النفحات الصوفية تعبق بصالون أسماء بنكيران للثقافة والفنون بمدينة أكدير

09:01 صباحًا الأحد 19 يوليو 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الفنانة ماجدة اليحياوي

الفنانة ماجدة اليحياوي

“كاملُ الود لرواد الصالون، مبدعينَ ومثقفينَ وفنانينَ وولُوعين … مَنْ أجدُ في صحبتهم اليومَ أكبر عزاء، أن أكون اسماً آخر من أسرى البهاء؛ أسرى سعداء أن يكون قفصُهم قلباً بسِعَة البحر وُدَّا، وأفُقِ الحَفَاَوة سماءً…فثناءً بلا منتهى.. و دوامُ الألَقِ هو المشتهى، لـ”صالون بن كيران أسماء”. ذلك ما جاء في كلمة الدكتور محمد التهامي الحراق، ضيف شرف السمر الفنّي الذي نظمه الصالون الأدبي للثقافة والفنون بمدينة أكدير يوم السبت 11 يوليوز 2015، والذي تمّ خلاله الاحتفاء بسلطانة الملحون الفنانة القديرة ماجدة اليحياوي، التي قدّمها الشاعر عبد اللطيف الوراري في كلمةٍ مضيئة أبرزت القيمة الفنية والشعرية لطرب الملحون وحاجتنا المتجددة إلى العناية به وتطويره، وهي المهمة التي نهضت بها على الوجه الأكمل الفنانة ماجدة اليحياوي في امتدادٍ أصيل لشيوخ الغناء الذين تتلمذت على أيديهم، وفي مقدمتهم المرحوم الحسين التولالي.
لقد اختار صالون أسماء بن كيران أن يكرّس دورته الخامسة للفنون الأصيلة ذات العمق الصّوفي والديني، ولذلك فقد جاءت فقراته منخرطة في هذا التراث الغنّي بالروحانيات التي تجدّد صلات الإنسان بذاته وبخالقه وبعالمه، فعِلاوة على تكريم الفنانة ماجدة اليحياوي، استضاف الصالون الباحث في التصوّف والسماع محمد التهامي الحراق، الذي قدمه الأكاديمي المعروف عبد النبي ذاكر بكلمة أبرزت الجهود التي مافتئ يقوم بها الأستاذ الحراق، ابن زاوية كبيرة وعريقة ساهمت في إثراء وجدان المغاربة وطبعه بكل ما يقودهم إلى السعادة والعيش في انسجام مع محيطهم وذواتهم.
ولأنّ لقاء الكبار: اليحياوي، الحراق، منذورٌ لاستقطاب النجوم الكبيرة، فقد تميز هذا السمر الفنّي بحضور الفنان المتميز محمود الإدريسي، صاحب الأغنيات الخالدة من مثل ” ساعة سعيدة”، ” ياليل طل” و واش نزيدو مازال الحال”. حضور الإدريسي سيؤكد القيمة الثقافية والفنية لهذا الصالون، الذي منذ إحداثه وهو يحظى بعناية المبدعين المغاربة الذين رأوا فيه فضاء حقيقيا للاحتفاء بالثقافة والفن المغربيين. ولذلك تناوب على حضوره ثلة من خيرة الكتاب و الفنانين المرموقين: أحمد لمسيح، الحاج يونس، فاطمة تيحيحيت، عبد الحق الزروالي، رشيد زروال، محمد مستاوي، سعيد الشرايبي….
ومساهمة منه في تنشيط هذه الليلة، أدّى محمود الإدريسي ولأول مرة أغنية دينية جديدة بعنوان “كل شي ديال الله”، تجاوب مع معانيها وألحانها الجمهور الحاضر، الذي مثلته نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين من بينهم الأستاذ أحمد بلقاضي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، الأستاذة السعدية الباهي البرلمانية و نائبة رئيس المجلس البلدي لأكادير، الأستاذ حسن بن حليمة رئيس جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، الباحث بوشعيب الشوفاني، نقيب الشرفاء الشوفانيين، الفنان توفيق شكران، الزجالة فاطمة مستعد، الفنانة المتألقة سامية أحمد والقاصة لطيفة باقا، وكذا الفنان الواعد يونس نواس ، الذي أنشد في هذا الحفل قصيدتين للحلاج “لا تيأس و “حنين الروح” .
وجدير بالذكر أن هذه الليلة أحيتها الطائفة العيساوية الفاسية برئاسة المقدم بلمهدي سّي محمد.
في ختام هذا اللقاء الثقافي والفني، تفضلت الشاعرة أسماء بنكيران، مديرة الصالون بتسليم هدايا تذكارية للفنانة ماجدة اليحياوي وللمطرب الكبير محمود الإدريسي والدكتور محمد التهامي الحراق، شاكرة لهم نبل الاستجابة ومنوهة بكافة الجهات التي ما فتئت تنتصر لفكرة وجود فضاء ثقافي وفني بمدينة أكدير، وفي مقدمتها جامعة ابن زهر بأكادير في شـــــخص رئيسها الدكتور عمر حلّي و كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنفس الجامعة في شخص عميدها أحمد بلقاضي، والمجلس البلدي لأكادير في شخص النائبة البرلمانية السعدية الباهي، عضو المجلس البلدي لمدينة أكدير.
أسماء بن كيران

من أجواء الحفل

من أجواء الحفل

كلمة الدكتور محمد التهامي الحراق خلال الحفل
” كلمةُ شكر.. أو كيمياءُ أسماء ” :

“تسلُبني خطفةُ الحيرةِ بين الصمت والصوت، فلا أجد لوجدي مُقاما، ولا لِحالي لحنا أو كلاما؛ فلا الصيام عن القول بِحَلٍّ، ولستُ من البوح في حِلٍّ، وبينهما يتخطفنِي البينُ، وإن أنِستُ بين أحبتي ونأي البينُ…
فدلوني، بالله عليكم نصيحة أحباء، أينَ المهرب؟ما المخرج؟… بالله لا تخيبوا الرجاء، هل ثمة بين الحركة والسكون ميناء؟ أم هو قدَرُ السكارى بِحُبِّ المعرفة وحكمُ القضاء؟ أن يتخطفنَا بأسرارِه التي لا تنقال بهاءُ اللقاء؟ و “القرصانة”، يا لمكر المجاز وكيد النساء، قديسة فِي ديوان الكيمياء… خبرت معنى الجمعِ و وصفةَ المؤالفة و خوالجَ الاحتفاء؛ بل أحكمت سرّ المزج السعيد بين شرارة اللهبِ وسريرةِ الماء، ألم تبُح ذاتَ وحشة في أعالي “حرّْ لكلام” (ديوان زجلي لصاحبته أسماء بنكيران):
“خلِّي عينيكْ تلبسنِي
تسكنِّي
تْغْرَقْ فبحورْ عينيَّا
خلِّي أمواجْهَا .. تحرقْنِِي
تسرقْ مْنْ ذاتِي
خلِّيهَا تزندْ في دمعَاتِي
و فكُلْ دمْعَة .. صورْتْكْ تبَانْ”
يقينٌ أنني لستُ أول ضحايا هذه الكيمياء.. يقينٌ أنني لستُ أول المُغَرَّرِ بهم في مثل هذا المساء.. يقينٌ أنني وقعْتُ في قفص البهجة اسماً آخرَ في ديوانِ أسماء..
فتحيةً لا يقولُها حرف، ولا يطيقُها وصفٌ للبهيةِ السنيةِ السميةِ للا أسماء… لا تَعجبُوا .. لا تندهلُوا.. لا تستبعدوا أن تُثْنِيَ ضحيةٌ على قُرْصانِها، فتلكَ حجّةٌ أخرى على مفعول الكيمياء؛ كيمياءِ الصدق في البذل، ونُسُكية السعيِ، وسخاءِ العطاء، بلا طمعٍ في عِوَضٍ أو توقعِ شُكُورٍ أو جَزاء..
ثم تجلةً لحضن هذا الصالون أمًا و أباً استثنائيينِ، وعائلةً عريقة، وأصدقاءَ مخلصين، ومدينةً تقطرُ ظمأً لمثل هذا الرُّوَاء..
و فائض الفرحِ بتكريم عزيزةٍ في الفن، وشقيقة في عشق التراث، ونجمة في الإعلام محبوبة بلا مراء؛ ماجدة اليحياوي عنوانِ المجد والألق والإزدهاء..
كما أجدني جدَّ شاكر، لعَلَم ناصعٍ فاخر، د. عبد النبي ذاكر.. ذاك الذي ما أنطقهُ بما نطقَ من إطراءٍ سوى حُسنِ ظنهِ بالعبد القاصِر..
و كل تقديري لرمزِ العطاء الإبداعي الأصيل و أيقونةِ الأغنيةِ المغربية الباذخة…الفنان الرائق الفائق الأستاذ محمود الإدريسي، وكذا الوفد الكريم المرافق له؛ و في طليعتهم نقيب الأفاضل الشوفانيين و الخبير الروحي الكبير ذ. بوشعيب الشوفاني…على شهامةِ القدومِ و استثنايةِ الحبِّ و إبداعية المشاركة..
وأخيرا لا آخر، كاملُ الود لرواد الصالون، مبدعينَ ومثقفينَ وفنانينَ وولُوعين … مَنْ أجدُ في صحبتهم اليومَ أكبر عزاء، أن أكون اسماً آخر من أسرى البهاء؛ أسرى سعداء أن يكون قفصُهم قلباً بسِعَة البحر وُدَّا، وأفُقِ الحَفَاَوة سماءً…فثناءً بلا منتهى.. و دوامُ الألَقِ هو المشتهى، لـ”صالون بن كيران أسماء””.
محمد التهامي الحراق

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات