صورة من رئاسة الجمهورية للمستشار عدلى منصور، الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية (يوليو 2013 ـ يونيو 2014) أثناء إلقاء كلمته الوداعية

مر عامٌ على مصر عقب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي تولى فيها المستشار “عدلي منصور”  منصب رئيس الجمهورية قدّم فيه العديد من الإنجازات والتضحيات من أجل مصلحة الوطن في وقتٍ حرج ، مصراً على العبور بمصر من المرحلة الإنتقالية ونجح في ذلك .

المستشار عدلي منصور رئيس الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا ساقته الأقدار ليكون رئيساً مؤقتاً لمصر خلال المرحلة الإنتقالية .

قام المستشار عدلي منصور بقيادة البلاد بنجاح في أعقاب ثورة 30 يونيو/ حزيران عام 2013 والتي أطاحت بنظام الإخوان حيث كانت مصر في أصعب وأخطر حالاتها في الوقت الذي تفشّت فيه الفوضى وانتشر فيه القتل والإرهاب والإغتيالات والحرق ومظاهر التدمير في انحاء البلاد ومع ذلك كله لم يرتبك عدلي منصور أو يضعف ولم تتوقف إجراءات تنفيذ خارطة طريق المستقبل التي حاولت جماعة الإخوان الإرهابية تعطيلها وإفسادها .

واجه الرئيس الإستثنائي في مرحلة إستثنائية تحديات غير مسبوقة داخلياً وخارجياً …ولكن بإرادة قوية وعزيمة الرجال وتحد كبير من أجل إنقاذ مصر ومستقبلها أدار عدلي منصور كل القضايا بحكمة واقتدار وبقوة وصلابة القاضي وبعدالة القانون .

ومن أبرز انجازاته في عام رئاسته اعداد الدستور والقضاء على الإرهاب في سيناء وفض اعتصامي رابعة والنهضة حيث كانا يمثلان خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري واجراء انتخابات الرئاسة بشفافية ونزاهة شهد لها العالم بأسره .

أما معاركه الخارجية من أجل الدفاع عن الثورة فقد تمثّلت في زياراته للمملكة العربية السعودية ثم الأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت حيث وجّه الشكر للأشقاء العرب لوقوفهم إلى جانب مصر مادياً ومعنوياً في تلك الفترة الدقيقة التي كانت تمر بها البلاد ، وحضر مؤتمر القمة العربية في الكويت في مارس/ آذار الماضي .

في كلمة الوداع إلى الأمة بمناسبة انتهاء فترة رئاسته قدّم عدلي منصور الرئيس الإنتقالي الشكر للشعب المصري على موقفه العظيم في الإنتخابات وقال : ” لقد انجزتم الإنتخابات الرئاسية على الوجه الأكمل ” مؤكداً ثقته على قدرة الشعب على انجاز باقي مراحل واستحقاقات خارطة الطريق .

وأضاف : ” لم أكن أتصور أن حجم المسئولية بهذه الجسامة ، وأن التحديات بهذا الحجم وأتمنى أن يكون قد وفقنا الله في ادآء هذه المهمة الصعبة ، وأن تولي رئاسة مصر مهمة عظيمة تستمد عظمتها من عظمة هذا البلد والذي يعد مركز العالم ومشعل الحرية في افريقيا ” وأكد في حديثه للدول المعارضة لثورة 30 يونيو أن مصر ستعود بقوة إلى دورها الريادي في المنطقة .

منصور والسيسي، إرساء لديمقراطية تسليم السلطة سلميا

وُلد المستشار عدلي منصور في 23 ديسمبر/ كانون الأول عام 1945 بالقاهرة وحصل على ليسانس الحقوق عام 1967 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا في القانون ودبلوم الدراسات العليا في العلوم الإدارية عام 1970 .

أدى عدلي منصور اليمين كرئيس للمحكمة الدستورية العليا يوم 4 يوليو/ تموز وبعدها بدقائق أدى يميناً آخر رئيساً لجمهورية مصر العربية .

نجح منصور في مهمته الوطنية التي لم يسعَ إليها وحكم بهدوء وبدون مزايدة ورغم ضجيج الشارع واشتعاله نال احترام وتقدير الجميع واكتسب بحق من اسمه صفتي العدل والإنتصار فنال الحب والتقدير لأنه لم يشعرنا في لحظة أننا أمام رئيس مؤقت .

ولأول مرة في تاريخ مصر والعالم العربي يقوم رئيس الجمهورية عدلي منصور بتسليم السلطة للرئيس المُنتخب عبد الفتاح السيسي ، وهي سابقة دستورية ديمقراطية رائدة في مصر والوطن العربي .

شكراً سيادة الرئيس عدلي منصور حملت الأمانة بكل أمانة .

Tweet