الإتجار بالبشر هو عملية توظيف أو تجنيد شخص وإيوائه ونقله ، أو الحصُول عليه عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو الإحتيال أو الإكراه واخضاع الضحايا للعبودية رغماً عنهم لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو إجبارهم على العمل القسري أو العبودية أو ممارسة الدعارة أو استخدامهم لأغراض جنسية .

مسارات الاتجار بالبشر قبل تحريم الرقيق

الهدف الأساسي والأول من ممارسات الإتجار بالبشر بصوره المختلفة هو الربح المادي ، فهناك منظمات تعمل داخل البلاد ولكن إدارتها تكون خارج البلاد وهذه المنظمات عادة ما يكون لها اتصالات بدول أخرى كما يوجد سمسار في دول المصدر بالإضافة إلى أن عملية الإتجار بالبشر تتعدى لما بعد الحدود ، ويشكّل عدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية منفعة لهذه المنظمات وكلما كان الوضع السياسي أو الإقتصادي في البلد متدهوراً كلما ازداد احتمال وجود هذه المنظمات في البلاد فالضعف في حماية الحدود والإختلاف السياسي والفقر كلها عوامل تساعد هذه المنظمات الإجرامية على انتهاز الفرصة للمتاجرة بالبشر .

وتؤكد دراسة بجامعة أكسفورد البريطانية أن تجارة البشر تُعد ثالث أكبر نشاط إجرامي بعد تجارتي السلاح والمخدرات بل والأسرع نمواً ، وأن 98% من الضحايا هم من الفتيات والأطفال وأن أرباحها تقدّر بنحو 28 مليار دولار سنوياً ويرجع ذلك لأسباب متعددة ومعقدة ومتداخلة أهمها سرعة الأرباح والتكلفة البسيطة فضلاً عن أن المخاطرة الجنائية تكون ضئيلة في معظم الدول .

شراء العبيد، الولايات المتحدة،و١٨٥٠م

وفي التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن وضع الإتجار في البشر في العالم لعام 2014 ركّز التقرير على أربع دول هي تايلاند وماليزيا وجامبيا وفنزويلا باعتبارها الأسوأ من حيث اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل مجابهة الإتجار في البشر .

كما ذكر التقرير أن مصر دولة منبع وترانزيت ومقصد للنساء والأطفال الذين يجبرون على العمل والجنس وتناول التقرير أزمة أطفال الشوارع وتشغيل الأطفال في الأعمال المنزلية واستمرار ظاهرة الزواج الصيفي أو المؤقت حيث تزوج نساء وفتيات صغيرات إلى خليجيين أثرياء .

مازالت تجارة الرقيق التي تم تحريمها دولياً منذ عام 1792 تتجدد بأشكال عديدة ولسخرية الأقدار فهي تعود في أفريقيا بعد مرور أربع عقود على استقلال الدول الأفريقية عن الإستعمار الأوربي بأعنف مما كانت عليه في قرون البشاعة البشرية .

وبالرغم من قِدم نشاط الإتجار بالبشر إلا أنه اخذ يتزايد في العصر الحالي بشكل مريع وذلك بالنسبة للعائد المادي السريع .

وتغذي الإتجار بالبشر عدة عوامل متشابكة مثل الفقر والحرمان وتدهور الحالة الإقتصادية والبطالة والتهميش والتمييز ضد النساء وعدم الإستقرار السياسي وضعف القوانين التي تضع عقوبات غير رادعة على ممارسي التجارة مما يخلق مناخاً لممارسة الجريمة المنظمة وعدم توفر معلومات وإحصائيات دقيقة عن حجم المشكلة وضحاياها والشبكات التي تديرها نسبة لمناخ السرية الذي تتم فيه التجارة .

Tweet