العربي 56 عاما من النجاح و التألق و التنوير .. الكويت في عيدها الوطني تنطلق علي طريق الحرير

08:11 صباحًا الثلاثاء 4 مارس 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كان لابد لأفضل مجلة عربية وقع عليها الإختيار هذا العام ” مجلة العربي ” الكويتية أن تحتفل بعدة مناسبات هامة معا خاصة و أن موعدها يتوافق مع ملتقاها السنوي .. ؛ أولها و أهمها العيد الوطني و عيد تحرير دولة الكويت ؛ و الثاني هو قرب إنقضاء العقد السادس لمجلة العربي التي ستستقبل بإذن الله عقدها السابع بعد أربعة سنوات لتؤكد على المكانة الرفيعة والمميزة التي حققتها دولة الكويت الفتية على ساحة الثقافة العربية و من ثم الدولية من خلالها حضورها المؤثر حيث كانت حريصة على تأكيد ريادتها و إيراز عمقها الحضاري الذي كان واسطة العقد و محطة العبور على طريق التواصل بين حضارات الشرق القديمة في مصر و الشام و العراق من جهة و الصين و الهند و فارس من جهة أخرى مع الأخذ في الإعتبار بأن الحضارة الفارسية و الحضارة العراقية تداخلتا في حقبة ما ..

تجارة التوابل و العطور و صيد اللؤلؤ و تجارته و قبلها وبعدهم الحرير الذي تعددت طرقه لكن طريق الحرير المار عبر الكويت كان له شأن آخر و مازلت جزيرة ” فيلكا ” الكويتية تحمل آثاره إلى اليوم ؛ طريق الحرير لم يكن مجرد طريق تجاري لا يحمل في طياته إلا البعد الإقتصادي بقدر ما مثّل رافدا هاما من روافد الحضارة و التثاقف و التلاقي و التلاقح معا بين أعراق و حضارات و فنون و إبداع أثرت و تأثرت ببعضها البعض بدءا من الديانات و الثقافة الروحية وصولا إلي ثقافة الطعام
– مناسبات سعيدة تزامنت مع بعضها البعض لكن المناسبة التي لم يتم الترتيب لها مسبقا كانت إختيار ” مجلة العربي ” كأفضل مجلة عربية و الإحتفاء بدورها الريادي و التنوير لذا كان عنوان “الثقافة العربية على طريق الحرير ” الذي إختارته ” مجلة العربي ” لملتقاها الثالث عشر مؤكدا لواقع معيش يعيشه محبيها و قرائها المتعاقبين لجيلين أو ثلاثة بل و ينسحب ذلك أيضا على كتابها اليوم الذين تعلموا على كتاب ” مجلة العربي ” بالأمس و هو ما ورد على لسان أحد المشاركين و كانت عبارته ذات شجون فقد غاب عن عالمنا العديد من معلمي الأمس .. بل و بعض زملاء اليوم ؛ رحم الله الشاعر و الكاتب و الصديق ” حلمي سالم ” الذي كانت إبتسامته تضئ ملتقى العربي ذات يوم غير بعيد
– بآيات الذكر الحكيم بدأ الملتقى الثالث عشر لمجلة العربي الكويتية والذي إنعقد تحت رعاية سمو الشيخ ” جابر المبارك الحمد الصباح ” رئيس مجلس الوزراء ؛ و بعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم .. ألقى راعي حفل الإفتتاح معالي الشيخ ” سلمان الحمود الصباح ” وزير الإعلام و وزير الدولة لشئون الشباب كلمة الإفتتاح تلتها كلمة الأستاذة الدكتورة ” ليلى السبعان ” رئيسة تحرير مجلة العربي و مقررة الملتقى و التي رحبت فيها بضيوف الملتقى المنتمين إلي 22 دولة ثم تحدثت عن التوجه الكويتي الرسمي لدعم الثقافة و المعرفة و تحدثت عن جدول أعمال الملتقى ؛ ثم القى الدكتور أحمد بن محمد الضبيب كلمة الضيوف والمكرمين مثنيا على دور دولة الكويت الفتية خلال تاريخها الماضي و حتى اليوم وما حققته من تنمية و إزدهار و حرية برغم كل ما تعرضت له و هو ما يحدوه أن يشعر بجليل الإحترام لكويت قيادة و شعبا خاصة مع ما يستشعره من حجم طموحات الكويت إزاء المستقبل و نشاطها الثقافي المشهود له بالنزاهة عبر عقود طوال و عمق شعوره بالتقدير و الإمتنان لجميع القائمين على تخطيط و إنجاح مثل هذه الفعاليات معبرا عن أمنياته للكويت و شعبها بالمزيد من التقد والإزدهار .. ؛ كان الفيلم التسجيلي عن موسيقى طريق الحرير الذي كتب مادته ” أشرف أبو اليزيد ” ملخصا مركز و جيدا كمثال للفنون التي أثرت و تأثرت ببعضها البعض ليولد من رحم طريق الحرير موسيقى ذات سمات خاصة و فريدة .. ؛ و عقب عرض الفيلم التسجيلي كانت مراسم التكريم لعدد من المؤسسات و الأشخاص الذين ساهموا بمجهوداتهم في إثراء المشهد الثقافي المرتبط بموضوع الملتقي كان أبرزهم السيد ” لي سانج ” من كوريا الجنوبية مؤسس ” أجا ” الجمعية الأسيوية للصحفيين و كل من تمخضت عنه من هياكل أثرت في الحياة الثقافية و الإعلامية ؛ و كذلك السيدة ” ” من تتارستان
ثم كان إفتتاح معرض الصور البديع الذي بين إسهام ” مجلة العربي ” عبر العقود في إحياء ” طريق الحرير ” بكل روافده الحضارية حتي لا تتأكل ذاكرة الشعوب و تستمر في الحفاظ على تراثها المجيد من أجل إستمراره والحفاظ عليه من الضياع وقدم سليمان حيدر كبير مصوري العربي للمعرض..
– الجلسة الأولى :
في الجلسة الأولى وبعد حديث مختصر حول الإصدارات الثقافية في دولة الكويت قدمت الدكتورة / ليلى السبعان مقررة الملتقى ورئيسة تحرير ” مجلة العربي ” ورقة بحثية هامة حول “طريق الحرير” و كيف أنه ليس مجرد طريق تجاري جغرافي لكنه إرث حضاري متعدد المستويات فيه الكثير و المهم من التأثير و التأثر بين شعوب و أمم و حضارات عبر تاريخ يرجع إلى خمسة قرون قبل الميلاد لعبت فيها جزيرة فيلكة الكويتية دورا هاما ؛ و كيف أن سبق اليابان و الصين في الإحتفاء بطريق الحرير قد لفت نظر الكويت لكي تساهم في إحياء هذا الطريق على كافة الصعد خاصة على المستوى الثقافي و الإبداعي و أن دولة الكويت ستؤمن موقعا يكون مقصدا ومثالا لبقية دول الخليج هو ” مدينة الحرير ” و من أهم الأسس التي ستبنى عليها “مدينة الحرير” هو الإهتمام بالجانب الإبداعي إلى جور الإقتصادي حيث مقررا أن تضم تلك المدينة ” مدينة فنون ” سيعنى فيها بشكل خاص بالفنون البصرية و على رأسها ” الفن السابع .. السينما ” ؛ و قالت أنه من المأمول أن يتكرر هذا النموذج في دول الخليج و نوهت بأن “عمان ” كانت من أهم الأماكن التي مر بها كثير من طرق الحرير .. ؛ و قد ذكرت أن إحياء “طريق الحرير ” تتبناه كثير من الدول وذكرت الباحثة والمترجمة إلميرا بيرم علي ، تتارستان، أن هناك مؤتمرا منعقد في ” موسكو” في هذا الشأن متزامنا مع ملتقى ” مجلة العربي ” و بنفس العنوان ..
– أما المتحدث الثاني فقد تناول المؤلفات المترجمة إلى العربية و التي تعرضت لطريق الحرير و قارنها برحلات و كتابات الرحالة العرب وعلى رأسهم ” أبن بطوطة ” ؛ و قارن بين الأراء حول صناعة السفن و خاماتها آنذاك و السلع المتدوالة تجاريا عبر هذا الطريق و الروايات و الأساطير المحيطة به بما في ذلك ما يتناول التفاوت الطبقي ؛ و تحدث عن مصر و الإسكندرية و دولة المرابطين في المغرب و الصومال و الجالية العربية التي كانت تسكن ساحلها ؛ و مواكب سلاطين العصر الأيوبي و علاقتهم بالدولة العباسية
– في المساء كان المشاركون في الملتقى على موعد مع فرقة التلفزيون قبل عشاء رسمي أقامه معالي الشيخ ” سلمان الحمود الصباح ” وزير الإعلام و وزير الدولة لشئون الشباب .. و قد كان الحفل في حد ذاته إكتشافا فقد كانت الموسيقى والغناء و الرقصات التي قدمتها فرقة التلفزيون عبر إيقاعات مميزة تؤكد أن التأثير و التأثر الذي أحدثه طريق الحرير في الماضى ما يزال مستمرا حتى اليوم ليشي بالدور البالغ الأهمية الذي لعبه في التقارب بين الشعوب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب و لكن لهذا حديثا آخر ذا شجون ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات