الأسد و(داعش) يهزان أرجوحة الموت في سورية

09:17 مساءً الثلاثاء 7 يناير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ضاع الصوت والصدى وسط أطلال ما كانت سوقا دبت بها الحياة يومًا في دير الزور، شمال سورية (المصدر: صفحة الشاعر نوري الجراح)

الاقتتال المحتدم بين الجيش الحر وجبهة النصرة ، وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) ، في معظم المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري ، تصب في مصلحة النظام السوري أولا ، ويعمل على تقصير عمر هذه المجموعات المسلحة ويفضح ممارساتها العنيفة ضد الشعب السوري.

في بلدٍ تتساقط على أهله براميل البارود، تحمل مناجل الموت، ولا تميز بين ضحاياها، يتناقل اللاعبون بالأجهزة الحاسوبية صورا لرعاة الإسلام يطبقون عقوبة الجلد على تاركي صلاة الجمعة، يصيح صوت راعي الدين وهو يأمر زميله بالبدء في تنفيذ العقوبة:
“هذا عقاب من يفضل التجارة على صلاة الجمعة”
يميل الجلاد على الضحية ويرفع عن ظهرها قميصه الداخلي ويبدأ في الجلد والعيون في الشارع الحلبي تراقب المشهد، وكأنه كابوس بلا نهاية.

فوطة دمشق، صبي يجر غصنا للتدفئة (مصدر الصورة: صفحة الشاعر نوري الجراح)

ينتقد المحللون والخبراء السوريون الادعاءات التي تطلق بأن تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) من صنيعة النظام في سوريا ، مؤكدين أن هذا التنظيم نشأ في العراق أثناء وجود القوات الأمريكية في بغداد ، لافتين أيضا إلى أن تنظيم ( داعش ) من أشد التنظيمات الاسلامية التي قاتلت الجيش السوري في عدد من المحافظات السورية .

وكان ” جيش المجاهدين ” الذي تشكل قبل يومين من عدد من التنظيمات المسلحة في غرب حلب ( شمال سوريا)، أول من بادر إلى خوض معركة مع مقاتلي ( داعش ) بعد اقتحامهم مدينة “الاتارب” آخر خطوط الإمداد بين معبر “باب الهوى” قرب حدود تركيا و”حلب”.
كما انضم إلى الصراع ضد ( داعش )، تنظيم جديد اسمه “جبهة ثوار سوريا ” الذي تشكل برئاسة جمال معروف من 14 فصيلا مسلحا في شمال غربي البلاد.
ويذكر أن تجمعا شبيها بـ “جيش المجاهدين ” تشكل في ريف اللاذقية غرب البلاد، أطلق عليه “حركة شباب اللاذقية الأحرار ” ضم كتائب وفصائل عسكرية في اللاذقية وذلك بهدف ” محاربة تنظيم “داعش” الذي عاث فسادا في سوريا “. وتم الإتفاق على تشكيله لـ “استكمال الخطوة التى بدأها جيش المجاهدين في الشمال ” بحسب ما تناقلته وسائل الاعلام عن مواقع تابعة للمعارضة المسلحة .
ومن جانبه أفاد ” المرصد السوري لحقوق الإنسان ” أن 36 عنصرا من ( داعش ) و17 من الكتائب الأخرى بينهم خمسة من جبهة “النصرة” قتلوا خلال الاشتباكات التي اندلعت شرارتها من مدينة “الاتارب” لتتسع إلى مناطق آخرى في ريفي “حلب” و”أدلب”.
وفيما اطبقت “الجبهة الاسلامية ” وهي فصائل من “جبهة النصرة” مع “الجيش الحر” الحصار على المقر العسكري لـ ( داعش ) في بلدة “الدانا” في ريف “أدلب” .
يؤكد الباحث والكاتب السوري حسام شعيب أن الاقتتال الدائر بين المجموعات المسلحة في المناطق الشمالية السورية يخدم مشروع الدولة السورية ( النظام ) ، مبينا أن هذا الأمر ساهم في الاسراع عن كشف الدول التي كانت تمول وتساند تلك المجموعات المسلحة .
 شعيب ، الباحث متخصص في الدراسات الإسلامية يصرح لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق اليوم إن ” الاقتتال الحاصل بين المجموعات المسلحة الاسلامية المتشددة أو العلمانية يخدم بالدرجة الأولى مشروع الدولة السورية في محاربة الإرهاب والإرهابيين ، ويكشف الملفات الأمنية والاستخباراتية المرتبطة بهذه المجموعات المسلحة ، ويكشف التنسيق بين قيادات هذه المجموعات وبين الجهات المشغلة لها”.
وقال شعيب ” هذا الكشف للحقائق يؤكد النظرية التي كانت الحكومة السورية تقولها بأنها تتعرض لمؤامرة تستهدف الدولة “، معتبرا أن الصراع فيما بين المجموعات المسلحة يسبق انعقاد مؤتمر “جنيف 2 ” لأن ثمة شروط أمريكية طالبت “جبهة النصرة” بقتال تنظيم “داعش” في حال أرادت أن تمثل نفسها في المؤتمر .

رضيع دوما، من آثار الموت اليوم (مصدر الصورة: صفحة الشاعر نوري الجراح)

الصور أسرع من صوت الموت، الأطفال الموتى يهددون مستقبل الحياة، المخيمات المخصصة للنازحين تقاوم الشتاء والألم، ودول كانت تقول إنها تساعد الشعب السوري بات يهمها أنها نجحت ، وحسب، في القضاء على الكيماوي السوري!
وتشيد الصين بشدة بالمساعدات التى قدمتها قبرص إلى فرقاطة صينية سوف تساعد فى مرافقة السفن التى تحمل مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية إلى خارج البلاد، وفقا لما صرحت متحدثة باسم الوزارة اليوم (الإثنين).
وكانت الفرقاطة يانتشنغ قد وصلت الى ميناء ليماسول فى جنوب قبرص يوم السبت وكان فى استقبالها السفير الصينى الى قبرص ليو شن شنغ ووزير الدفاع القبرصى فوتيس فوتيو وبعض الصينيين فى قبرص.
وقالت المتحدثة هوا تشون ينغ خلال مؤتمر صحفى “ان الجانب القبرصى قدم مساعدات وتسهيلات الى الفرقاطة فى الرسو والإمدادات اللوجستية”.
وأضافت هوا “إن الصين أشادت بقوة بالمساعدات التى لا تظهر فقط الصداقة بين الصين وقبرص ولكن تظهر أيضا دعم الجانب القبرصى للمهمة الأمنية الدولية”.
وقالت “إننا نعتقد أن المهمة الخاصة بنقل الأسلحة الكيميائية السورية والتخلص منها سوف تجرى بسلاسة وبأمان بالجهود المشتركة للمجتمع الدولى”.
وسوف تنقل الأسلحة الكيميائية الى خارج سوريا وتسلم الى سفينة امريكية لتدميرها، بما يتماشى مع القرار الصادر عن منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية السورية وقرار مجلس الامن الدولى رقم 2118 فى سبتمبر 2013.
مما يذكر ان سفنا من الصين وروسيا والدنمارك والنرويج سوف ترافق عملية نقل الأسلحة الكيميائية.
ويشار إلى أن بعض الفصائل المسلحة التي تقاتل في الداخل السوري ، طالبت بأن تمثل في مؤتمر “جنيف2” كطرف إلى جانب القوى السياسية المعارضة في الخارج ، عبر لقاءات جرت مع بعض المسؤولين الأمريكيين ، الأمر الذي انتقدته دمشق رسميا واعتبرته دعما واضحا من قبل الولايات المتحدة الامريكية للارهاب في سوريا ، وإنها لن ولم تجلس مع إرهابيين في مؤتمر “جنيف 2”.
وبدوره أتفق المحلل السياسي حميدي العبد الله مع الكاتب حسام شعيب، مؤكدا أن الصراع الحالي بين كتائب وفصائل المجموعات المسلحة يصب بنتائجه المباشرة في مصلحة الشعب السوري أولا ، والدولة السورية .
وقال المحلل السياسي العبد الله في تصريحات مماثلة بدمشق إن ” الاقتتال الدائر حاليا بين التنظيمات المسلحة يصب بنتائجه المباشرة في مصلحة الشعب السوري ” ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الشعب السوري متضرر من هذا الاقتتال كونه يجري على الأرض السورية ، ويدمر البنى التحتية ، ولكن هذا من شأنه أن يقصر من عمر هذه المجموعات ويفضح ممارساتها التي كانت تسوق كبديل منشود للنظام .
وانتقد المحلل السياسي الشائعات التي تطلق من قبل بعض التنظيمات المسلحة بأن تنظيم “داعش” من صنع النظام في سوريا ، مؤكدا أن أشد العمليات خطورة نفذت ضد الجيش السوري كانت من قبل تنظيم “داعش” ، لافتا إلى أن تنظيم “داعش” نشأ في العراق ولم تكن المخابرات السورية هناك ، معتبرا أن مثل هذا الكلام ” يثير الضحك ” ، مشيرا إلى أن سلوك “داعش” حاليا يخدم النظام .
ومن جانبه قال منذر خدام الناطق الإعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل السوري لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق إن ” المستفيد الأول من هذا الاقتتال ، هو النظام سواء من الناحية السياسية أو من الناحية العسكرية”.
واعتبر أن الصراع الجاري حاليا متوقع وحتى لو حسم الجيش الحر المعركة ضد “داعش” سوف ينتقل الصراع إلى غيرها ، مؤكدا أنه ” من المستحيل توحيد المعارضة المسلحة تحت أي مسمى كان ” ، نافيا في الوقت ذاته وجود أية علاقة مباشرة بين ما يجري حاليا في العراق وما يجري داخل سوريا من اقتتال بين التنظيمات المسلحة التي تتبع تنظيم القاعدة .

هل سيستيقظ الضمير الإنساني قريبًا؟ (مصدر الصورة: صفحة الشاعر نوري الجراح)

اتسعت رقعة الانتفاضة ، العسكرية والمدنية، في شمال سوريا وشمالها الغربي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام ” (داعش) وسط حصول انهيارات في معنويات مقاتلي (داعش ) مترافقة مع حالات انتقام بقتل سجناء وتشويه جثثهم وارسال تعزيزات من مقراتها في شرق البلاد لوقف التدهور في شمال حلب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات