آسيا ماجازين إن: أساطير وتاريخ ومستقبل

09:11 صباحًا الثلاثاء 3 فبراير 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 Magazine N February

في عددها الجديد الصادر هذا الشهر، فبراير 2015، تقدم (ماجازين إن) عالم آسيا الموَّاربالتاريخ والعصرنة، المتخم بالفنون والأساطير، وكذلك المشغول بالعلم والمستقبل.

في البداية يوجه الناشر لي سانج كي Lee Sang-ki رسالة إلى القراء شاكرا الدعم الكبير الذي أثمر عن اختيار (ماجازين إن) من قبل وزارة الدفاع الوطني في جمهورية كوريا كي توزع على كل قطاعات الجيش، والبحرية، والقوات الجوية، والبحرية، شهريا، وهو ما يعد نافذة جديدة تشق فيها المجلة طريقها نحو قطاعات قراءة جديدة، بفضل ما تقدمه، باللغتين الإنجليزية والكورية، من ملفات وصفحات متخصصة، وآراء وتحليلات معمقة، وبإخراج أنيق وصور حصرية.

وتعالج (ماجازين إن) التحولات السياسية في المنطقة، ويكتب أشرف أبواليزيد تحت عنوان سلمان السعودية: ملك جديد ونظام تليد، عن المرتقب من المملكة إزاء القضايا الداخلية والخارجية التي تواجهها، بدءا من هبوط أسعار النفط، التي أضرت بدول الخليج مثلما أضرت بالشركات التي استثمرت بالمليارات في أمريكا الشمالية، بعد ارتفاعه، وصولا للعلاقات مع اليمن، ويقارن بين حالتي اليمن في الستينيات واليوم، حيث كانت العلاقات المصرية السعودية قد ساءت بسبب مساندة السعودية لحكم الإمام، أما اليوم فتحتاج المملكة إلى مواجهة الحوثيين الذين يؤججون الموقف الداخلي، وبالتالي تبعاته في المحيط الإقليمي.

قصتان أسطوريتان من السند وكوريا تقدمان نموذجا لتقاطع الحكايات الشعبية بين ثقافتين وحضارتين مختلفتين

قصتان أسطوريتان من السند وكوريا تقدمان نموذجا لتقاطع الحكايات الشعبية بين ثقافتين وحضارتين مختلفتين

وفي إضاءتها للبلدان الآسيوية تقدم (ماجازين إن) بانوراما عن النيبال، تلك التي تمر بمخاض سياسي كبير، تتطلع فيه لمستقبل اقتصادي مزدهر، رغم صعوبة الطريق، تماما كما تعبر عنه صورة الغلاف التي التقطها المصور الكوري Cho Hinjsoo لمجموعة من متسلقي جبال الهيمالايا يعبرون بحرا من السحب جنوب شرق تلك السلسلة الجبلية التي تشتهر بها النيبال عالميا.

 

وزير الدفاع المصري الأسبق الفريق محمد صادق مستقبلا نظيره السعودي الأمير سلطان، والأمير سلمان بن عبد العزيز ، الملك الحالي، القاهرة، أغسطس، ١٩٧١

وزير الدفاع المصري الأسبق الفريق محمد صادق مستقبلا نظيره السعودي الأمير سلطان، والأمير سلمان بن عبد العزيز ، الملك الحالي، القاهرة، أغسطس، ١٩٧١

ويكتب المحرر والمصور الباكستاني راؤول إعجاز عن عالم الأساطير والحكايات الشعبية ايقارن بينها في ثقافة السند وكوريا، يقول إنه يمكن للمرء أن يجد أوجه التشابه بين الحكايات الشعبية الكورية والسندية. والمثير للاهتمام هو ملاحظة ذلك البحث المستمر عن العروس الذي يعد أولوية بالنسبة للعديد من الشخصيات في تلك القصص. في بعض الأحيان، تظهر في هيئة حلزون أو سيدة أو جنية خرافية. وذلك إما ينتهي “بالوئام إذا حسن الحظ بعد وقت ” أو بالمأساة (كما تفعل القصص). ولكن الأمر ليس بثنائية الأسود والأبيض، فالظروف تختلف، على الرغم من أن الذروة واحدة. ويقدم إعجاز نموذجين عابرين للثقافات؛ القصة الشعبية الكورية ” Woo rung gak si ” سيدة الحلزون ، تحكي عن الحلزون الذي يتحول إلى سيدة. يبدأ السرد مع رجل يجد الحلزون ويأتي به للبيت ليكتشف في نهاية المطاف أنها امرأة ، وفي وقت لاحق، يتزوجان. ثم يتحداه الملك الذي يريد زوجته الجميلة وفي النهاية يفوز (بمساعدة القوى الملكية الخارقة لوالد زوجته التنين القوى) ويتبرع بثروة الملك للفقراء، لإنهاء القصة. إذا كانت قوى التنين الملك خيالية ليست مؤثرة بما فيه الكفاية، فلدينا قصة Sassui Punnhun  في الفولكلور السندي. وساسوي هي ابنة  متبناة لعامل مغسلة في الحكاية السندية الشعبية. أما بونهون فهو أمير القبيلة البلوشية الذي يقع في الحب ويعتزم الزواج. يقف إخوة بونهون  ضد فكرة الأمير من ابنة عامل مغسلة. لذلك وفي الليلة الأولى من احتفالات الزفاف، يخدرون شقيقهم بونهون ويحملونه إلى مسقط رأسهم. في صباح اليوم التالي، تعاني ساسوي آلام فراق حبيبها، وتنطلق حافية القدمين إلى مسقط رأسه تعبر الأميال من الصحارى والوديان، وحين يحاول أحد الرعاة الاعتداء جنسيا عليها، تهرب وتصلي إلى الله كي يخفيها. تبدأ الهزات والانشقاقات الأرضية وتدفن الأخاديد ساسوي تحتها. وعندما يستيقظ الأمير يسلك الطريق نفسه ويعرف بمصير ساسوي فيتحسر على نفس، ويدعو صلاة أن ينال مصيرها، وتجاب صلاته، ويدفن ساسوي وبونهون معا في بطن الوادي.

وكان راؤول قد انضم الشهر الماضي إلى فريق العمل فيي كوريا، وستنضم رضوى أشرف إلى الفريق نفسه هذا الصيف، كما كتب ذلك في افتتاحيته الإعلامي الكوري المخضرم لي سانج كي.

باقة من الآداب والفنون تضمها صفحات (ماجازين غن) من بينها إضاءة للفيلم الكوري “قصيدة لوالدي” للمخرج “يون جيه كيون” الذي حقق 10 مليون مشاهد في فترة أقل من شهر منذ بدأ عرضه يوم ١٧ ديسمبر الماضي ليتم إدراجه ضمن قائمة الأفلام الكورية الناجحة التي تجاوز عدد مشاهديها عتبة 10 ملايين داخل كوريا الجنوبية، بما يجعله فيلما مميزا ماليا وتجاريا حسبما تقول الأرقام.

ويتناول الفيلم صورة الآباء الكوريين في التاريخ الحديث، ويقول خبراء مختصون بقطاع صناعة الأفلام إن نجاح الفيلم يُعزى إلى تناوله قصة حياة الآباء العاديين في التاريخ الكوري الحديث ، بينما يعبر بعضهم عن قلقهم من أن الفيلم يحاول تزيين النظام الدكتاتوري الذي حكم كوريا في الماضي. الفيلم الكوري الجنوبي يزكي المشاعر الوطنية، ويؤكد على قيمة العائلة، ولكن كوريا الشمالية إذا أنتجت فيلما مماثلا، جدلا، سيوصف بأنه فيلم دعائي.

في السينما أيضا لقاء مع النجمة الهندية التي ترتقي موجات النجاح أنوشكا شارما، 1988، التي نشأت في بنجالور، وقد تعلمت بمدرسة عسكرية حيث كان والدها ضابطا، وبدأت حياتها عارضة للأزياء، وفي آخر أفلامها مثلت العام الماضي كمساعدة لكائنات فضائية تهبط الأرض، وهو الفيلم الذي لفت الانتباه إلى موهبتها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات