منذ أشهر يواجه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أسوأ أزمة في حكمه المستمر منذ 11 عاماً شهدت مظاهرات هائلة في الشوارع قوبلت بمواجهة عنيفة من الشرطة التركية وفضيحة فساد متفجرة واقتصاداً متعثراً وتضرّرت حكومته كثيراً من سلسلة التسريبات على الإنترنت التي كشفت قصص رشاوى وفساد تناقلها مستخدمو الإنترنت بسرعة هائلة مما جعل السلطات التركية تسيطر الكترونياً على بعض خوادم الإنترنت لحجب مواقع التواصل خصوصاً موقعي تويتر ويوتيوب .

وقالت الحكومة أنها فرضت حظراً على مثل هذه المواقع لأنها كانت تنشر معلومات خاطئة في الفترة التي تسبق الإنتخابات المحلية .

والخطوة التي قامت بها الحكومة التركية لا تغلق جميع الطرق أمام الوصول إلى موقعي تويتر ويوتيوب إذ يمكن لهؤلاء الذين يستخدمون شبكات افتراضية للوصول لهذه المواقع أن يستمروا في ذلك .

وقد أقرّت محكمة تركية رفع الحظر المفروض على موقع تويتر ، ولكن الحكومة التركية أمرتْ بحجب موقع يوتيوب بعد يوم واحد من الأمر القضائي برفع الحجب على تويتر الذي فرضته سلطة الإتصالات على الموقع بتأييد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكان موقع يوتيوب قد أظهر في وقت سابق تسجيل صوتي يخص مسئولين أتراك كانوا يناقشون الوضع في سوريا ويبدو أن أردوغان قال في تجمع بمدينة ديار بكر في الجنوب الشرقي من تركيا أن التسجيل الصوتي حقيقي وأوضح أردوغان قائلاً : أنهم سربوا تسجيلاً صوتياً يتعلق باجتماع للأمن القومي وهذا عمل دنئ وخرق للأمانة .

وتتعلق المحادثة المُسربة باحتمال شن عمليات عسكرية في سوريا وحضرها رئيس جهاز الإستخبارات ووزير الخارجية ونائب رئيس الأركان وقالت وكالة رويترز التي أطلعت على التسجيل الصوتي أنه ليس بإمكانها الحسم في مدى صحة ما ورد فيه ، وأضافت الوكالة أن هذا التسجيل الصوتي يعد أكثر تسريب بشأن محادثة حساسة جداً وسرية تلحق الضرر بالحكومة التركية .

ولا شك أن حظر المواقع الإجتماعية يُشوه صورة تركيا حيث يشير المراقبون إلى تزايد نسبة المخاوف والقلق خشية أن تتسبب مثل هذه الخطوات في تشويه صورة تركيا أمام المستثمرين الأجانب والسائحين وجدير بالذكر أن الإقتصاد التركي يعتمد على تدفقات رأس المال الأجنبي لتعويض النسبة المنخفضة لمدخرات البلاد والعجز الكبير في الطاقة ومن ثم يتطلب هذا الأمر ضرورة بقاء الصورة الجيدة للبلاد لجذب الإستثمارات من الخارج .

ولا شك  أن الحظر المفروض على موقع تويتر جعل تركيا تنضم إلى قائمة الدول التي تفرض قيوداً على وسائل الإعلام الإجتماعية مثل كوريا الشمالية والصين وإيران .

وكان لفرض حكومة حزب العدالة والتنمية حظراً لمنع النفاذ إلى موقع التواصل الإجتماعي تويتر محاولة لصرف الإنتباه عن مزاعم ابتزاز الأموال التي تستهدف رئيس الوزراء أردوغان وعائلته وحكومته .

وكانت تركيا في أعقاب ما سُمي بالربيع العربي قد شهدت دعوات متكررة عبر ناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي للتظاهر في مختلف المدن التركية .

وشهدت اسطنبول ومدن أخرى منها العاصمة أنقرة احتجاجات هي الأعنف ضد الحكومة بدأت في منتزه (جيزي بارك) قرب ميدان تقسيم بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لبناء سوق تجارية وشقق لكنها اتسعت إلى مظاهرة كبيرة ضد ما يصفونه ب ” تسلط أردوغان ” وحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية ، وكان الصراع في الواقع على هوية تركيا العلمانية أو الإسلامية واعتبر المحتجون أن النظام الإسلامي بشخص أردوغان يحاول تغيير هوية تركيا العلمانية واستبدالها بأخرى إسلامية أي تحويل تركيا لدولة عثمانية جديدة يرون فيها تقويضاً للديمقراطية والدولة المدنية وحريتهم الشخصية .

ورغم كل ما قيل على صفحات المواقع الإجتماعية عن حكومة أردوغان وعائلته منذ أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فوز حزبه بالإنتخابات المحلية التي جرى التصويت عليها في مختلف أنحاء البلاد وذكرت تقارير إخبارية أن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم تصدر النتائج الأولية في الإنتخابات المحلية معززاً رصيده الذي حققه في الإنتخابات السابقة عام 2009

وتنتهي ولاية أردوغان الثالثة كرئيس للوزراء العام المقبل ليكمل 12 عاماً في الحكم وهذه أقصى مدة لتولي هذا المنصب بوجب قوانين حزب العدالة والتنمية التي لمح أردوغان إلى رغبته في تغييرها .

Tweet