سلمان الحمود: الكويت جسر مستقبل طريق الحرير

02:17 صباحًا الثلاثاء 4 مارس 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

افتتح بالأمس ملتقى مجلة (العربي) الثالث عشر: الثقافة العربية على طريق الحرير، والذي تستضيفه الكويت، 3 ـ 6 مارس 2014وفي مستهل حفل الافتتاح قال وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ان الكويت تمد يدها دائما للتواصل والحوار وتفتح آفاقا جديدة للفكر والثقافة العربية والعالمية.

الشيخ سلمان الحمود

واضاف الشيخ سلمان الحمود في كلمة ألقاها ممثلا عن سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء في افتتاح ملتقى مجلة العربي الثالث عشر اليوم ان الكويت مؤمنة بأن العلم والمعرفة هما السبيل الأهم لأي تقدم أو تطور منشود.
واكد اهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بالفكر والثقافة بوصفهما رسالة الكويت الأسمى في محيطها الخليجي والعربي ووصلها بالعالم المتحضر مبلغا الحضور تحيات سمو الشيخ جابر المبارك واعتزازه بانعقاد المؤتمر وصلا بما مر من ملتقيات واتصالا بالمستقبل المؤمل.
وبين ان مجلة العربي منذ انطلاقها عام 1958 لم تكن مطبوعة فكرية ثقافية شهرية فحسب بل هي بمنزلة نهر يتدفق بالمعرفة والفنون يروي عقول قراء العربية من الخليج الى المحيط اضافة الى ما ساهمت به دولة الكويت في وضع (الخطة الشاملة للثقافة العربية) وكذلك الاصدارات والندوات ما يؤكد ايمانها بدور العلم وسعيها المشروع لتكون احدى المنارات الثقافية العربية.
وشدد على ان العيش في عالم فضاء مفتوح وما بات يعرف ب(القرية الكونية) ومحركات البحث على الانترنت “يضعنا أمام مسؤولية تاريخية تجاه اللحظة الراهنة وتجاه حياة الأجيال القادمة وأن نكون شركاء للآخر متحاورين ومتواصلين معه” موضحا ان الكويت تحاول ان تركز على رسائل الفكر والثقافة والحوار بوصفها رسائل بناء وسلام وحياة للانسان والوطن.
وذكر ان العالم يشهد يوميا الدور المحوري الذي ينهض به الشباب المتنور في كتابة تاريخ الأمم الجديد وهذا ما يعمق الايمان بدورهم “ويجعلنا نؤكد ضرورة معالجة قضاياهم بعقل وفكر منفتحين مستشعرا ضرورة تكامل الاعلام والشباب كمجالين وذلك بتوفير فضاءات انسانية رحبة يحققون بها هذا الحضور المتميز”.
وأكد الشيخ سلمان ان ارادة القيادة السياسية السامية في الكويت بتأكيد دور الثقافة والفكر والفن الهادف تأتي عبر سعيها الحثيث الى بناء وتشييد مؤسسات ثقافية وفنية جديدة مبشرا بأن هناك العديد من الخطط الطموحة والبرامج العلمية والثقافية سترى النور قريبا حيث ستشهد الكويت خلال السنوات القليلة القادمة افتتاح اكثر من مجمع ثقافي عالمي الصبغة.
وقال ان “وجودنا اليوم على طريق الحرير ليس أمرا بلاغيا مجازيا بل حقيقة تاريخية حيث ان موقع الكويت الجغرافي يتوسط خطوط سفر العالم القديمة فجزيرة (فيلكا) مثلت محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات ما بين النهرين وموانئ وحضارات ساحل الخليج العربي حتى اعتبرت أول المراكز الحضارية في المنطقة منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد”.

د. أحمد الضبيب

من جهته قال الدكتور احمد بن محمد الضبيب في كلمة ألقاها باسم الضيوف والمكرمين ان دعوة الكتاب والمفكرين والباحثين والاكاديميين تعتبر “سنة حسنة استنتها مجلة العربي وذلك ليأتوا الى مقرها على أرض الكويت الطيبة من أجل الالتقاء والنقاش والتداول والحوار والتشاور بصدد أحد الموضوعات الثقافية ذات الأهمية”.
وبين ان التواجد بين هذه الكوكبة من الكتاب والمفكرين العرب وغير العرب المعنيين بالشأن العربي بدءا من بلاد التتار ووصولا الى بلاد المغرب “يسعدنا بأن نكون شهودا على ما حققته الكويت وعلى ما تتطلع الى تحقيقه”.
واعرب الدكتور الضبيب ان من يرى ما حققته دولة الكويت خلال تاريخها حتى الآن من تقدم وازدهار وتنمية وحرية رغم كل ما تعرضت له فانه لا يملك الا ان يشعر بجليل الاحترام للكويت قيادة وشعبا.
واوضح ان من يستشعر حجم طموحات الكويت ازاء المستقبل “كما نراها في بعض صورها الان التي تتمثل في نشاطها الثقافي المشهود له بالنزاهة عبر عقود طويلة فانه سيقدر الجهد الكبير لكل من قام على تخطيط وانجاح مثل هذه البرامج والفعاليات الثقافية”.
من جانبها بينت رئيس تحرير مجلة العربي ومقررة الملتقى الدكتورة ليلى خلف السبعان ان مجلة العربي تبدأ بملتقاها هذا العام عهدا جديدا يأخذ من تاريخها المضيء مبادئ التنوير لتضيف اليه في مرحلتها الجديدة قيم الحوار.
وقالت ان مجلة العربي انشغلت خلال 55 سنة بالاكتشاف وهي اليوم معنية بأن تواصل هذا الاكتشاف على نحو جديد حيث “كنا نستكشف أماكن وجغرافيات وعمارات وعادات وآداب وثقافات فإننا اليوم معنيون باكتشاف الانسان صانع ذلك كله ومدون هذه الحضارات”.
وذكرت الدكتورة السبعان ان ملتقى هذا العام منفتح على طرح مشروعات ثقافية جديدة جراء الانصات والتباحث والحوار خلال الجلسات النقاشية مثل مشروعات ترجمة النصوص الأدبية الشرقية باللغة العربية وكذلك مشروعات تفعيل التبادل الثقافي بين الخليج العربي ومدن طريق الحرير.
واضافت ان الملتقى سيقدم اضاءة للتجارب التي نجحت في مجال الترجمة والنشر والفن والتصوير من خلال المختصمين من أهل الابداع والعلوم الأكاديمية كما ستركز محاوره على نمط العلاقات التي نشأت على طريق الحرير بين العرب والمجتمعات والحضارات التي اتصلوا بها وتفاعلوا معها.
وكشفت عن فكرة لانشاء مجمع للغة العربية في دولة الكويت كهيئة منوط بها كل ما للمجامع اللغوية المرموقة في الدول العربية الرائدة السباقة لانشائه من أدوار وأهداف.
وضمن فعاليات ملتقى مجلة العربي الثالث عشر المقام بعنوان (الثقافة العربية على طريق الحرير) في الفترة من 3 حتى 6 مارس الحالي افتتح الشيخ سلمان الحمود معرض الصور الفوتوغرافية الذي يضم العديد من الصور التي تعكس محطات طريق الحرير.

د. ليلى خلف السبعان

وبدأت جلستا الافتتاح بدراسة عنوانها مدينة الحرير في دولة الكويت؛ رؤية ثقافية لمشروع اقتصادي، للدكتورة ليلى خلف السبعان، مقررة الملتقى، ورئيسة تحرير مجلة العربي، وفي تمهيدها المتابع للشأن الاقتصادي العالمي، يرى سعي الدول المعنية كافة إلى إنشاء روابط اقتصادية وإحياء سبل للتبادل التجاري، فضلا عن الرغبة في دعم التواصل الثقافي، وهو ما أخذ سمتا محتواه واحد، لكنه يحمل أسماء مختلفة.
وتحت عنوان (الكويت؛ ثقافة الحوار) استكملت: هذا الموج الهادر في العالم من حولنا، الذي يهتم بقيم تؤكدها الكويت، وهي الحوار، والتواصل، من أجل السلام والرخاء، كان لا بد له من أصداء داخل الدولة، تأتي في إطار تنفيذ الرغبة السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
هنا يأتي الحديث عن أكبر تلك المشاريع؛ وهو مشروع مدينة الحرير، الذي تم بعد إقرار المخطط الهيكلي العام للكويت والصادر بقانون رقم 55 لسنة 2008 وقرار المجلس البلدي الصادر في 26 نوفمبر 2007 بالموافقة من حيث المبدأ على إنشاء مدينة الحرير لتكون مدينة عالمية ومركزاً مالياً وتجارياً دولياً وإقليمياً، وحدد المجلس البلدي بقراره ان تنشأ هيئة أو شركة لاستكمال جميع الجوانب المرتبطة بالمخطط الهيكلي لمدينة الحرير وادارته مع مراعاة التنمية المستمرة للمشروع، ودراسة طرحه وتطويره على القطاع الخاص لتنفيذ مكوناته، كما صدر قرار من مجلس الوزراء بتاريخ 23 فبراير 2009 بتكليف الهيئة العامة للاستثمار بتقديم مشروع بقانون إنشاء هيئة وطنية تقوم بتنفيذ واشراف ومتابعة مشروع مدينة الحرير على أن يرفع لمجلس الوزراء مشروع القانون خلال شهر من تاريخه.
وعن مكونات مدينة الحرير نقرأ:

منتجع و محمية البادية:
جسر الشيخ جابر الأحمد:
طريق الحرير – المنطقة الحرة:
مدينة الأعمال:
منتديات ومعارض:
المدينة والأكاديمية الرياضية:
مراكز سياحية :
فنادق و منتجعات:
المدينة البيئية:
المدينة الإعلامية
مدينة الافلام:
المدينة الصناعية:
المدينة التعليمية:
المدينة الصحية:
الحدائق العامة:
مجتمعات مدينة الحرير:
الإسكان:
برج مبارك الكبير:

وأخيرا هناك المدينة الثقافية في قلب شبه الجزيرة المشرف على الخليج العربي سيتم إنشاء مركز جديد للديبلوماسية والثقافة والمجتمع الأكاديمي ليصبح مركزا للتميز العالمي تحتوي متاحفه الفنون الأدائية والمرئية والآثار والحرف اليدوية والإسلامية.
من المهم أيضا، قبل الانتقال للحديث عن الرؤية الثقافية لهذا المشروع، أن نعرج على عدد من التحديات التي تضع تحت الضوء المعايير البيئية لمشروع بهذه الضخامة. فخليج الكويت بيئة حساسة ، وهامة بالنسبة لمصائد الأسماك والطيور المائية ، وتنص المادة 21 من دستور الكويت على أن الثروات الطبيعية جميعها ومواردها كافة تعد ملكاً للدولة. وتقوم الدولة على حفظها وحسن استغلالها، بمراعاة مقتضيات أمن الدولة واقتصادها الوطني. من هنا يجب أن تكون المعايير البيئية الدولية نبراسا لإنشاء مدينة ذات مستوى عالمي، تشكل حماية البيئة وضمان استدامتها حجر الزاوية فيها.
مدينة الحرير .. رؤية ثقافية
في خضم عالم متحول، وبقلب عصر جديد متغير، وتحت تأثيرات إقليمية وعربية ودولية، تتخذ الأمم قرارات تسهم في رسم صورة إيجابية للمستقبل.
كل ما ذكر في خريطة العمل بمشروع مدينة الحرير يصب في هذا السياق، ويبعث على التفاؤل، ويعطي الأمل بمستقبل أفضل يسعى كل منا إليه، ويخطط له، من أجل أجيالنا القادمة.
ولكن من موقعي يجب أن أشير إلى أن حضور الرؤية الثقافية، من أبسط الأمور إلى أشدها تعقيدا، يجب أن يصاحب هذه الرؤية الاقتصادية الهائلة لمشروع القرن بالنسبة لدولة الكويت.
إن هذا المشروع الدولي يمكن أن يكون بوابة عبور لثقافتنا المحلية وتراثنا العربي وحضارتنا الإسلامية، وكم أطمح أن يطلق اسم مجلة (العربي) على معالم في مدينة الحرير، سواء كان جسرًا أم حديقة أم مكتبة أم متحفا.
كما أتمنى أن تشمل المباني الحكومية المخصصة مبنى مستقلا لمجلة العربي كونها رمزا ثقافيا وإعلاميا عابرا للحدود لدولة الكويت، يمثل نقلة نوعية لمجلة (العربي).
وقالت د. السبعان: وربما أذكر هنا بمشروعي ـ الحلم، وهو إنشاء مَجمَع للغة العربية في دولة للكويت، حيث تتلخص الفكرة في إنشاء مَجمَع للغة العربية في دولة للكويت، كهيئة منوط بها كل ما للمجامع اللغوية المرموقة في الدول العربية الرائدة السباقة لإنشائه لما له من أدوار وأهداف خاصة وعامة وإن اهتمامنا المتواصل بهذا المشروع ينبع من اتصاله بكل ما تهدف إليه دولة الكويت من تنمية بشرية، حيث يعالج المَجمَع اللغوي قضايا اللغة المتصلة بمناهج التعليم، وتطوير العلوم، والنشر الثقافي، وهو ما يصب لصالح بناء أجيال قادرة على التعاطي مع العالم بلغتها الوطنية التي تمثل هويتها وانتماءها.
وقد عُرض هذا المشروع على معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح الموقر وأتمنى أن يرى النور، وأن يحظى في مدينة الحرير بمبنى يجسد أصالة الكويت الثقافية وعنايتها باللغة العربية.
لكن المبنى الأهم ـ في نظري ـ والذي يجسد حضور مدينة الحرير الثقافي هو إنشاء دار كبرى للإعلام والثقافة في دولة الكويت، تتسع لأنشطة دولية، مثل عروض الأوبرا، ومهرجانات المسرح والسينما، وأن تصمم تلك الدار بشكل عصري، وأن تلحق بها مدينة سكنية كاملة تستضيف الفرق الزائرة، والوفود الدولية، مثلما هي الحال في مهرجانات مدينة إدنبرة الثقافية على سبيل المثال، ليؤكد هذا الصرح مركز الكويت الحاضنة للثقافة المحلية والعربية والدولية.
ويُقترح أن تضم تلك الدار مركزًا للتراث الشعبي ومدينة للمعرفة بالتعاون مع دول لها مساهمات في بناء هذه المدن ومشروعاتها للمساهمة في الإنشاء والإدارة (الصين، اليابان، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، كوريا الجنوبية، كندا..إلخ).
ومما لاحظته أيضا أن هناك غيابا إعلاميا عن تنفيذ فيلم يقدم هذا المشروع للعالم، ولذلك أتمنى أن يُكتب هذا الفيلم وفي إطاره يوضع وزن الكويت الثقافي، كحاضرة تاريخية، مر بها طريق الحرير، وكحاضرة ثقافية جُعلتْ بيتا لمبدعي العرب، مقلما دخل منتجها الثقافي كل بيت عربي.
من هنا أقترح أن تضم لهيئة المستثمرين والخبراء المعماريين ورجال الاقتصاد والسياسة لجنة ثقافية كبرى يكون من مهمتها الاقتراح وتقديم المشورة حول هذه الصيغ الثقافية التي تصب جميعا في صالح مدينة الحرير كنافذة الكويت على المستقبل.

فرقة التلفزيون

وتناولت الأوراق الثلاثة التي قسمت على الجلستين رحلة ماركو بولو (د. طارق رمضان)، والمخطوطات على طريق الحرير (د. نايف الشمروخ) ، ومكتبات المخطوطات (د. سعود العصفور)، وترأس الجلستين الكاتب أنور الياسين والشاعر عبد العزيز سعود البابطين، كما أحيت فرقة التلفزيون حفل العشاء المقام على شرف الحضور ترحيبا من وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات