الغلاف

الفهرس

الفهرس

إذا جاز لنا التعبير ثقافياً عن أيقونات تخطى تأثيرُها حدودها الجغرافية، فإننا يمكن أننسميها ظواهر كونية، وفي هذا العدد من «العربي» أكثر من حديث عن تلك الظواهر،طبيعية كانت أم إنسانية.

فالحدائق المعلَّقة، التي اشتهرت مدينة «بابل» التاريخية نموذجاً لها، وجدت «العربي»طريقاً إليها في سنوات سابقة، زارت فيها اليمن وسلطنة عُمان، مثالين، مثلما تجد هذاالشهر سبيلاً إلى نموذج ثالث في المملكة المغربية بإقليم «أزيلال».

وقصص الحب في الحكايات الشعبية هي ظاهرة كونية بالمثل، كما سنقرأ في «حيزية»،القصيدة الشعبية من الجزائر.

لكن أبرز الظواهر الكونية التي يتناولها العدد هي أيقونة المسرح العالمي ويليام شكسبير،حيث يحتفل العالم هذا الشهر بذكرى ميلاده ووفاته (1564 – 1616 م)، وهذا موضوعالتحقيق المصور «تظاهرة شكسبير»، الذي يقترب من عالم المسرحي الأشهر، مثلما هوموضوع الدراسة النقدية لأحد أعماله، مسرحية «العاصفة»، في ضوء النقد ما بعدالكولونيالي، متخذاً من دراسة الناقدة العربية الراحلة رضوى عاشور نموذجاً.

وفي ظل ظاهرة كونية مظلمة تغذيها نيران التطرّف يأتي حديث الشهر لرئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبدالجادر عن ماهية الوسطية, ووسطية الأمة تأتي من الأخذ بمعطيات العقل والنقل بمقدار درء الشكّ العقلي والأخذباليقين النقلي، فالتفكير العقلي يقوم أساساً على الشك للوصول إلى الحقيقة، بيد أنّالإيمان يستند إلى اليقين لإثبات الحقّ. كان هذا هو الاختلاف الأصل بين الفلاسفة وعلماءالكلام في تاريخ الفكر الإسلامي، وقد كانت الأمة ضحية هذا الاختلاف، الذي سرعان ماتحول إلى صراع، فمنذ أن تشكك مثقفو الأمة بمقام الفلسفة ووقفوا ضدها، تراجعت قدرةالعلماء المسلمين في كل الميادين الفكرية في المضي في سبيل التقدم العلمي. لهذا نغوصفي سير هؤلاء الذين أخذوا بنور المعرفة.

وعلى هذا المنوال، يتابع القرّاء الكرام صفحات أيقونات أخرى، وظواهر مغايرة، في الأدب والتاريخ والسينما، تؤكد جميعها أن الظواهر الكونية يتجاوز تأثيرها حدود الزمان والمكان،وأن الإشارة إليها، في مقال أو استطلاع أو حوار، هي بمنزلة التقاط صورة مقرَّبة للحظةمن زمن متجدد.

هكذا نقرأ سيـــرة شيخ الأزهر الأسبق محمد الخضـــر حسين، ونتــابع بحث المخرجالسينمائي ديفـــيــد ليـــنش عن ذاته، ونــــزور مــعامل صناعة الشغف بالعلوم، ونتابععلاقة الإنترنت بالكتاب الإلكتروني، وهي إشارات لمائدة حافلة، تتقصى الظــواهر الكونية،في التاريـــخ، والأدب، والفــن، والعلم.

Tweet