المرأة في السينما الإيرانية

09:00 صباحًا الأربعاء 11 فبراير 2015
سمير أرشدي

سمير أرشدي

أستاذ محاضر بجامعة الكويت

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
المرأة عنصر بارز ضمن أبطال طريق الحرير البحري ( راه آبي ابريشم ) ، الفيلم أخرجه وكتبه للسينما محمد بزرك واشترك في التمثيل نخبة من نجوم السينما الإيرانية منهم بهرام رادان ، داریوش ارجمند، رضا کیانیان، بكاه آهنكراني، بیام دهکردي، مهدي میامي، محسن حسیني، فرشید صمدي ‌بور، هوشنك قوانلو، محمدعلی قویدل، حمیدرضا میلا وعزت‌الله انتظامي ، وعرض في الكويت ضمن أسبوع السينما الإيرانية

المرأة عنصر بارز ضمن أبطال طريق الحرير البحري ( راه آبي ابريشم ) ، الفيلم أخرجه وكتبه للسينما محمد بزرك واشترك في التمثيل نخبة من نجوم السينما الإيرانية منهم بهرام رادان ، داریوش ارجمند، رضا کیانیان، بكاه آهنكراني، بیام دهکردي، مهدي میامي، محسن حسیني، فرشید صمدي ‌بور، هوشنك قوانلو، محمدعلی قویدل، حمیدرضا میلا وعزت‌الله انتظامي ، وعرض في الكويت ضمن أسبوع السينما الإيرانية

اقامة مهرجان السينما الايرانية في الكويت كانت نافذة لتسليط الضوء على جانب من معطيات السينما الايرانية و ما حققته خلال العقود الثلاثة الماضية من عمر الجمهورية الاسلامية في ايران .

صحيح ان المهرجان الذي أقيم بدعم من المستشارية الثقافية الايرانية لم يكن بالضرورة ممثلاً لكل اتجاهات هذه السينما لكنه قدم بانوراما معاصرة عن الموضوعات و الأفكار التي تتناولها المدرسة السينمائية في ايران و استعرض في حدود المتاح بعض الافلام التي نالت جوائز ذهبية في مهرجانات عالمية معروفة .

لقد تضافرت عوامل متعددة مهدت الطريق لنجاح السينما الايرانية و اخراجها من سباتها أهمها منع استيراد الافلام الأجنبية و تشجيع الممثلين و المخرجين الشباب لسد حاجة الشعب الايراني المحب و المتابع للفن السابع .

و اليوم نجد ان غزارة الانتاج و نوعيته نجحت في تلبية حاجة السوق المحلية بل و باتت تحصد الجوائز في أهم مهرجانات العالم حيث وصل الانتاج السنوي الى اكثر من سبعين فيلم طويل يعرض في 280 دار عرض كبرى في ارجاء البلاد .

و قد ساهمت السينما الايرانية في تقديم صورة ناصعة  لسينما العالم الثالث و التعريف بها من خلال تقديم افلام بعيدة عن الجنس و الاغراء و العنف و الجريمة و تركز على معالجة الجوانب التربوية و الاجتماعية و الشؤون الانسانية للبشرية بمنأى عن اي توجه طائفي او عنصري .

وقد حمل قطار الثورة الإسلامية المرأة الإيرانية إلى عالم الإخراج السينمائي وساعدها على استعادة مكانتها ومنزلتها التي فقدتها في عهد الشاه محمد رضا بهلوى الذي بذل جهوده لتبديل المرأة الى سلعة رخيصة لا هم لها سوى تقليد الصرعات الغربية والاهتمام بالموضة بينما صنعت الجمهورية الاسلامية منها إنسانا كاملا يمارس دوره في بناء المجتمع وفرضت على العالم أن ينظر إليها بإعجاب، وتقدير واحترام. وهيأت لها أفاق رحبة في عالم السينما وزودتها بالحرية والثقة في النفس وأنشأت لها مؤسسات دعم مادي رسمي لا مثيل له في جميع أرجاء المنطقة.
ولم تكن للمرأة الإيرانية أية قيمة في عالم الإخراج كإنسانة مبدعة وفاعلة في المجتمع أثناء فترة ما قبل الثورة الإسلامية لكنها تحملت ما بعد الثورة رسالتها بكل مسؤولية وإرادة وشجاعة وشقت طريقها بنجاح وفتحت فصلا مذهلا وجديدا في تأريخ السينما العالمية وعرضت نموذجا سينمائيا متكاملا وحققت انجازات باهرة على هذا الصعيد فتألقت بما لديها من طاقات ومواهب فنية على أفضل وجه بكل حرية وبدون أدنى قيود.
وظهرت المخرجات الإيرانيات بقوة وبحضور متميز وفاعل على الساحة العالمية وقدمن صورة مشرفة عن بلدهن وحصدن الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية بالجملة. وأثارت هؤلاء المخرجات الاهتمام بما طرحت أفلامهن من رؤية شجاعة في تناول مشاكل المرأة خاصة، ومشاكل المجتمع كافة، وتعددت إبداعاتها الفنية تسابقت معها المهرجانات السينمائية الدولية وأكاديميات الفن في كل أنحاء العالم لاستضافتها وعرض أفلامها إلى درجة أن اليوم العالمي للمرأة لا يخلو من عرض أفلام المخرجات الإيرانيات مما يشكل دليلا دامغا على عظمة إبداع المرأة الإيرانية في السينما و قدرتها الراسخة علي إثبات وجودها.
إنها حالة فنية خاصة وفريدة إلى درجة أن عدد المخرجات الإيرانيات وصل حاليا إلى 25 في المائة من مجموع المخرجين الإيرانيين في الوقت الذي لا يبلغ فيه إلا 6 في المائة في الولايات المتحدة والقلة القليلة التي تحسب على أصابع اليد في أوروبا بأكملها. أما المخرجات العربيات فلا وجود لهن وان وجدن فهن مخرجات من الدرجة الثالثة ويستحيل عليهن التنافس مع المستوى الفني الراقي للمخرجات الإيرانيات ونحن هنا لا نقصد الحط من القدرات الثقافية للمرأة العربية، فالإرادة والوعي موجودان لديهن لكن إدراك أهمية تأثير الفن ومهمته في بناء المجتمع مفقودة.
والعجيب في الأمر أن إيران أنجبت كما هائلا من عمالقة الإخراج النسوي على المستوى العالمي في ظرف وجيز تهدمت معه كل الأعراف والتقاليد بجرأة وعزيمة لا تعرفان المداهنة. ورغم ذلك حافظت المخرجة الإيرانية على هويتها وخصوصياتها وعدم تشبهها بأي سينما أخرى. ومعروف أن أهم ما يميز السينما الإيرانية ككل، وسينما النساء على الخصوص، هو البساطة في الشكل لكن بعمق روحي يغـوص في أعمـاق النظـر الفكـري والفلسفـي ولغة رمزية غامضة مما يجعلها تنافس المستويات العالمية. وشكل الرهان على المحلية الذي اعتمدت عليه أفلام المخرجات الإيرانيات أهم خطواتها نحو العالمية إذ اهتمت بتوثيق مشاغل مجتمعها وهمومه وتخلت في المقابل على الإكسسوارات الفجة واهتمت بالمواطن الإيراني وآلامه وهواجسه وبذلك تكون الإيرانيات قدمن استعراضاً راقياً في أنقى الجمال يصل إلى الجمهور المحلي والعالمي. ومن أمثال هؤلاء المخرجات رخشان بني اعتماد بروعة أفلامها التي تتناول مواضيع باتجاهات إنسانية واجتماعية ذات آثار متباينة ومؤثرة مستوحاة من صلب المجتمع الإيراني.. ومن المخرجات المبدعات كذلك سميرة مخملباف التي قدمت فيلمها الدرامي الأول التفاحة سنة 1998 للمسابقة الرسمية وهي لا تزال في سن السابعة عشرة من عمرها وكسرت رقما تاريخيا لمهرجان كان وبذلك تكون أصغر مخرج من حيث العمر يخوض المنافسة من أجل جائزة السعفة الذهبية التي يمنحها المهرجان. ودعي هذا الفيلم إلى أكثر من 100 مهرجان دولي وحازت به على جائزة في مهرجان فيينا والكاميرا الذهبية من كان. وفي عام 2000 شاركت بفيلمها الثاني السبورة السوداء، و فازت بجائزة التحكيم في مهرجان كان وبذلك تكون أيضا أصغر مخرج في العالم وفي تاريخ كان. وعادت في العام 2003 لتفوز بالجائزة نفسها من المهرجان نفسه عن فيلمها الخامسة بعد الزوال بعدها شاركت في المهرجان نفسه بوصفها عضوا في لجنة التحكيم.

و اذا كانت النجومية في السينما العالمية هي للممثل فان السينما الايرانية قلبت هذا العرف ليكون النجم هو المخرج حيث ان شباك التذاكر يعتمد على اسم المخرج الذي انجز العمل مع الاحتفاظ بقيمة و مكانة الممثل المبدع .

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات