رمضان بروح كورية

06:05 مساءً الخميس 2 يوليو 2015
نيللي علي

نيللي علي

كاتبة ومدونة من مصر، كاتبة في آسيا إن

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
مستر بارك جي يانج مع المصريين والكوريين في حفلة الإفطار الجماعي

مستر بارك جي يانج مع المصريين والكوريين في حفلة الإفطار الجماعي

عندما تسمع الأغاني الرمضانية المصرية القديمة “وحوي يا وحوي” في الدكاكين وبين الأزقة تبتسم لأنها تذكرك بأيام الطفولة، أما أن تسمع هذه الأغاني في المركز الثقافي الكوري بالقاهرة فهذا كفيل أن يجعلك سعيد بتراثك وأصالتك أمام الكوريين.
عندما رأيت إعلان “المركز الثقافي الكوري” بالقاهرة عن “حفلة الإفطار جماعي” لم أتردد للحظة واحدة في المشاركة، فمن الجميل أن يشارك كل فرد مصري بطبخ “أكلة مصرية” ومشاركتها مع المصريين والكوريين، وبالفعل في الساعة الخامسة والنصف جاء المصريين يحملون ما لذ وطاب من الأطعمة المصرية مثل المكرونة بالبشاميل والمحشي والدجاج المشوي.
وأخذنا التذاكر ودخلنا إلى غرفة مريحة للنفس، اصطفت الموائد والكراسي على الجانبين، وكان يتدلى من أعلى نجف يحمل نفس ألوان العلم الكوري، والمصريين ينتشرون في المكان بأكمله والكوريين يدخلون تباعًا، المصريون يتسابقون من أجل الجلوس بجوارهم، والذين لم يحالفهم الحظ في الجلوس بجانب الكوريين لم ييأسوا فمنهم من ظلوا ينظرون إليهم وآخرون التقطوا صورًا لهم.
وافتتح الحفل مستر ” بارك جي يانج ” مدير المركز الثقافي بالقاهرة بإلقاء كلمة يعرب فيها عن سعادته بوجود المصريين والكوريين في مكان واحد، فهذا هو المعنى الحقيقي لتبادل الثقافات، وفي تمام الساعة السادسة أقيمت المسابقات بين المصريين والكوريين، وكانت الأسئلة تدور حول أشهر الأطباق الكورية الرئيسية والجانبية، وأشهر المشروبات المصرية، والدراما الكورية، والفرق الغنائية، والمصريين والكوريين رفعوا أيديهم للمشاركة، وتعالت الأصوات وتسابقوا في نطق الإجابات، وتم توزيع الحلوى على الأشخاص الذين جابوا إجابات صحيحة.

الشيف يانج مع مدير المركز الثقافي الكوري "بارك جي يانج" ومشاركة من المصريين والكوريين أثناء عرض "البييمباب" في حفلة الإفطار الجماعي بالقاهرة.

الشيف يانج مع مدير المركز الثقافي الكوري “بارك جي يانج” ومشاركة من المصريين والكوريين أثناء عرض “البييمباب” في حفلة الإفطار الجماعي بالقاهرة.

وفي الساعة السادسة والنصف كان ميعاد عرض ” البيبيمباب ” Bibimbap 비빔. ، وعندما دخل الشيف يانج ورأيت الحلة الكبيرة التي يملأها الأرز والخضروات، تبادر إلى ذهني أنه من المفترض أن يتقدم بها إلى موسوعة جينيس من حجمها الهائل وكثرة الخضروات، وقف الشيف يانج على المسرح يتحدث عن ” البيبيمباب ” فهو مزيج من الأرز والخضروات من 7 إلى 8 أنواع، ولكنه أعد 15 نوع من جزر وباذنجان أبيض وكوسة وخيار وكرنب وبصل والعديد من الخضروات الأخرى، ووضع “الفلفل الأحمر الحار” في المنتصف، ثم امسك بمعلقة خشبية كبيرة تشبه “المجداف” وبدأ في التقليب ومزج جميع المكونات معًا واستنشقت عبير زيت السمسم وصلصة الصويا والفلفل الأحمر الحار، وتمنيت أن يحين موعد أذان المغرب لكي أتذوقه، وشاركه مستر بارك جي يانج والمصريين والكوريين في التقليب سريعا فلم يتبقى على أذان المغرب إلا دقائق معدودة.

وفي دقائق معدودة قامت الفتيات المشاركات في تنظيم الحفلة بوضع البلح والماء والعصائر والسلطات والأطعمة المصرية أمام المصريين والكوريين ، وكانوا حريصين على طلبية جميع طلباتنا ولم يكلوا أو يملوا منا، وجاء أخيرًا ” البيبيمباب ” البعض قد تذوقه من قبل والبعض تذوقه لأول مرة، ولقد أعجبهم مذاق الخضروات والطعم الحار.
وبعد ذلك طلب من الحضور الذي يحب ألقاء كلمة بأن يصعد على المسرح، فقالت “أسماء أبو بكر”: أن حبها لكوريا بدأ من كتاب قرأته عن عمل الكيمتشي، ثم تعلمت طريقته في إحدى المطاعم الكورية في مصر، والآن هي تملك صفحة على الفيس بوك تعرض فيها الأكلات الكورية التي تعدها، أما أنا فترددت قليلا في الصعود ولكن حبي لكوريا كانت أقوى فصعدت إلى المسرح وقلت: أن الاحتكاك مع الكوريين جعلني أعرف الكثير عن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، وأتمنى في روايتي القادمة أن يكون بطل الرواية كوري الجنسية، وصعد أيضًا بعض الكوريين فقالت Young Sun Kang واسمها بالعربي “مليكة”: أنها سعيد بوجودها اليوم معنا وأنها تتعلم اللغة العربية منذ 3 شهور.

 الشيف يانج يرسم فانوس رمضان

الشيف يانج يرسم فانوس رمضان

وما أجمل الفانوس الذي رسمه “الشيف يانج” ومحاولته تعلم كتابة “رمضان كريم” باللغة العربية من إسراء -المسئولة عن الترجمة من اللغة العربية إلى الكورية – وأهداه إلى أصدقائه المصريين متمنيا أن ينال إعجابهم، وأيضًا الفوانيس الملونة الورقية التي كتبنا فيها كلمة بخصوص هذا اليوم الجميل المميز، فمنا من كتب باللغة العربية وآخرون كتبوا باللغة الإنجليزية والكورية، وعلى الرغم من اختلاف اللغة إلا أن مشاعرنا واحدة وهي سعادتنا بتناول الطعام سويًا وأن الوقت مر سريعًا ولن ننسى هذا اليوم أبدًا فلقد عاشوا لأول مرة رمضان بروح كورية، وتم توزيع “المراوح الكورية التقليدية” على كل من ساهم في تخليد هذا اليوم الرائع الذي جمع بين المصريين والكوريين في مكان واحد.

فوانيس ورقية تذكارية

فوانيس ورقية تذكاريةذ

3 Responses to رمضان بروح كورية

  1. ميرنا رد

    9 يوليو, 2015 at 2:10 ص

    مقال جيد جداً و لكن كالمعتاد به العديد من اﻷخطاء اللغوية على سبيل المثال :جاء المصريين ..الصواب :جاء المصريون ( فاعل) و كذلك المصريين ينتشرون ..لم يتبقى ..الصواب : لم يتبق ..تناول الطعام سوياً. .الصواب تناول الطعام معا.. أتمنى لكم كل التوفيق ^^
    امضاء طالبة بكلية الألسن

  2. Alaa Mohamed رد

    9 يوليو, 2015 at 7:08 م

    شئ جميل جدا جدا من رائع وجود علاقات بين الثقافة المصرية والكورية كنت اتمنى لو اقدر اشارك ^_^

  3. Sarah رد

    9 يوليو, 2015 at 9:23 م

    المقال ممتاز كان نفسي ابقي موجوده معاكم

اترك رداً على Alaa Mohamed إلغاء الرد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات