أشرف البولاقى يكتب عن احتفالية البابطين بالإسكندرية: سرقات شعرية‮ .. ‬وأمسيات بلا معيار

07:01 مساءً السبت 17 مايو 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عبد العزيز سعود البابطين، مؤسس المعجم

مقال الشاعر أشرف البولاقى، اليوم ١٧ مايو ٢٠١٤، جريدة أخبار الأدب:

انتظرتُ‮ ‬أكثر من أسبوعين كاملين لأقرأ أو أطالعَ‮ ‬مقالةً‮ ‬أو عرضا ثقافيا أو نقديا في أي مجلة أو جريدة مصرية أو عربية حول احتفالية البابطين بصدور الطبعة الثالثة من معجم الشعراء العرب المعاصرين والتي عقدت بمكتبة الإسكندرية آخر أبريل الماضي لكني لم أجد إلا تغطياتٍ‮ ‬عادية خبرية وإعلامية‮… ‬وكأن الشعراءَ‮ ‬والأدباء والمثقفين الذين نالوا‮ ‬مثلي‮ ‬شرف الحضور أو المشاركة راقتهم الاحتفالية ثقافيا وإبداعيا أو استفادوا استفادة حقيقية وملموسة من خلال جلسات البحث والنقد والعرض أو حتي من خلال الأمسيات الشعرية‮… ‬وغلبَ‮ ‬علي ظني إمَّا أن أحدا شارَكني الاستياء لكن منعه الحياء من الحديث وإمَّا أنني المغرِض الوحيدُ‮ ‬بين الحضور الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون‮. ‬وكنتُ‮ ‬قد تلقيتُ‮ ‬دعوةً‮ – ‬بدتْ‮ ‬طيبةً‮ ‬وكريمة‮ ‬لحضور فعاليات احتفالية مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين بصدور الطبعة الثالثة لمعجم الشعراء العرب بمكتبة الإسكندرية أواخر شهر أبريل الماضي بصفتي واحدا من هؤلاء الشعراء الذين نالوا شرفَ‮ ‬الذِّكْر والتوثيق في الطبعة الجديدة للمعجم المذكور‮. ‬وقبِلُتُ‮ ‬الدعوةَ‮ ‬خاصة وأنني لم يسبق لي أن طالعتُ‮ ‬المعجمَ‮ ‬من قبل ولا تصفحتُ‮ ‬أيَّ‮ ‬نسخةٍ‮ ‬من نُسَخِه السابقة كما لم أشارك من قبل في أي احتفاليات من احتفاليات المؤسسة الثقافية ذات الصيت والشهرة في عالمنا العربي‮. ‬ولا أحد ينكر نُبلَ‮ ‬الفكرةِ‮ ‬ولا الجهدَ‮ ‬المبذول في سبيل تلك العملية التوثيقية والتدوينية التي بدأت منذ تسعينيات القرن المنصرم،‮ ‬كما أن أحدا لا ينكر أيضا أن الرجل القائم علي المؤسسة وعلي الفكرةِ‮ ‬والمشروع رجلٌ‮ ‬شجاع وجريء ومخلص اختار أن يستثمرَ‮ ‬جهدَه وأمواله في مجالٍ‮ ‬يَفِر منه الجميع‮ …‬وهو الأمر الذي يستحق الشكر والتقدير عليه‮. ‬لكن أن يتحول هذا الشكر والتقدير إلي كرنفالات مديح وثناء وتقريظ تقترب من الرياء والمداهنة والنفاق فهو ما لا يليق لا بالرجل ولا بالشعراء والمثقفين الذين تباروا في كلماتهم‮ ‬بل وفي قصائد بعضهم‮ ‬مَدْحا يذكِّرنا بمديح العصر الجاهلي حتي أن الشاعرةَ‮ ‬الفضلي شيرين العدوي التي ألقت كلمة الشعراء أنشدت الرجلَ‮ ‬في كلمتها‮ ‬التي هي باسم الشعراء‮ ‬أبياتا للمتنبي تقول له فيها‮ ” ‬سموتَ‮…..‬الخ‮ “…!! ‬والغريبُ‮ ‬جدا أن أحدا لم يسأل الشعراء عن رأيهم في الكلمة قبل إلقائها ولا عرضوا علي أي شاعرٍ‮ ‬الأمرَ‮ ‬لنفاجأ جميعا بأن تلك الكلمة باسمنا‮…!!! ‬وربما كان هذا المديحُ‮ ‬الذي يُذكِّر بمطولات العصر الجاهلي للملوك ومَن علي شاكلتهم يُفسر هذا الطابعَ‮ ‬الكلاسيكي التقليدي الذي سيطر تماما علي الأجواء الثقافية والإبداعية في الاحتفالية التي احتشدت بأكثر من عشرين أستاذا وناقدا كلهم‮ ‬إلا واحدا أو اثنين‮ – ‬ينتمون للذائقة العربية التقليدية في نظم الشعر‮… ‬ولقد كانت الاستشهادات الشعرية‮ – ‬خلال جلسات النقد والبحث أو استعراض ما ورد في المعجم من تقنياتٍ‮ ‬وأساليبَ‮- ‬كارثيةً‮ ‬ومأساوية ونحن نتعرف علي القصائد التي احتواها المعجم‮… ‬فضلا عن الآراء النقدية التي وردت علي ألسنة بعض هؤلاء النقاد والباحثين والتي تكشف ثقافتهم ووعيهم وليس أدل علي ذلك من قول أحدهم في يقين بالغ‮ ‬إن شعر المرأة ضعيف كما تعلمون‮…!!! ‬وكشفتْ‮ ‬بعض المداخلات مع عدد من القراءات أو الأبحاث عن حجم ما يتمتع به بعضُ‮ ‬هؤلاء النقاد والباحثين من توتر وانفعال حال اكتشافهم أن هناك مَن يختلف معهم في أطروحاتهم لدرجة أنني اختلفتُ‮ ‬في مداخلة قصيرة مع أحدهم في الرأي الذي ذهب إليه ثم التقيته بعد ساعة في بهو الفندق وأقبلتُ‮ ‬ليه لأسلِّم وأتحدث فنأي وأعرضَ‮ ‬بعيدا‮….!! .‬وجاءت أمسيتا الشعر لترسخ تماما لمفهوم الكلاسيكية والنظم والتقليد في قصائد الخليل وعمود الشعر عند كل الشعراء العرب دون استثناء،‮ ‬وعند المصريين أيضا لينفرد الشاعر عاطف عبد العزيز بقصيدة نثر يتيمة أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب لفظيْن وردا فيها رأي الحاضرون الكرام من الشعراء والنقاد والباحثين والمنظِّمين أن اللفظين خَدَشَا حياءَ‮ ‬الحضور‮…!! ‬وكان‮ ‬غريبا ومدهشا أيضا اختيارُ‮ ‬شعراءَ‮ ‬دون‮ ‬غيرهم للمشاركة في الأمسيتين دون معيار واحد‮… ‬صحيح تماما أن عدد الشعراء كان كبيرا،‮ ‬لكن فكرة التمثيل لم تخطر علي ذهن أحد بالمرة فكل الذين شاركوا كانوا مِن الذين يعرفهم المنظِّمون معرفةً‮ ‬جيدة ولا شيء‮ ‬غير ذلك‮..!! ‬أمَّا المعجم الذي لم نطالعه إلا قبل رحيلنا ببضع ساعات فبدا محتواه دالا وكاشفا علي ذائقة القائمين علي تحريره وجمع مادته وأعضاء أمانته العامة الذين وردت أسماؤهم كلها في صفحاته الأولي والذين لم يكن لهم مِن همَ‮ ‬أو مأرب إلا تسجيل أي اسم لمن يزعم أنه يكتب الشعر في كل بلدان الوطن العربي وغيره من البلدان التي تنطق بالعربية‮… ‬وهو ما ذكَّرَني شخصيا بما حدث منذ أكثر من عشر سنوات عندما أوفدت أمانة المعجم ممثلا لها لمحافظة قنا ليجمع مادة الشعراء من سِيرة ذاتية ومن قصائدَ‮ ‬ليظل أكثر من أسبوع كامل يطالبنا بصحبته لقري ونجوع المحافظة لتطرق البيوت سائلين أهلها هل فيكم مَن يكتب الشعر ؟؟؟ ليس هذا فقط بل كانت المفاجأة عندما فجَّر إعلامي معروف مفاجأة من العيار الثقيل‮ ‬أثناء إحدي جلسات البحث عندما أشار إلي شاعر ذَكَر اسمَه في المعجم وقال إن قصيدته المنشورة في صفحته هي قصيدة هاشم الرفاعي‮ ” ‬أبتاه ماذا قد يخط بناني‮ ” ‬؟؟؟‮!!! ‬
فكيفَ‮ ‬لم يقرأ واحدٌ‮ ‬فقط من كل هؤلاء النقاد والباحثين ممن هُم في أعضاء أمانة المعجم قصيدةً‮ ‬بهذه الشهرة والذيوع من قبل؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات