مؤيدو حمدين يمتنعون

07:14 مساءً الأحد 26 يناير 2014
مصطفى شحاته

مصطفى شحاته

صحفى مصري، يعمل سكرتيراً لتحرير جريدة "التحرير"، مصر.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حمدين صباحي

هناك هجوم عشوائى على حمدين صباحى لا يستند إلى شىء سوى الحماقة، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والمرشح اللى «بيشاور نفسه حاليًّا»، الهجوم يأتى من منصات إعلامية عفنة وليست لها قيمة، وهى بالفعل لا تقلل من شعبية حمدين صباحى، فوجوهها معروفة من قبل كما هو حمدين معروف مَن هو أيضًا.. وهذا كلام آخر.

فى انتخابات الرئاسة 2012، قلت إن حمدين صباحى لن ينافس بالقوة التى تجعله يفوز، بينما اعتبر آخرون أنه الحصان الأسود الرابح فى هذه الانتخابات، ويا سبحان الله، ربح المركز الثالث! وهذه هى المنافسة فى مصر! والآن ومنذ أيام قال حمدين للإعلامى عمرو عبد الحميد، فى برنامجه على قناة «الحياة»، إنه سيترشّح للرئاسة بشرط التوافق عليه من قبل شباب الثورة، ثم أعقب ذلك بقوله «إذا توافق شباب الثورة على أى شخص غيرى فسأدعمه»، ليعود ويقول مرة أخرى إنه أبلغ الفريق السيسى أنه سيترشح للرئاسة سواء ترشّح الفريق أم لم يترشّح!»، لسه كمان، دا قال «أبلغت الفريق السيسى بأنه لو ترشّح للرئاسة سأدعمه، ولكن أبلغته أيضًا بأننى سأترشّح للرئاسة ومستمر فى حملتى الانتخابية، حتى يتّخذ قراره النهائى، وأتمنى من الله أن يهديه ويختار القرار الصواب».. كل دا فى لقاء واحد! لم يعد حمدين هو نفس الشخص الذى أيَّدناه فى انتخابات الرئاسة 2012، فقوله «لو ترشّح السيسى فى انتخابات الرئاسة سأدعمه» (قال ذلك أكثر من مرة) غريب من رجل سياسى متمرّس، لا يمكن لمن يريد الفوز فى الانتخابات أن يقول ذلك عن منافسه، حتى لو كان يعرف هذا حقيقة، فإذا كنت أنت يا عم حمدين ستدعم السيسى للرئاسة، فماذا تريد منا أن نفعل؟! تصريح مثل هذا يقلّل من كون حمدين مرشحًا، وهو هنا يشبه كثيرًا -رغم الفارق الكبير أيضًا- أحمد الصباحى الذى ترشّح للرئاسة فى انتخابات 2005 ثم خرج من لجنة الانتخابات، ليؤكد أنه انتخب مبارك! فهل ندعم نحن حمدين صباحى لكى يدعم هو الفريق السيسى؟ دى مصيبة إيه دى يا جدعان!

الفريق أول عبد الفتاح السيسي

سؤال واجب طرحه: أين حمدين صباحى منذ الثلاثين من يونيو؟ وإجابتى: إنه ليس موجودًا بهذا الشكل والقدر الذى يتساوى مع رجل يريد كرسى الرئاسة، حمدين ظهر فقط لأكثر من مرة على الفضائيات، وفى لقاءات قليلة أخرى، لكنها ليست بالقدر الذى كان عليه قبل رحيل الإخوان، ستقول إن الظرف السياسى تغيّر، وأنا أقول لك إن الظرف السياسى الآن وخلال الأشهر الستة الماضية كان يحتاج إلى لفّ مصر كلها خصوصًا وقت إرهاب الإخوان، وحصد أصواتها فى الانتخابات عند الترشح.. وحمدين فعل ذلك من قبل، بل إنه يلعب على نفس الشريحة العمرية والثقافية التى يخاطبها السيسى، والهوى الناصرى موجود أيضًا لدى الاثنين (فى رأيى مَن سيأتى فى 2014 ليحكمنا بعقلية عبد الناصر فليذهب لبيتهم أفضل.. خلّيها بيتهم)، أما إن كان حمدين يفكّر مثلًا فى أنه سيقوم بالجولات وقت الدعاية الانتخابية، فهو بالنسبة إلىّ كمَن يذاكر ليلة الامتحان أو كما يقولون فى الصعيد (إيش يعمل «العَلِيق» ليلة الغارة).

مثل القوى السياسية فى مصر بعد 30 يونيو، فعل حمدين، لم يستغل هذا الرضا الشعبى الذى أظنّه كان كبيرًا عقب رحيل الإخوان، وها هى لا تجد أمامها سوى دعم الفريق السيسى فى ترشّحه للرئاسة.. وحمدين أيضًا سيفعل ذلك، خصوصًا أن موقفه متأرجح ما بين الترشّح ودعم الفريق.

«الرئاسة مش بالنيّات والله».. فماذا فعل حمدين مثلًا بعد انكشاف الرجل «الطَّرِى» عبد المنعم أبو الفتوح؟ وماذا رأيتم منه كناخبين خلال فترة ما بعد رحيل محمد مرسى، هو لاعب ترك منافسه يحرز أهدافًا فى مرماه وجلس فى المدرجات مستمتعًا بقدرة هذا المنافس على التهديف بهذه السرعة وهذه الطريقة.

قد يقول آخرون إنه مهما حدث سيفوز السيسى فى الانتخابات وأنا أؤيد ذلك، لكن أيضًا صورة الانتخابات كانت ستتغيّر كثيرًا لو أن حمدين ظل يدعم نفسه، وإلا سيصبح مرشحًا يريد أن يفوز فقط.. بَلَا منافسة بَلَا يحزنون.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات