بورسعيد بعدسة الفنان وليد منتصر

دعاني صاحبي المبدع الجميل مسعود شومان للمشاركة في ملتقى ” الشباب المصري .. وثقافة الدولة الحديثة” – شايف العنوان؟ – في المدينة الشبابية ببورسعيد في الفترة من 27\3إلى 4\4 بالمشاركة بين هيئة قصور الثقافة ووزارة الشباب والرياضة – ولي موقف قديم من وزارة الشباب والرياضة من أيام مبارك وتلك قصة أخرى – الشاهد .. في الافتتاح سعد عبد الرحمن كلاما كثيرا عن عجز الهيئة عن القيام بدورها – كلام يقطع القلب المصفح ويشعل النار في الصدور المحروقة أصلا .. ختمها بعبارته الخالدة : “اتسع الخرق على الراتق” ..

قلت لنفسي : الراجل صاحبك وبيودع المنصب الجليل بلاش ترد وتزعله منك في آخر أيامه في الهيئة .. المهم لم أستطع قراءة البرنامج الجميل الشكل – والمتكلف طبعا “صرة” من المال – لأن البنط صغير جدا لا يمكن قراءته لا بالعين المجردة ولا بمنظار “جاليليو جاليلي ” قلت : “أقراه على مهلى في البيت ” وهالني ما قرأت .. في البرنامج كلمات ل: محافظ بورسعيد ووزير الرياضة ووزير الثقافة .. ولم يحضر أحد، على – وزن لم ينجح أحد – .. وجدت مشاركتي محصورة في مجرد إدارة محاضرة عنوانها رائع ” مفهوم الحرية وثقافة الحوار ” يلقيها عميد كلية آداب بورسعيد .. قلت : ما يضرش نتعلم ..

وصلت قبل ميعادي بربع ساعة وقابلت صديقي النشط فؤاد مرسي ويبدو أنه تعرض لعين ” ما صلت على النبي ” أخبرني أنه قد تعرض لأزمة قلبية صعبة – الظاهر المخلصون في هذا البلد ينتحرون واحدا وراء واحد – .. أخبرني فؤاد أن الدكتور المحاضر في الطريق ..

بذكائها المعهود اقترحت هالة الجباس مدير العلاقات العامة في الثقافة وهي طاقة هائلة أن أجلس مع الشباب لأفيدهم من علمي وخبرتي في الثقافة والشعر وكان أجمل اقتراح فقد قضيت ساعتين وسط شباب مصر النابه المسكين مرّا كلمح البصر ..

أخيرا وصل الدكتور المحاضر وهو غير عميد كلية الآداب فهذا وكيل المعهد العالي للخدمة الاجتماعية في بورسعيد وأستاذ مادة ” تنظيم المجتمع ” .. قدمت الرجل مقدمة تليق بجلال العلم وأهمية موضوع المحاضرة .. أمسك الرجل الميكروفون الاسلكي و نهض من جانبي و نزل وسط الطلاب وألقى خطبة عصماء كأروع وأجمل ما يكون خطيب جامع محترف وشرّق وغرّب وقال كل شيء يمكن أن يقال إلا موضوع المحاضرة ..

ثم جاءت لحظة مناقشة تعليقات الطلاب فطلبت منهم في الميكرفون – آي والله في الميكروفون .. أن يعلقوا على تلك الخطبة الدينية العصماء .. قالت أميرة ” من شمال سيناء ” : المحاضرة خارج الموضوع .. وقالت أسماء حسني ” فنون جميلة ” من الأقصر : أنا محبطة .. وقال محمد خطاب عبد الحميد ” الغربية ” : الشباب المصري مظلوم …… “وأي ظلم يا بني “..
نستقبل هواء البحر في صدرينا الحزينين خارج القاعة الفخيمة .. قال مسعود شومان : معظم الطلبة يرتاحون لهذا النوع من المحاضرات .. قلت له : إيه رأيك نسيب البلد للإخوان ونشوف مكان نعيش فيه بعيدا عن هذا التخلف العقلي ؟ قال مسعود : و ياريت يكون مش حَر .

Tweet