مصر تحتفل بعيد الربيع الصيني

07:09 مساءً الأربعاء 12 فبراير 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الغردقة، مصر : أعرب وزير السياحة المصري هشام زعزوع عن أمله في زيادة عدد السائحين الصينيين إلى بلاده، وذلك خلال مشاركته 350 ضيفا صينيا احتفالهم بعيد الربيع الصيني في مدينة الغردقة، المقصد السياحي الشهير الواقع على ساحل البحر الأحمر.

وكان زعزوع وسفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه قد توجها من القاهرة إلى الغردقة لاستقبال السائحين الصينيين إلى جانب محافظ البحر الأحمر أحمد عبد الله، وشاركوا السائحين مشاهدة عرض صوت وضوء يجسد نماذج مصغرة من آثار مصرية شهرية إضافة إلى رقصات مصرية وصينية.

وقال زعزوع “أتى 3 آلاف سائح صيني إلى مصر منذ 30 يناير (2014)، ونأمل رؤية عدد أكبر بكثير في المستقبل”، مضيفا أن بلده يقدر الجهود التي تبذلها السفارة الصينية للترويج للسياحة في مصر من خلال الجهود المشتركة مع وزارته.

ومن جانبه، قال السفير سونغ إنه يتوقع أن يحمل السائحون الصينيون تجاربهم الإيجابية إلى الصين لدى عودتهم، واصفا مصر بـ”مقصد سياحي فاتن”.

وخلال الاحتفالات بعيد الربيع الصيني في القاهرة، بمشاركة جميع الصينيين في مصر. وباعتباره واحدا من أطول العطلات في الصين، يمثل عيد الربيع، الذي يمتد على مدار 7 أيام، فرصة جيدة للصينيين للسفر إلى الخارج.

شهدت مصر تراجعا شديدا في السياحة بسبب الاضطرابات على مدار 3 أعوام . ودفعت الاضطرابات كثيرا من الدول، بما فيها الصين، إلى حظر سفر مواطنيها إلى مصر حرصا على سلامتهم. ورفعت الصين الحظر في سبتمبر 2013.

وفي هذا الصدد قال سائح من بكين يدعى تسوي تشيان، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) إنه اتخذ قرار السفر إلى مصر رغم قلق أقاربه وأصدقائه بشأن الوضع الأمني في البلد العربي.

وأضاف تسوي قائلا “ليس لأمر كما تخيلوا. إن الوضع آمن هنا في مصر”، وأظهر صورا له حول ميدان التحرير، وهو مكان غالبا يستخدم للتظاهرات والاحتجاجات، وكان بؤرة رئيسية للاشتباكات عام 2011.

وتعد السياحة أحد مصادر الدخل الوطني الرئيسية بالنسبة لمصر، ويعمل قرابة 4 ملايين مصري في قطاع السياحة. وفي عام 2010 حققت السياحة للبلاد نحو 13 مليار دولار أمريكي مع زيارة أكثر من 14.7 مليون سائح.

ولكن منذ الاضطراب السياسي الذي أعقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، تقلص عدد السائحين إلى 9.8 مليون. وارتفع العدد إلى 11.5 مليون عام 2012 بعد انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكنه تراجع مجددا إلى 9.5 مليون عام 2013 بعد عزل مرسي.

فيما يلي مقالة خاصة لعماد الأزرق (شينخوا) بعنوان: “سلام من مصر” احتفالية صينية للترويج السياحي لمصر:
وسط أجواء تاريخية ، نظمت سفارة الصين بالقاهرة احتفالية كبرى بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة المصريتين تحت عنوان “سلام من مصر” للاحتفال بأعياد الربيع وبداية “عام الحصان” الصيني ، ما شكل مناسبة للترويج للسياحة في مصر والتأكيد على عودة الأمن والاستقرار لهذا البلد.

واقيمت الاحتفالية بقلعة صلاح الدين الايوبي التاريخية بضاحية المقطم شرق القاهرة ، بمشاركة أكثر من 300 شخصية مصرية وصينية وأجنبية من دبلوماسيين وسياسيين ورجال أعمال وسياحة ومثقفين وفنانين.

وازدان مسرح محكى القلعة المكشوف الذي اقيمت عليه الاحتفالية بالفوانيس والأعلام والعرائس الصينية، لاستقبال الضيوف على نغمات الطبل البلدي المصري.

وشهدت الاحتفالية فقرات متنوعة تضمنت رقصات شعبية مصرية وصينية بمشاركة فرقتي دار الأوبرا المصرية ، وفرقة باليه القاهرة التي قدمت رقصات تعبر عن التراث والثقافة المصرية ، من رقص فرعوني، وصعيدي “التحطيب”، واسكندراني على موسيقى حلاوة شمسنا، وفلاحي.

فيما قدمت فرقة “أو لان تشي” من منطقة منغوليا الداخلية الصينية، رقصات تعبر عن الثقافة الصينية، مثل رقصة التنين، ورقصة الاسد، كما قدمت عددا من الأغاني الشعبية، باستخدام الآلات الموسيقية التراثية.

وأكد سفير الصين بالقاهرة سونغ اى قوه عمق وقوة ومتانة العلاقات المصرية – الصينية،واصفا اياها بالتاريخية، معربا عن أمل الصين في أن تستعيد مصر مكانتها في محيطها العربي والافريقي، وان تتمتع بالأمن والاستقرار.

وقال سونغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاحتفالية هي رسالة للعالم وللمصريين والصينيين ، تؤكد عودة الأمن والاستقرار لمصر، وأنها مؤهلة لاستقبال السياحة والاستثمارات من كل أنحاء العالم.

وشارك بالحفل عدد من الفنانين المصريين من ابرزهم محمود قابيل الذي تولى تقديم فقرات الحفل للجمهور، كما حضر الحفل الفنانون سمير صبري ودرة ، عفاف شعيب، وصفاء جلال، وسامح الصريطي، وابراهيم ابو ذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب وغيرهم من الفنانين.

وأكد محمود قابيل، أن مصر بدأت مرحلة جديدة ومهمة من تاريخها، خاصة بعد أن تمكنت من ازاحة خفافيش الظلام، تمهيدا لاستعادة دورها التاريخي والمحوري في المنطقة بما تمتلكه من تراث ثقافي وتاريخي وحضاري عظيم.

وقال قابيل لـ ((شينخوا)) إن مصر بدأت بالفعل في استعادة الامن والاستقرار وهي تخطو بقوة نحو تنفيذ خارطة الطريق لاقامة دولة القانون والمواطنة، وبذلك فهي مؤهلة لاستعادة المكانة اللائقة بها.

وعبر عن شكره وتقديره للجانب الصيني على مساهمته الايجابية للتأكيد على حالة الاستقرار والأمن التي تعيشها مصر وارسال رسالة جادة بذلك للعالم لجذب السياحة والاستثمارات الصينية خصوصا والعالمية بوجه عام.

وانهت مصر أولى خطوات خارطة الطريق التي اطلقتها في الثالث من يوليو الماضي باقرار الدستور الجديد، وتستعد حاليا للخطوة التالية ممثلة بالانتخابات الرئاسية.

من جانبها ، قالت الدكتورة تشن دونغ يون المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة ” نظمنا هذه الاحتفالية الكبيرة بالتعاون بين السفارة الصينية بالقاهرة ووزارتي السياحة والثقافة المصرية للاحتفال بالعام الجديد (عام الحصان) واعياد الربيع (..)”.

واضافت تشن لـ ((شينخوا)) ، “نريد بهذه الاحتفالية أن نبعث رسالة مفادها أن مصر تحقق استقرارا بارادة قوية، وتسعى بجهود حثيثة لتنمية السياحة، وجذب السياح اليها مرة أخرى، باعتبارها من أهم مزارات العالم، ولهذا جاء عنوان هذه الاحتفالية (سلام من مصر) ليكون تحية سلام وأمان لكل الاصدقاء في الصين والعالم”.

وشددت على أن السياح الصينيين لديهم رغبة شديدة جدا لزيارة مصر، وهم ينتظرون الفرصة للقيام بذلك، مشيرة إلى أنه فور رفع الحظر عن السفر لمصر في ديسمبر الماضي، اتى اليها خلال فترة قصيرة أكثر من ثلاثة الاف سائح صيني.

وتابعت “رغم أن هذا العدد يعتبر غير كبير، ولكنني أعرف أن الكثير من الصينيين ينتظرون الفرصة لزيارة مصر فور اطمئنانهم على الاوضاع فيها”.

واشارت إلى أن الصينيين لديهم شغف كبير بزيارة مصر لمعرفتهم منذ صغرهم بالحضارة المصرية، وخاصة اهرامات الجيزة، والاقصر، لافتة الى ان الكثيرين يرون أن زيارة مصر هي بمثابة حلم لهم ، ويطمحون لتحقيق هذا الحلم سريعا.

وفرضت عدة دول حظرا على السفر الى مصر بعد احداث العنف التي اعقبت عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي لكن كثيرا من هذه الدول رفعت هذا الحظر مؤخرا.

وتعد السياحة أحد مصادر الدخل الوطني الرئيسية بالنسبة لمصر، ويعمل بها قرابة اربعة ملايين مصري ، وفي عام 2010 حققت السياحة للبلاد نحو 13 مليار دولار أمريكي مع زيارة أكثر من 14.7 مليون سائح.

ولكن منذ الاضطراب السياسي الذي أعقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، تقلص عدد السائحين إلى 9.8 مليون وارتفع العدد إلى 11.5 مليون عام 2012 بعد انتخاب الرئيس السابق محمد مرسي، ولكنه تراجع مجددا إلى 9.5 مليون عام 2013 بعد عزله.

وقال الدكتور ناصر عبد العال مستشار وزير السياحة المصري لشؤون اسيا ان السياحة المصرية تأثرت بشكل كبير في سنة 2013، ونحن ننشط حاليا لتعويض هذا التأثر واستعادة الحركة السياحية الوافدة الى مصر، خاصة بعد رفع حظر السفر الصيني لمصر.

وأشار عبدالعال ، لوكالة ((شينخوا)) الى أنه في الاسبوع الأول من شهر فبراير الذي يوافق أجازة رأس السنة الصينية وصل ثلاثة آلاف سائح صيني الى مصر.

وأوضح ان “مشاركتنا في هذه الأعياد تأتي للتأكيد على أن مصر بخير، وان الشعب المصري يعيش حياة طبيعية ، ويحتفل مع اصدقائه من الشعوب الأخرى، ويرحب بهم في اي وقت”.

وأضاف أن هذه الاحتفالات تبعث برسائل طمأنة للسائح الصيني، خاصة عندما يري الصينيون أنفسهم يشهدون بذلك ، وتابع “نأمل أن تنجح خططنا الترويجية في الوصول للمعدلات السياحية في عام 2010 ، وتخطيها”.

ونوه عبدالعال بتقارير منظمة السياحة العالمية التي توقعت ان تصل السياحة الصينية في عام 2020 الى 100 مليون سائح صيني حول العالم، موضحا أن الصينيين العام المقبل سيصلون بالفعل لهذا الرقم.

وتابع “نحن نطمح في الحصول على واحد بالمائة من هذا العدد، أي يكون لدينا سنويا مليون سائح صيني، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكنه يحتاج لمجهودات ضخمة، ليس فقط في مجال الترويج السياحي، ولكن ايضا في مجال الطيران المدني”.

وذكر “نحن لدينا خطا طيران الى بكين وجوانغ دجو وقريبا جدا سيتم فتح خط طيران جديد الى شنغهاي، وعندما يرى الطيران الصيني ان السوق السياحي يفتح باتجاه مصر هو أيضا سيفتح خطوط طيران لمصر”.

وستقام غدا الجمعة احتفالية كبيرة بجزيرة المعادي يشارك بها الصينيون والمصريون من عشاق الثقافة الصينية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات