بنقوش تبتية جميلة. وبها ركن للنساء محجوب بستارة من القماش الرقيق. وكان يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد نحو 400 فرد. على يسار قاعة الصلاة كانت هناك مئذنة مبنية بالحجر ترتفع 4ر13 مترا، ثمانية الزوايا، ومكونة من ثلاثة طوابق لكل منها رواق.

 أما مسجد لاسا الصغير، فييسمى أيضا بالمسجد النيبالي الصغير، ويقع في شارع روساي في جنوب شرقي معبد داتشاو. بني مسجد لاسا الصغير في عشرينات القرن الماضي بتبرعات من مسلمي لاسا القدامى والجدد القادمين من كشمير وبوتان ونيبال، وتم تجديده سنة 1999، وهو يغطي 500 متر مربع وله قبة ومئذنتان. وقاعة الصلاة به طابقان وفي سقفها ثريا جميلة وأرضيتها مفروشة بسجاجيد حمراء وبسط تبتية. في ضاحية لاسا الغربية مكان يسميه أبناء لاسا حديقة المسلمين، حيث يوجد مسجدان ومقابر للمسلمين. بوابة الحديقة، التي تبلغ مساحتها 65 ألف متر مربع، على شكل مئذنة. ويحمل الجزء الأسفل من البوابة عبارة باللغتين التبتية والأوردية هي: مسجدان ومقبرة. في هذه الحديقة توجد مدافن المسلمين من سكان شارع راوساي، وكان يلتقي فيها المسلمون القادمون من نيبال وبوتان وكشمير لأداء الصلاة وفي المناسبات المختلفة.

نافذة بديعة

هناك مسلمون في مدن أخرى بالتبت، وخاصة بمدينة تشانغدو، في الشرق، عند ملتقى رافدي تشانسوي وآنغتشسيوي لنهر لانتسانغ، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 20 ألف نسمة. وعدد المسلمين بها ليس كبيرا، كما يوجد في مدينة شيكاتسي ثلاثة مساجد، أحدثها بني بتمويل من الحكومة وتبرعات المسلمين. دخل الإسلام تشانغدو، خلال أوائل فترة أسرة تشينغ (1644 – 1911)، مع التجار المسلمين القادمين إلى التبت من قانسو وتشينغهاي. ويوجد في مدينة تشانغدو حاليا 20 أسرة تنتمي لقومية هوي المسلمة، إلى جانب حوالي 200 من المسلمين الغرباء الذين يزاولون التجارة فيها. تبلغ المساحة الإجمالية لمسجد تشانغدو حوالي 1500 متر مربع ومساحتة الإنشائية 54 مترا مربعا، وقاعة الصلاة به تتسع لما يقرب من 100 مصل. على بوابة المسجد لافتة، مكتوبة بماء الذهب، تعظم الإسلام وأمام قاعة الصلاة شجرة عمرها نحو مائة سنة، تشكل مع البوابة الحمراء لقاعة الصلاة منظرا رائعا، ويبلغ عدد المسلمين في التبت حاليا أكثر من 7 آلاف. رأيت كيف يتم تسخين ماء الوضوء بإيقاد النار على خزانات المياه. كان المصلون من كل الأعمار. قبل أن نغادر، بالقطار، بقي أن أخبركم أن مهندس أعلى خط سكة حديد في العالم هو مهندس صيني مسلم، اسمه ما وي. ويعمل ما وي، ابن قومية هوي المسلمة، نائب المدير العام والباحث والمشرف على رسائل الدكتوراه بمركز بحوث التربة المتجمدة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الصينية، ومدير المختبر الرئيسي لعلوم التربة المتجمدة على مستوى الدولة، وكبير مهندسي مشروع بناء خط سكة حديد تشينغهاى ـ التبت.

محطة القطار في لاسا

مهندس مسلم للخط الحديدي

لقد حل ما وي مشكلات إقامة ذلك الخط الحديدي وهي التربة الجليدية المزمنة ونقص الأكسيجين والبيئة الأيكولوجية الضعيفة بعد أن توقف العمل مرتين في بناء هذه السكة الحديد عام 1958، فقد عارض العلماء الذين أجزمو باستحالة إنشاء خط سكة حديد يمر بجبل تانغقولا في الهضبة، وأنه على الصينيين أن ينتظروا مائة سنة، حتى يجدوا حلا لمشكلة التربة المتجمدة. كان طول خط قرمو إلى التبت 1118 كيلومترا، منها 632 كيلومترا في المناطق المتجمدة، و965 كيلومترا بمناطق يتجاوز ارتفاعها 4000 متر عن مستوى سطح البحر. كان الحل هو حماية أرصفة الطريق، وجوهر حماية الأرصفة هو منع ذوبان التربة المتجمدة في الصيف.

عمارة لاسا

كان حل حماية الأرصفة بسيطا في نظر العالم، فقد كانت الطريقة القديمة هي تبريد الأرصفة، شأنها شأن حماية الآيس كريم من الذوبان، هذه الطريقة معقولة في تأجيل الذوبان للتربة المتجمدة فقط لكنها لا تمنع الذوبان. وقد وجد ما وي طريقة جديدة على ثلاثة وسائط لتكييف درجة حرارة التربة تحت الأرض وفوقها هي الإشعاع المكيف والحمل الحراري ونظام التوصيل، وذلك من خلال بناء أرصفة السكة بستة هياكل هي هيكل الأرصفة بالأحجار الكبيرة، والهيكل بالأحجار الصغيرة، وهيكل حماية الأرصفة من الانهيار وهيكل عازل للحرارة بتهوية وهيكل لوحات حاجبة للشمس وقضبان توصيل الحرارة. فمنع ذوبان التربة المتجمدة في الصيف. لقد حقق ما وي وزملاؤه اختراقا جديدا في الصين للتغلب على هضبة التبت. وبفضل مساهماتهم العلمية، تم بناء خط السكة الحديد بالكامل، فكان ذلك ردا على ما قاله العلماء الأجانب بأنه على الصين أن تنتظر مائة سنة لبناء السكة الحديد في هضبة التبت.

عابد في الطريق

جنة البشر

في الطريق إلى المعابد التبتية، التي قد نعود للحديث عنها في رحلة أخرى، كان العبَّاد البوذيون يصلون بطريقة فريدة على الطريق. كلنو يضعون مقابض حافظ لأكف أيديهم وهم يهبطون بجسدهم ويتدحرجون للأمام. إنهم يصلون حتى يصلوا. يا لها من طقوس. قبل مغادرتي لاسا، كان الزحام في يوم العطلة بالمدينة الكوزموبوليتانية كبيرًا ففيها 64441 سيارة (حسب إحصاء 2009) أي بمتوسط سيارة واحدة لكل أربعة أشخاص.

ملكة جمال التبت

أدار السائق محطة الإذاعة المحلية فغزل الهواء صوت مغنية تبتية جميلة، طلبت من مترجمي أن ينقل لي معناها. قال لي إنها مغنية التبت المشهورة تستن درولما تقول: لجبال الهيمالايا الشامخة سقف، لنهر يالوتسانغبو الطويل منبع، لحياة الشعب التبتي الشاقة حدود، يتحول الشقاء إلى هناء بفضل قيادة الحزب الشيوعي الصيني. قال لي المترجم، إن أردت أن توثق رحلتك فسأشتري لك أسطوانة الطريق السماوي للمطرب التبتي باسانغ. سألته، وماذا يقول في تلك الأغنية؟ رد ما معناه: واقفا على الجبال الشاهقة، أشاهد سكة الحديد المؤدية إلى مسقط رأسي. مثل تنين عملاق يجتاز الجبال المرتفعة ويأتي بالسلامة والسعادة للهضبة. إنه طريق ساحر يقود إلى جنة البشر.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات