فكر 13 … حلم الوحدة وواقع التقسيم

08:29 صباحًا الإثنين 1 ديسمبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أعلن وزير الثقافة اللبناني الأستاذ ريمون عريجي، عن أسماء الفائزين بجائزة الإبداع العربي، وجائزة أهمّ كتاب عربي، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته مؤسّسة الفكر العربي للإعلان عن “التقرير العربيّ السابع للتنمية الثقافيّة” وأسماء الفائزين بجوائز المؤسّسة وبرنامج مؤتمر “فكر13″.

بدايةً، تحدّث المدير العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط، فقدّم عرضاً للأنشطة الثلاثة التي دأبت المؤسّسةُ على تنظيمها مطلع شهر ديسمبر من كلّ عام، وهي: التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، ومؤتمر “فكر13″ ،وحفل توزيع جوائز الإبداع العربي وجائزة أهمّ كتاب عربي.

التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية “العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من “الربيع العربي” “

تحدّث العويط بإسهاب عن مضمون التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، فأكّد أن اختيار هذا الموضوع بالذات، مردّه إلى أنّ المؤسّسة آلت على نفسها منذ إنشائها، أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداةً لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها مجتمعاتُنا ودولُنا. وأشار إلى أن الواقع الذي عاشته المنطقة العربية منذ 14 كانون الثاني/ يناير 2011، تاريخ مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي تونس، شَغَلت ولمّا تزل، العالم بأسره، وأدّت إلى انحرافات خطيرة تنذر بمستقبلٍ قاتم، قد يطاول الوجود العربي نفسَه. من هنا  رأت مؤسّسةُ الفكر العربي أن من واجبها القيام بمراجعة نقديّة شاملة لهذه الظاهرة الاستثنائيّة.

وأوضح أن التقرير هذه السنة يتألّف من 6 أبواب مستقلّة ولكنّها متكاملة، تضمّ 56 بحثاً، وهي تمتدّ على ما يقارب 800 صفحة. ولفت إلى أن أبرز الخصائص التي يمتاز بها هذا التقرير منحاه البانورامي، وجمعُه ما بين العرض والتحليل والاستشراف، مؤكّداً أن ما يضاعف من أهميةِ التقرير، أنه الأول الذي اشتمل على قائمةٍ بيبلوغرافيّة، رصدت ما يناهز أربعمئةَ كتاب حول الربيع العربي، باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية، معرّفةً بإيجاز بمضمون كلّ واحدٍ منها.

وعرض العويط لمضمون التقرير ومحتواه، إذ يتيح الباب الأوّل قراءةَ أحداث الربيع العربي وتحوّلاتِها، من خلال مجراها المباشر في بلدان الربيع الخمسة (تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وسوريا). وتولّى البابُ الثاني قراءةَ ظاهرةِ الربيع العربي قراءةً موضوعاتيّة، عالجت عناصرَها وسماتِها المشتَركة. وتضمّن البابُ الثالث قراءاتٍ رؤيويّة، تستشرف مآلات هذا الربيع، وتحوّلاته المستقبليّة، وفق مجموعةٍ من التصوّرات والسيناريوهات. أما البابُ الرابع فقد خُصّص لعرض وجهاتِ نظرٍ تمثّل دولاً عربية، أثّرت في مجرى أحداث الربيع العربي وأيضاً الدول الإقليميّة الفاعلةِ أو المعنيّة، فضلاً عن الدول الكبرى (الولايات المتّحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والهند، واليابان)، وهي القراءات التي تضمّنها الباب الخامس. وقد تمّ التركيز في الباب السادس والأخير، على قراءة الربيع العربي من خلال النتاج الثقافي والفكري الذي ولّده.


برنامج مؤتمر “فكر13″

من جهته، ألقى المشرف العام على مؤتمرات “فكر” الأستاذ حمد العمّاري كلمة، أعلن فيها عن برنامج مؤتمر “فكر13″، وأوضح أن مؤتمر “فكر” هذه السنة يتناول، بحثَ قضيّة ملحّة تواجه الوطن العربي، عبر توفير بيئة مناسبة للحوار والنقاش بين جميع الأطراف المشاركة، على اختلاف انتماءاتهم الفكريّة، علّها تمهّد الطريق نحو تحقيق الحلم العربي الذي عاشته الشعوب العربية لعقود خَلَت، و”أقصد حلم التكامل والوحدة العربي”.

وأكّد العمّاري أن تحقيق حلم الوحدة لا بدّ أن ينطلق من أساس واقعيّ، يتخطّى الشعور بالخيبة ويأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي تمرّ به المنطقة العربيّة، في محاولةٍ لإضاءة شموع الأمل وتمهيداً لمستقبلٍ عربيٍّ أكثر إشراقاً.

وأشار العمّاري إلى أن الحوار في المؤتمر سيتوزّع على جلسات عامّة وأخرى موازية، ذات طابع تخصّصي وعلمي، تتناول محاور التكامل العربي على ثلاثة مستويات:

التكامل الثقافي: ويُعالج الأطر الثقافية العربية المشتركة ومفهوم الثقافة والهويّة العربية.

التكامل السياسي: ويعالج المسار التاريخي للتحوّلات الجيوسياسيّة والاتفاقات العربية المشتركة ومستقبل علاقات العرب على المستوى الاستراتيجي، إقليميّاً (من خلال علاقتهم بدول الجوار) ودولياً.

التكامل الاقتصادي: ويُسلّط الضوء على التحدّيات المستقبلية في الوطن العربي، سواء على صعيد البنى الاقتصادية الراهنة وتنوّعها، أم على صعيد النموّ الاقتصادي.

جوائز الإبداع العربي وجائزة أهمّ كتاب عربي

تحدّث العويط عن جوائز المؤسّسة فأكّد أن ما يميّزها عن مثيلاتها من الجوائز العربية بأنّها تغطّي مروحةً واسعةً ومنوّعة من حقول الإبداع في تجليّاته المختلفة.

 وأكّد أنّ المؤسّسة تطمحُ عبر جوائزها إلى التحفيز على الإبداع، من خلال تكريم المُبدع العربي اللامع، وتسليط الضوء عليه، وخاصّة الفئات العمرية الشابة. كما نوّه العويط بسمعة الجائزة ومصداقيتها القائمتين على لجان التحكيم، والمعايير التي تطبّقها، بحيث حرصت مؤسّسةُ الفكر العربي على اختيار منسّقي اللجان وأعضائها، من أهل الاختصاص وذوي الكفاءة، المشهود لهم بالموضوعيّة والنزاهة العلميّة.

وختم وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي بكلمة، أكّد فيها على دور مؤسّسة الفكر العربي التي دأبت منذ تأسيسها سنة 2001 على النهوض بالمنطقة العربية معتبراً أنه في ظلّ حمأة هذا الشحن الديني المذهبي الدموي الذي يلفّ غير مدينة عربية، لا تزال هذه المؤسّسة ملاذاً لأصحاب الفكر والإبداع، وضميراً واعياً لخطورة المنحى الجاهلي الذي تنزلق إليه المنطقة، معتبراً أن خيار المؤسّسة تحفيز المبدعين وتشجيعهم، هو تماشي مع حركة التطور الإنساني في العالم.

بعدها أعلن الوزير عريجي عن أسماء الفائزين بجوائز المؤسّسة، حيث فاز ب:

-جائزة أهمّ كتاب عربي، الدكتور خالد عزب (مصر) عن كتابه “فقه العمران”: العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلاميّة”

-جائزة الإبداع العلمي الدكتور ألفرد نعمان والدكتور عصام خليل (لبنان) عن مشروع “تطوير دواء MM-MTA للعلاجات اللبيّة”

-جائزة الإبداع التقني الدكتور مشهور مصطفى بني عامر (الأردن) عن “النظام العلاجي الذكي”

-جائزة الإبداع الاقتصادي الدكتور سالم توفيق النجفي (العراق) عن كتاب “سياسات الأمن الغذائي العربي في حالة الركود في اقتصاد عالمي متغيّر”

-جائزة الإبداع المجتمعي الأستاذ عبد الرحمن محمد السقاف (اليمن) عن برنامج “حضرموت للتمويل الصغير”

-جائزة الإبداع الإعلامي الأستاذ عبد السلام محمد هيكل (سوريا) عن موقع “اقتصادي دوت كوم”

-جائزة الإبداع الأدبي الدكتور نجم عبدالله كاظم (العراق) عن كتاب “نحن والآخر في الرواية العربيّة المُعاصرة”

-جائزة الإبداع الفني المطربة ريما خشيش (لبنان) عن عملها الفنّي “هوى”.

كما منحت المؤسّسة جائزة “مسيرة عطاء”، لمنتدى أصيلة (المغرب) مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، ممثّلاً بمعالي الوزير محمد بن عيسى.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات