رسَّام الأحلام تحت سماء طهران

07:46 صباحًا الخميس 8 مايو 2014
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الزائر للعاصمة الإيرانية طهران، ستنتظره جداريات لوجوه أعلام السياسة ورجال الدين وشهداء التاريخ. ستصافح بصره مقولات تهدد الأعداء على لافتات تستمد جمالها من رشاقة الخط الفارسي، رغم  ما تحمله من معان يكون أحيانا صادمًا بسبب قسوته.

لكن طهران التي يقدمها الفنان مهدي غاديانلو تختلف عن ذلك تمامًا!

لوحات مهدي الجدارية العملاقة، تكشف عن أحلام الفنان والمصمم الإيراني، وهي أحلام تخرج من إطار الواقع الصارم إلى الفضاء الحالم:

راكبو الدراجات العملاقة يتحدون الجاذبيية وهم يدورون على الجدران، مراقبو البشر يطلون علينا من فوهات ضخمة، سحب تمطر، وبالونات تصعد بالأطفال نحو الأعالي، وقاطرات تخرج من اللامكان غير عابئة بالجاذبية، مثلها مثل سيارات تتجه إلى أفق لانهائي. سماوات وحمامات سباحة وحدائق وسحب وفراديس.

رسم الفنان مهدي غاديانلو أكثر من 100 مبنى في طهران، جداريات لعوبٌ ومشرقة، ليس يؤطرها سوى الخيال، حتى ولو كان يتعامل مع مسامير يفكها، لنحلم نحن بما سيظهر بعد هذا الحل.

على مدى أكثر من  7 سنوات، وبمساعدة من البلدية ، يحول الفنان مهدي غاديانلو جدران طهران إلى لوحات جميلة، تبدأ الفكرة في مكتب المصمم الإيراني، ربما يستلهم صورة أو حيزا جغرافيا، قبل أن ينقل الاسكتش على الجدار، لتصعد السقالات وهي تحمل الرفاق الملونون للتصميم. هكذا تمتليء المساحات الفارغة والرمادية بمدينة الجنان، أو جنان آباد، كما يسمى أحد مشاريعه.

قبل نحو 8 سنوات، شكلت البلدية لجنة للمساعدة في تعزيز فن الجدارية في طهران، وهي الآن تمول فنانين مثل مهدي غاديانلو لتزيين الواجهات الهائلة الحجم برسوم استثنائية.

الفنان مهدي غاديانلو في عقده الرابع، حول شوارع مدينته إلى أعمال فنية تدفع المارة للمشاهدة والتأمل.

يستخدم الفنان مهدي غاديانلو ومساعدوه الألوان والملصقات والخزف للوصول إلى نتائج مرحة وممتعة بصريا توهم بأنها ثلاثية الأعاد. إنها السيرالية تغزو جدران إيران.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات