احتفاء بأبطال مصر … وتأريخ لقناة السويس

02:56 مساءً الأربعاء 15 أكتوبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

غلاف العدد

صدر عن مجلة “ذاكرة مصر” عدد خاص للاحتفال بالذكرى الحادية والأربعين لنصر أكتوبر المجيد وتكريم أبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر، أبطال الصمود والنصر. كما يوثق العدد في ملف خاص أيضاً لقناة السويس، ويأتي ذلك بمناسبة احتفال مصر بذكرى افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869 بعد عشر سنوات من الحفر بدأت بأول ضربة فأس رمزية في 25 إبريل 1859.

يقول الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الاسكندرية ورئيس تحرير المجلة “يمثل هذا العدد تجسيدًا لسياسة تبنتها مجلة ذاكرة مصر وهي إعداد ملفات تكون مستقبلًا مرجعًا للمتخصصين، وهدفًا لمن يريد معلومات مركزة حول قضايا محددة، لذا فإن من يتصفح المجلة سيجد ملفين: الملف الأول حول أبطال القوات المسلحة، هؤلاء الأبطال هم من قامت أسرهم بإهداء صورهم ووثائقهم وأوراقهم الشخصية إلى مشروع ذاكرة مصر المعاصرة لتكون مرجعًا لكل من يرغب في الولوج إلى عالم هؤلاء الأبطال. والملف الثاني خاص بقناة السويس التي تمثل شريانًا حيويًا دوليًا للملاحة ولأهميتها فقد خصصنا ملفًا وثائقيًا بحثيًا مصورًا عن القناة”.
في الملف الأول يتم عرض عدد من السير الذاتية المدعمة بالصور والوثائق الخاصة بخمسة من أبرز أبطال القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وهم:
الفريق أول محمد فوزي؛ وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة 1967-1971، الذي ولد في 5 مارس 1915 في القاهرة. التحق بالمدرسة الحربية (الكلية الحربية الآن) عام 1934 وتخرج منها بعد سنتين وكان عمره 21 عاماً فقط. شارك فوزي في حرب فلسطين 1948 قائداً للمدفعية المضادة للطائرات وأُصيب في غزة، ثم انضم إلى الكلية الحربية كمعلم برتبة (بكباشي) مقدم أركان حرب في يناير 1949، وعمل فترة طويلة كبيراً للمعلمين وترقى فيها إلى أن وصل إلى درجة لواء فمدير للكلية الحربية، ورُقي فوزي رئيساً لأركان الجيش في مارس 1964. وفي 11 يونيه 1967 عينه الرئيس جمال عبد الناصر قائداً عاماً للجيش، ثم أضيف إليها منصب وزير الحربية في فبراير 1968. ويعتبر الفريق أول محمد فوزي هو أول من جمع بين منصب القائد العام ووزير الحربية، ومن حينها لم يفصل بين المنصبين. وتعرض المجلة عدد كبير من صور الفريق فوزي خلال المراحل العمرية المختلفة وعدد من الوثائق النادرة مثل شهادة منح فوزي رتبة ملازم ثانٍ عام 1936 وقرار تعيينه قائداً عاما للقوات المسلحة عام 1967.
الفريق أول عبد المنعم رياض؛ رئيس أركان حرب القوات المسلحة 1967-1969، الذي ولد في 22 أكتوبر 1919 في قرية من قرى مدينة طنطا، محافظة الغربية. تخرج عبد المنعم رياض من الكلية الحربية في 11 فبراير 1938 برتبة ملازم ثانٍ، واشترك في الحرب العالمية الثانية مع سرايا المدفعية المصرية التي كلفت بالدفاع الجوي ضد الطائرات الإيطالية والألمانية في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية، خلال عامي 1941م، و1942م. عمل خلال عامي 1947، و1948 في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين. وفي إبريل 1958 أوفد إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا في فرونز، أتمها في يناير 1959 وحصل على تقدير الامتياز. بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960، ثم نائب رئيس شعبة العمليات عام 1961. وانتدب للعمل مستشاراً لقيادة القوات الجوية في يوليو 1962، ووضع تصوراً وتنظيماً للدفاع الجوي يربط بين عناصر المدفعية المضادة للطائرات، وأسلحة الصواريخ، ووحدات المقاتلات، في قيادة واحدة هي قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، لتحقيق سيطرة أكثر فاعلية في الدفاع الجوي. تولى الفريق رياض قيادة الجبهة الأردنية بعد توقيع معاهدة الدفاع المشترك بين مصر و الأردن في 30 مايو 1967، و أبلى بلاءً حسنًا طوال فترة العدوان الإسرائيلي في يونيه 1967، وذلك بشهادة الخبراء العسكريين والملك حسين – ملك الأردن – الذي أثنى عليه و على جهوده الكبيرة. وفي 11 يونيه 1967 تم تعينيه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، و بذل جهوداً جبارة بهمة عالية لإعادة تنظيم القوات المسلحة و بنائها. وفي 9 مارس 1969، استشهد الفريق عبد المنعم رياض إثر إصابة إحدى طلقات المدفعية الإسرائيلية لأحد الأشجار المحيطة بالحفرة التي يربض بها الفريق خلال تفقده للقوات المصرية على الجبهة واندلاع معركة عنيفة كبدت خلالها المدفعية المصرية العدو خسائر فادحة.
كان عبد المنعم رياض صاحب رأي في القيادة، التي يصفها قائلاً: “لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائداً هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها، كخالد بن الوليد مثلاً، ولكن العسكريين يُصنعون، يصنعهم العلم والتجربة، والفرصة والثقة”.
وينشر العدد أيضاً صورًا للفريق الشهيد عبد المنعم رياض مع الرئيس جمال عبد الناصر والفريق محمد فوزي وصورًا ضوئية لوثائق خاصة به مثل براءة منحه رتبة فريق أول استثنائيًا من الرئيس جمال عبد الناصر في 8 مارس 1969.
ويأتي بعد ذلك عرض للسيرة الذاتية للفريق أول كمال حسن علي الذي كان قائداً للفرقة 21 مدرعات وشغل بعد ذلك منصب مدير سلاح المدرعات خلال حرب أكتوبر 1973. ثم رئيساً للمخابرات العامة المصرية، ثم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، فوزير للدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة. وفي 16 يوليو 1984 عُين رئيساً للوزراء حتى أغسطس 1985م. توفي الفريق أول كمال حسن علي في 27 مارس 1993 عن عمر يناهز 73 عاماً.
ويحتوي العدد على صور للفريق أول كمال حسن علي مع الرئيس عبد الناصر ورئيس الأركان عبد المنعم رياض عندما كان علي قائدًا للفرقة 21 مدرعات، وصورًا أخرى له خلال مشاركته في حرب اليمن ومع الرئيس السادات خلال تقلده منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي. ومع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عندما كان وزيراً للخارجية المصرية.
المشير أحمد بدوي؛ وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة 1980-1981، من مواليد الاسكندرية في 3 إبريل 1927. تخرج من الكلية الحربية عام 1948، وشارك في حرب فلسطين. حصل على درجة “أركان حرب” من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي عام 1961م.
كان بدوي قائداً لفرقة مشاة ميكانيكية مع بداية حرب أكتوبر، وفي 13 ديسمبر 1973 رُقي إلى رتبة اللواء، وعيُن قائداً للجيش الثالث الميداني وسط ساحة القتال. وفي 20 فبراير 1974، كرمه الرئيس الراحل السادات في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية. كما تم تعيينه – في 26 مايو 1979 – وزيرًا للدفاع بعد ترقيته إلى رتبة الفريق، وقائدًا عامًا للقوات المسلحة في 14 مايو 1980.
في 2 مارس 1981م، لقى الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة هليكوبتر في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية. فأصدر الرئيس السادات قراراً بترقيته إلى رتبة مشير وترقية رفاقه إلى الرتب الأعلى، واعتبارهم من شهداء الوطن.
الفريق حلمي عفيفي عبد البر الذي يعد من أبرز الشخصيات العسكرية المصرية، وصاحب فكرة إنشاء تحصينات مواقع الصواريخ سابقة التجهيز، وكان قائداً لإحدى فرق الدفاع الجوي أثناء العبور العظيم.
حلمي عفيفي عبد البر من مواليد عام 1922 بإحدى قرى محافظة المنوفية. التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1942م. اشترك في الحرب العالمية الثانية مقاتلاً على المدفعية المضادة للطائرات. وخدم بالقوات المسلحة مدة قاربت الأربعين عاماً خدم خلالها في جميع فرق الدفاع الجوي حاملاً على أكتافه خبرة حروب ستة: الحرب العالمية الثانية، حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي على مصر 1956، حرب يونيه 1967، حرب الإستنزاف، وحرب أكتوبر 1973م.
ينشر العدد أكثر من صورة ووثيقة للفريق حلمي عبد البر أبرزهم صور له مع القادة العسكريين المشير الجمسي والفريق أول كمال حسن علي والفريق أحمد بدوي. توفي الفريق حلمي عام 2011 عن عمر يناهز 89 عاماً.


الملف الثاني ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، الأول يحتوي على معلومات أكثر من قيمة عن قناة السويس منذ أول ضربة فأس رمزية في 25 إبريل 1859، والتحديث والابتكار في ورشة عمل قناة السويس. وصوراً نادرة للقناة على مر العصور منذ البدء والشروع في حفرها ولحفل افتتاح القناة وأول عبور للسفن من خلالها. وأخيراً تقييم لمدى استفادة مصر من تجربة حفر القناة. والجزء الثاني يتعرض لقناة السويس في الوثائق العثمانية من خلال نشر دراسة للباحث التركي مصطفى بيلج – وهو أستاذ مشارك بالمؤسسة التركية الدينية، مركز البحوث الإسلامية، إسطنبول، تركيا – وترجمة عمرو الزواوي. أما الجزء الثالث فهو بقلم الدكتور خالد عزب عن متحف السويس القومي الذي يحكي ملاحم السويس عبر سبعة آلاف عام من خلال المعروضات التي يحويها بين جدرانه والقطع الأثرية التي تبلغ حوالي 1500 قطعة أثرية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات