أبعاد زيارة الرئيس الصيني إلى سيئول

04:20 مساءً الثلاثاء 1 يوليو 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين : من المقرر أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة لجمهورية كوريا يومي 3 و4 يوليو الحالي، تلبية لدعوة من نظيرته الكورية الجنوبية بارك جيون- هيي. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها شي إلى يئول منذ توليه مهام منصبه في العام الماضي.

ويرى الخبراء الصينيون أن هذه الزيارة، التي سيتباحث خلالها رئيسا البلدين حول التعاون الثنائي في مختلف المجالات والوضع الإقليمي ، تبرهن على الاهتمام البالغ الذي توليه الصين بتطوير علاقاتها مع كوريا الجنوبية، مؤكدين أنها ستعطى زخما إيجابيا للتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين ومساعيهما لحفظ السلم والاستقرار الإقليميين.

بارك مع الرئيس الصيني لدى زيارتها بكين

— زيارة لدولة واحدة

تعد زيارة شي لكوريا الجنوبية بمثابة زيارة يقوم بها زعيم صيني لدولة واحدة، وهذا أمر لم نشهده كثيرا في الجولات الخارجية التي يقوم بها القادة الصينيون.

وحلل ذلك رئيس معهد الصين للدراسات الدولية تشيوي شينغ بقوله إن “زيارة شي تأتي بعد زيارة نظيرته الكورية الجنوبية للصين في العام الماضي، وتظهر الاهتمام البالغ الذي توليه الصين للعلاقات الثنائية. فالصين وكوريا الجنوبية دولتان متقاربتان جغرافيا والانتقال من أي منهما إلى الأخرى مسألة سهلة، لذا من الممكن أن يتم وضع مثل هذا الترتيب الخاص بالزيارة”.

وفي يونيو من العام الماضي قامت بارك بأول زيارة لها إلى الصين، أجرت خلالها مباحثات مع شي جين بينغ وقادة صينيين آخرين. واتفق زعيما البلدين على تعزيز التعاون والتبادلات بين البلدين لإثراء وتعميق شراكة التعاون الإستراتيجية الصينية ــ الكورية على نحو شامل.

وقال سفير الصين السابق بسول تشانغ تينغ يان إن “الصين وكوريا الجنوبية جارتان تتمتعان بثقافة متقاربة وتكمل كل منهما الأخرى اقتصاديا ولديهما مطلب ومسعى مشتركان لحفظ السلم والاستقرار الإقليميين. لذا، من الطبيعي تعزيز التعاون والصداقة بين البلدين. ولا شك في أن زيارة شي هذه سترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى”.

— تعاون شامل

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ مؤخرا أن الرئيس الصيني ونظيرته الكورية الجنوبية سيتبادلان وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وقال تشيوي شينغ إنه منذ إقامة العلاقة الدبلوماسية بين بكين وسول، يعود التعاون في شتي المجالات بفوائد ملموسة على شعبي البلدين، حيث ازدهر التعاون الاقتصادي والتجاري وازدادت التبادلات الشعبية بشكل حيوي، ما منح زخما إيجابيا لتمتين أواصر العلاقات الثنائية.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، بلغ حجم التبادلات التجارية بين الصين وكوريا الجنوبية 274.2 مليار دولار أمريكي في عام 2013، بزيادة 7 بالمائة على أساس سنوي, وهو ما يعادل حجم تجارة كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة واليابان مجتمعين ولتغدو الصين أكبر سوق للصادرات الكورية الجنوبية. وفي الوقت ذاته، يتم تسيير أكثر من 800 رحلة جوية بين مدن صينية وكورية جنوبية أسبوعيا، حيث قام أكثر من 8.2 مليون من مواطني البلدين بزيارات متبادلة في العام الماضي.

و”لذلك من المتوقع أن يناقش الزعيمان سبل تعميق التعاون لاستكشاف المجالات الجديدة للتعاون”، على حد قول رئيس معهد الصين للدراسات الأجنبية.

كما يعتقد الخبراء الصينيون أن البلدين لديهما وجهات نظر مشتركة إزاء الوضع الإقليمي.

وقال تشانغ تينغ يان إن الوضع في شمال شرقي آسيا يهم المصالح الملموسة لكل من الصين وكوريا الجنوبية. وأضاف بقوله إنه رغم استقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية بشكل عام في الوقت الراهن، إلا أنه يتعين على البلدين تعزيز التنسيق والتعاون وبذل جهودهما المشتركة للحفاظ على السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وإخلائها من الأسلحة النووية.

ومن جانبه أشار تشيوي شينغ إلى أن الصين وكوريا الجنوبية دولتان تعرضتا لأفدح الخسائر في الحرب التي شنها الغزاة اليابانيون، وألحقت المواقف الخاطئة التي تتبناها الحكومة اليابانية منذ سنوات إزاء المسائل التاريخية ضررا بكل منهما. لذا تحث الصين وكوريا الجنوبية اليابان على إدراك المسائل التاريخية بشكل صحيح، وفي الوقت نفسه تبقيان على موقفهما الحذر إزاء الاتجاه اليميني المشهود على المسرح السياسي الياباني.

وفي معرض تعليقه على هذه القضية، أوضح تشا داو جيونغ الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة بكين قائلا “منذ العام الماضي عقد الرئيس شي جين بينغ لقاءات مع نظيرته الكورية الجنوبية, وخلال لقائهما المرتقب سيبعثان بإشارة هامة مفادها أن بلديهما يسعيان حاليا لإضفاء طاقة إيجابية على الجهود الرامية إلى حفظ السلم والاستقرار في المنطقة”.

— خارطة طريق

وأكد الأستاذ الصيني تشا داو جيونغ أن زيارة شي ستسهم في توطيد العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية، ولا سيما المنجزات التي تحققت منذ تولي بارك جيون ــ هيي منصبها، وتضفي حيوية جديدة على المرحلة القادمة من تعميق التعاون الثنائي.

يذكر أنه خلال زيارة بارك للصين، وقع الجانبان عددا من الاتفاقات والوثائق التعاونية التي تتناول مجالات الاقتصاد والتجارة والمالية والتكنولوجيا والاقتصاد الأخضر والعلوم البحرية إلخ ، فيما يمضى التقدم في المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بوتيرة متسارعة.

واقترح تشا داو جيونغ ضرورة أن يبذل الجانبان الصيني والكوري الجنوبي جهودهما للتوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن وإدخالها حيز التنفيذ، وأن يشجعا المزيد من المؤسسات على الانضمام إلى الاتفاقية ، ما سيطلق عنان الإمكانات الهائلة الكامنة في تعاون البلدين اقتصاديا وتجاريا.

وأما على الصعيد الأمني، فيتوجب على البلدين، اللذين أقاما علاقة تعاون تختلف عن التحالف التقليدي، تعزيز التنسيق والتعاون لمواجهة الوضع الأمني الاقليمي المعقد ولعب دور “آلة الاستقرار”.

وأشار إلى أن كوريا الجنوبية كانت ممثلة للقفزة الاقتصادية الآسيوية ، وتمتلك عددا كبيرا من الشركات المتميزة بروح الإبداع , لذا ينبغى على المؤسسات الصينية أن تتعلم وتستفيد من خبراتها الناجحة.

وبدوره أضاف تشيوي شينغ إن الاجتماعات على مستوى رؤساء الدولة لا تتناول الأعمال المفصلة، وإنما تضع خططا عامة حول ماهية العلاقات الثنائية واتجاه تنميتها، فيما يتم تطبيق التفاصيل على مستوى لجان العمل. وانطلاقا من ذلك، من المرجح أن يتمخض لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيرته الكورية الجنوبية بارك جيون- هيي عن بيان مشترك أو وثائق مشابهة تضع خططا جديدة للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات