حقيبة الأمن تقوض تشكيل الحكومة التونسية الجديدة ومهدي جمعة يصرح بأن حياته مهددة مثل آخرين

07:45 صباحًا الأحد 26 يناير 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بعد إنتظار طويل من كافة وسائل الإعلام خرج علينا مهدي جمعة رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة التونسية بعد إستقالة حكومة ” علي العريض ” في 9 يناير ” جانفي ” 2014 في الثانية عشرة و عشرين دقيقة بعد منتصف الليل بصحبة الرئيس التونسي معلنا فشل الإتفاق حول تشكيل الحكومة بسبب الخلاف حول الحقيبة الأمنية ؛ لكنه قال أن الرئيس ” المنصف المرزوقي ” قد يكلفه مرة ثانية بتشكيل الحكومة أو يكلف غيره .. و أضاف أن تشكيل حكومته قد أكتمل و كان جاهزا للعرض على الرئيس ثم المجلس الوطني التأسيسي لصياغة الدستور للموافقة عليه لكن الخلاف حول الحقيبة الأمنية هو الذي كان العائق ؛ و في تصريح خطير لرئيس الوزراء المكلف قال أن حياته معرضة للخطر مثل غيره .. فهل يعني تصريحه أنه تعرض لتهديد ما؟ ..

وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو

من المعروف أن “حزب حركة النهضة” صاحب الأكثرية والكتلة الأقوى في الترويكا الحاكمة قد تمسك بالإبقاء على وزير الداخلية ” لطفي بن جدو ” في منصبه فيما رفضت المعارضة و بقية الرباعي الذي شارك في الحوار الوطني بقاء أي وزير كان مشاركا في الحكومة السابقة التي ترأسها ” علي العريض ” بإستثناء ” مهدي جمعة ” رئيس الوزراء المكلف بطبيعة الحال ..

– و قد تردد في الآونة الأخيرة في أوساط أن بقاء ” بن جدو ” في منصب وزير الداخلية في الحكومة  التي ستشرف على إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد يمثل إخلالا بنزاهة و حياد العملية الإنتخابية؛ و قد ذهبت بعض الأراء إلى أن بقاء ” لطفي بن جدو ” في منصبه يضمن لحركة النهضة بقاء ملفات لا تريد الحركة لها أن تفتح قبل الإستحقاق الإنتخابي المقبل حيث أن بقاءها مغلقة يضمن للحركة عدم إزدياد سخط الرأي العام أو تأليبه ضدها .. – و يمكن القول أن ” حزب حركة النهضة ” قد ربح جولة جديدة في صراعه مع المعارضة بإستمرار الحكومة المستقيلة التي يرأسها ” علي العريض ” القيادي بحركة النهضة فترة أضافية في الحكم في هذا الوقت الحساس و الحرج سياسيا حتى تشكيل حكومة جديدة ؛ و قد تطول هذه الفترة إذا تم تكليف رئيس وزراء جديد بديلا عن ” مهدي جمعة ” حيث سيتطلب الإتفاق عليه توافقا بين قوى المعارضة و الرباعي الراعي للحوار الوطني وكافة القوى المؤثرة في الساحة و هو ما يصب في مصلحة ” حزب حركة النهضة ” و شركائه في الترويكا الحاكمة على الأقل من ناحية ترتيب أوراقهم الإنتخابية و معالجة أي مساس لحق بشعبيتهم .. ؛ لكن يجب أن لا ننسى أن السحر قد ينقلب على الساحر من قبل الشارع الذي أصبح غاضبا على كافة الأطراف السياسية في الترويكا الحاكمة و المعارضة معا خاصة في ظل تدهور الوضع الإقتصادي و تراجع القدرة الشرائية للمواطن .. ؛ و يمكننا تلخيص الوضع التونسي في شارع يزداد سخونة و قوى سياسية تفتقد إلى الحصافة المطلوبة أو تلعب بالنار أو كليهما معا ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات